نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
8 أسباب تجعل المواطن التونسي يحنّ للتسعينات, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 11:49 مساءً
نشر في تونسكوب يوم 18 - 03 - 2025
يشعر التونسيون بالحنين إلى فترتي الثمانينات والتسعينات لعدة أسباب تتعلق بالتغيرات الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية التي شهدتها البلاد، فضلاً عن التحولات السريعة التي طرأت على الحياة اليومية في العقود التالية. وفيما يلي بعض الأسباب الرئيسية التي تفسر هذا الحنين.
1-الاستقرار الاجتماعي والسياسي النسبي
خلال فترتي الثمانينات والتسعينات، كان المجتمع التونسي يعيش نوعًا من الاستقرار الاجتماعي والسياسي، رغم التحديات الاقتصادية التي كانت موجودة في تلك الفترة. في ظل هذا الاستقرار، شعر الناس بأنهم يعيشون في بيئة أكثر أمانًا من الناحية الاجتماعية والسياسية. مقارنًة بالفترات اللاحقة التي شهدت تقلبات اقتصادية وأزمات سياسية، كان الحنين إلى تلك الفترات هو بمثابة بحث عن نوع من الاستقرار الذي فقده الكثيرون.
2-التواصل الاجتماعي القوي
في تلك الفترات، كان التواصل الاجتماعي يتم بشكل مباشر في المقاهي، الأسواق، وفي التجمعات العائلية والاجتماعية. لم تكن التكنولوجيا تهيمن على العلاقات الاجتماعية كما هي الحال الآن، وكان الناس يميلون إلى قضاء وقت أطول معًا في الأنشطة الاجتماعية الواقعية. هذا الانفتاح على العلاقات الإنسانية المباشرة جعل الروابط بين الأفراد أكثر قوة، مما خلق نوعًا من الحنين إلى تلك الأيام التي كانت تتمتع بأجواء دافئة وبسيطة.
3-البساطة والهدوء في الحياة اليومية
الحياة في الثمانينات والتسعينات كانت تبدو أبسط مقارنة مع التحديات الاقتصادية والتكنولوجية التي نواجهها اليوم. كانت معظم جوانب الحياة اليومية أكثر تنظيمًا، وكانت الناس أقل تأثرًا بالضغوط التي تفرضها الحياة الحديثة. هذا البساطة في الحياة كانت تشعر الناس براحة أكثر من الضغوط المعاصرة، مما يجعلها مصدرًا للحنين.
4-الأعمال الفنية والمسلسلات التونسية
شهدت تلك الفترة إنتاج العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية للشعب التونسي. مثل "شوفلي حل"، "الدار الكبيرة"، و"أولاد مفيدة" وغيرهم، كانت تلك الأعمال تلامس الواقع التونسي وتعكس القيم والمشاعر الاجتماعية التي كانت سائدة. كانت تلك المسلسلات تقدم عروضًا تجمع بين الدراما والكوميديا، مما جعلها جزءًا من ثقافة الناس اليومية.
5-الفترة الذهبية للموسيقى والسينما التونسية
في تلك الفترات، كانت الموسيقى التونسية تشهد ازدهارًا بفضل مجموعة من الفنانين الكبار مثل لطفي بوشناق، صوفية صادق، ونجاة الصغيرة، وكان الفن السينمائي التونسي أيضًا يحظى بشعبية كبيرة. كانت الأغاني والموسيقى التي صدرت في تلك الفترة جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس، وهي تثير اليوم مشاعر الحنين عندما تُعاد سماعها. هذه الموسيقى كانت تحمل رسائل عاطفية وثقافية تعكس هموم المجتمع وأماله.
6-التغيرات الاقتصادية والمعيشية
رغم أن التحديات الاقتصادية كانت موجودة، إلا أن كثيرًا من التونسيين يعتقدون أن تلك الفترة كانت أكثر توازنًا من حيث المعيشة. الأسعار كانت أكثر معقولية، وكان من السهل الحصول على احتياجات الحياة اليومية. مقارنة بالأوضاع الاقتصادية الراهنة التي تشهد تضخمًا وغلاءً في الأسعار، يجعل الكثيرون يتذكرون تلك الفترة بارتياح.
7-الابتعاد عن تعقيدات التكنولوجيا الحديثة
لم يكن هناك سيطرة للتكنولوجيا في تلك الفترات كما نراها اليوم. لم تكن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على الحياة الاجتماعية. كان التفاعل بين الناس أكثر مباشرة، والتجربة التونسية اليومية كانت أبسط وأقل تعقيدًا. يشعر الكثيرون بأن تلك الفترة كانت أكثر أصالة، حيث كان الناس يقتربون من بعضهم البعض في بيئة خالية من الضغوط الرقمية.
8-الشعور بفقدان البراءة والسكينة
في الوقت الحالي، قد يشعر التونسيون بأنهم فقدوا البراءة البسيطة والسكينة التي كانت تميز الحياة في فترتي الثمانينات والتسعينات. الحياة المعاصرة قد تبدو أكثر تعقيدًا بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية الحديثة، مما يعزز شعور الحنين إلى الماضي باعتباره زمنًا أقل تعقيدًا وأكثر استقرارًا.في النهاية، يعود حنين التونسيين إلى فترتي الثمانينات والتسعينات إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالاستقرار الاجتماعي، القوة الثقافية والفنية، وسهولة الحياة اليومية. تلك الفترات كانت تحمل نوعًا من البساطة والراحة التي يصعب العثور عليها في ظل التحديات المعاصرة. هذا الحنين لا يعني فقط التوق إلى الماضي، بل هو أيضًا محاولة لإعادة اكتشاف بعض القيم التي كانت تميز الحياة في تلك الحقبة والتي قد تكون مفقودة في الزمن الحالي.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق