كان الخوف يتملكهما في البداية والرعب يسيطر عليهما في كل عملية يقومان بها. لذلك كانت سرقاتهما قليلة ونشاطهما محدوداً. فكانا كلما سمعا صوتاً انتابهما الخوف وكلما أحسا بوقع أقدام قريبة منهما هربا. وإذا اطمئنا نفذا خطتهما باقتحام الشقة واختيار ما خف وزنه وغلا ثمنه وحمله سريعاً والهرب به قبل اكتشاف أمرهما.

كانا يرقبان العقار ويتابعان نشاط سكانه لاختيار احدي الشقق التي يكون خروج سكانها كثيراً. أو التأخر خارجاً لفترات طويلة سواء للعمل أو السفر. بعدها يحددان الوقت المناسب لتنفيذ جريمتهما وغالباً ما يكون ذلك في ساعة مبكرة من الصباح أو متأخرة من الليل. وكانا دائما يختارا العقار الذي لا يوجد به حارساً.

بهذا الأسلوب والخوف الشديد نفذا العديد من العمليات وفازا بالكثير من الغنائم الحرام. وظنا أن حرصهما الزائد يحميهما من السقوط في قبضة أجهزة الأمن والهرب بجرائمهما. لكن بلاغات السكان تعددت أمام رئيس مباحث مكافحة سرقات المساكن بالقاهرة. ما دفعه لتكثيف الرقابة بشوارع وأحياء المنطقة. خاصة في وقت الفجر.

بعد فترة لم تستمر طويلاً. توصلت تحريات أن هناك "عاطلين" مسجلين جنائياً جرائم نشل وسرقات بأسلوب المغافلة يترددان علي شوارع المنطقة ليلاً. أنهما هجرا نشاطهما السابق واتجها إلي سرقة المساكن حديثاً وأن نشاطهما يتركز في آخر الليل.

بعرض التحريات علي اللواء مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة. أمر بإعداد عدة أكمنة متحركة علي أماكن ترددهما. انتهت بالقبض عليهما وبحوزتهما بعض المسروقات والأدوات المستخدمة في اقتحام المساكن عند خلوها من سكانها ليلاً.

بمناقشة المتهمين أمام نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة. اعترفا بسرقة المضبوطات بحوزتهما من أحد المساكن بأسلوب كسر كالون باب الشقة. كما اعترفا بارتكاب 10 وقائع سرقة بنفس الأسلوب. وأرشدا عن المسروقات لدي عملائهما من تجار الأجهزة الكهربائية والإلكترونية المستعملة.

تحرر محضر بالواقعة وعرضه علي النيابة صحبة المتهمين والمسروقات المحرزة مع الأدوات المستخدمة في جرائم السرقة التي تولت التحقيق.
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل