نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: منوبة: قصة كفاح بائعة "خبز الطابونة" على قارعة الطريق في سبيل توفير لقمة العيش, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 01:58 مساءًمنوبة: قصة كفاح بائعة "خبز الطابونة" على قارعة الطريق في سبيل توفير لقمة العيش نشر في باب نات يوم 14 - 03 - 2025 (وات/مكتب منوبة - نعيمة عويشاوي) - مسحت شيماء حبات العرق المتلألئة فوق جبينها، وهي تبتعد عن فوهة الطابونة التي تطاير دخانها وكانت تطعم النار فيها بين الحين والاخر بقطع الخشب بعد كسرها بيديها واحيانا بركبتيها. حركت الطين والماء وحولتهما الى عجين سدّت به المنافذ المفتوحة في اسفل الطابونة، مراقبة السنة اللهب التي خفتت شيئا فشيا، وتحول الحطب والخشب بجوفها الى جمر ملتهب، وباتت جوانبها جاهزة للصق عجينة الخبز..استعانت بوالدها، الذي جلب العجينة جاهزة من المنزل، ولفت يديها بقطعة قماش لتنطلق في عملية لصق العجينة منطلقة بقوالب صغيرة "الجابورة " وهي خبز صغير الحجم يوزع على الأطفال بنية جلب البركة، وفق تأكيد شيماء، ثم وزعت البقية على ثلاث "حميات" بمعدل أربعين خبزة في الحمية الواحدة، في رحلة يومية تنطلق في شهر رمضان من العاشرة صباحا الى السادسة مساء.تقول شيماء ذات ال32 عاما، انها رافقت والدتها في هذه المهنة على الطريق على مستوى بجاوة بمعتمدية وادي الليل منذ طفولتها، وتزوجت في أحد أرياف ولاية نابل، ثم قررت العودة لمساعدة والدتها التي تقدمت في السن ومرضت بسبب ما خلفته لها هذه المهنة من مشاكل صحية في التنفس وتحملت مسؤولية تدبير لقمة عيش العائلة التي يساعد فيها الاب والاشقاء أيضا .تعتبر شيماء ان مهنتها وعلى صعوبتها ومخلفاتها الصحية، خاصة بسبب تعاملها اليومي مع الدخان والحطب، تبقى عملا مستقلا تديره بنفسها، رغم صعوبة الحصول على الكميات الكافية من مادة السميد، على غرار بقية النساء العاملات في صنع الخبز، واقتنائها بضعف السعر، كما تلتجئن لشراء الخشب بعد ان كن تحصلن عليه مجانا .تنتظر بائعة الخبز بشغف نضج خبز الطابونة لتلتقطها الواحدة تلو الاخرى وتضعها في صندوق بجانبها، اين يتولى والدها واشقاؤها عملية البيع للحرفاء الذي يتوقفون لاقتناء الخبز منها ومن بقية البائعات.مازال هذا الصنف من الخبز، محبذا من قبل الكثير من العائلات، يضفي نوعا من البهرجة على موائد الافطار، فهو موروث غذائي تقليدي يستهوي العائلات التونسية ويقبل عليه المستهلك خاصة وانه يدرك الفرق بين خبز الطابونة الطين الطازج بنار الحطب وبين خبز الفرن الكهربائي الذي اكتسح الاحياء الشعبية وبات منافسا كبيرا للمخابز العادية ...وبين موروث غذائي يجلب شهية المستهلك برائحته الزكية ومذاقه الطيب، ويجلب انظار سواق السيارات والشاحنات على الطريق، تحترق أنامل شيماء وعديد من النساء في عدد من الاحياء الشعبية بولاية منوبة من اجل توفير دخل مادي يساعدها على مواجهة مصاريف شهر رمضان.حلم شيماء، ان يتحول كوخ القش الذي تحتمي به من اشعة الشمس الحارقة في الصيف، ومن الامطار شتاء الى محلات صغيرة توفرها لها البلدية ولو بمعلوم كراء، تتوفر فيها كل المرافق، وتساعدها هي وبقية النساء العاملات على الطريق، على الاستمرار في مهنة باتت مصدر رزقهن الوحيد.مهنة، اعتادت الطرقات واسطح المنازل والمحلات الضيقة، على مشهد احتراق نعومة الأنامل فيها وانحناء الظهر وقسوة الحياة وصعوبتها، مقابل توفير القوت اليومي وسط غلاء المعيشة، مشهد يختزل كفاح العديد من النساء.تابعونا على ڤوڤل للأخبار انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.