أربعة من خيرة شبابها عادوا محمولين على الأكتاف، وعشرة آخرون يصارعون الموت، بعدما انقلب ميكروباص الأحلام إلى نعش طائر على الطريق الصحراوي الشرقي.

 

كانت رحلة إلى القاهرة تحمل أملًا في لقمة عيش، لكنها تحوّلت إلى فصل دامٍ من فصول الفقد. هنا، لا تُسمع إلا آهات الأمهات، ودموع الآباء، وحزن القرية التي باتت تمشي خلف جنائز أبنائها وسط ذهول لا كلمات تصفه.

 

أمر المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، أولًا: بندب فريق من أعضاء نيابة مركز ملوي للانتقال إلى موقع الحادث، وذلك لإجراء المعاينة الميدانية والاستماع إلى أقوال المصابين.

 

ثانيًا: بسرعة انتداب لجنة فنية من المرور لفحص السيارة المتسببة في الحادث والاستعلام عن مالكها وبيان مدى صلاحيتها الفنية، والتحفظ على السيارة لفحصها من قبل الجهات المختصة.

 

ثالثًا: التحفظ على السائق المتسبب في الحادث، واستجوابه حول ملابسات الواقعة، والتأكد مما إذا كان تحت تأثير أي مواد مخدرة ، وسحب عينة منه لتحليلها بمعرفة الطب الشرعي. و استخراج صحيفة الحالة الجنائية.

  

رابعًا: انتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على جثامين المتوفين الأربعة، وبيان أسباب الوفاة بدقة، تمهيدًا لاستخراج تصاريح الدفن، وسرعة تسليم الجثامين لذويهم عقب الانتهاء من الإجراءات الشرعية والقانونية.

 

خامساً: سرعة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وظروفها وملابساتها. 

 

تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء مجدي سالم، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، إخطارًا في الساعة الواحدة فجرًا من العقيد محمود مشهور، مأمور مركز شرطة ملوي، يفيد بانقلاب سيارة أجرة ميكروباص رقم "9653 ج د" بيضاء اللون، مما أسفر عن مصرع وإصابة الركاب.

 

وأكدت التحريات الأولية التي أشرف عليها اللواء حاتم ربيع، مدير المباحث الجنائية، أن جميع الركاب استقلوا السيارة القادمة من قرية بني إبراهيم التابعة لمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، وكانوا في طريقهم إلى محافظة القاهرة، وأن سبب وقوع الحادث هو السرعة الزائدة من السائق، مما أدى إلى اختلال عجلة القيادة في يده، وانقلاب الميكروباص عدة مرات، وأسفر ذلك عن مصرع أربعة ركاب و هم أحمد عبد الفضيل عطية، 42 عامًا. محمد عبد اللطيف فرحان، 38 عامًا. علي حسن علي خليل، 40 عامًا، ومحمود مصطفى خلف، 45 عامًا، فيما أُصيب 10 أشخاص، بينهما شقيقين وهم، فراج حلمي خليفة، 42 عامًا وشقيقه. محمد حلمي خليفة، 50 عامًا. عبد الباسط فوزي خليفة، 57 عامًا. عطية عبد الفضيل عطية، 42 عامًا. . علي حسن علي، 39 عامًا، وصلاح فتحي أحمد بخيت، 42 عامًا. شعبان سلامة محمود، 49 عامًا. محمد حسين أبو العلا، 28 عامًا. رمضان سيد خلف، 45 عامًا.

 

تمكن العميد علاء جلال، رئيس فرع البحث الجنائي جنوب المنيا، والعقيد محمود الجبالي، وكيل الفرع، والرواد طارق عبد الناصر وكيل مباحث مرور المنيا و ربيع محروس وأحمد خلف، والنقيب صالح محمود بإدارة مرور المنيا، من الإشراف على نقل المصابين والجثامين إلى مستشفى ملوي التخصصي.

 

وانتقلت الدكتورة نادية مكرم، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، إلى مستشفى ملوي التخصصي للإشراف على متابعة حالة المصابين، وتبيّن من خلال تشخيص حالاتهم الصحية أن الإصابات تراوحت بين اشتباه كسر بالذراع الأيمن وكدمة بالرأس. اشتباه كسر بعظام الجمجمة وغيبوبة تامة، اشتباه نزيف بالمخ اشتباه كسر بالذراع الأيمن، كسر مضاعف بالساق اليمنى وسحجات وكدمات بالجسم. اشتباه كسر بالعمود الفقري، كسر بالعمود الفقري. جرح قطعي بالوجه 5 سم وغيبوبة تامة. اشتباه كسر بالكتف الأيمن، واشتباه كسر بالساق اليمنى. اشتباه كسر بالساق اليسرى. اشتباه ما بعد الارتجاج، وجرح قطعي بالأنف 3 سم، وجرح بالرأس 3 سم، واشتباه كسر بالعمود الفقري.

 

 أشرف العميد وليد العاطون، مدير إدارة مرور المنيا، على رفع حطام السيارة المنكوبة وتسيير حركة المرور بالطريق الصحراوي الشرقي زمام البرشا، وقد تم تحرير محضر بالواقعة، والتحفظ على "الميكروباص الطائر" والسائق.

 

من جانبه، أمر اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بتوفير الرعاية الطبية العاجلة للمصابين، ومتابعة حالتهم الصحية أولًا بأول داخل مستشفى ملوي التخصصي، كما وجّه بتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا أثناء تواجدهم بالمنيا، وتكليف الجهات المعنية بسرعة إنهاء الإجراءات القانونية المتعلقة بالحادث.

 

وأصدر المحامي العام لنيابات جنوب المنيا قراره المتقدم.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل