الشارقة: سارة المزروعي
على مدار الزمن، تطورت أساليب الحياة، لكن «المنحاز» أو «الهاون» بقي جزءاً أساسياً من التراث الإماراتي والخليجي فهو لا يزال يحافظ على مكانته في تحضير القهوة العربية والمأكولات التقليدية، معبراً عن معرفة الأجيال السابقة بفنون الدق والطحن التي أضفت نكهة فريدة على المطبخ المحلي.
تتكون أداة المنحاز من جزأين رئيسيين: الوعاء الأسطواني المحفور والمدق اليدوي، ويختلف تصنيعها حسب المواد المستخدمة، فمنها الخشبية والتي تُستخدم عادةً في سحق التوابل والبهارات مثل الكزبرة والكمون، في حين تفضل الأنواع النحاسية أو الحجرية لتحمل المواد الأكثر صلابة، مثل أعواد الكركم والقرفة، كما تُعد هذه الأدوات وسيلة لتحضير خليط البهارات المعروف ب«البزار»، حيث تُطحن الكزبرة، السنوت، الفلفل الأسود والليمون المجفف والبهارات الأخرى المستخدمة في الأطباق الإماراتية التقليدية، ولم تقتصر استخداماتها على التوابل فقط، إذ تُستعمل أيضاً لدق الحناء، الياس، السدر، والنيلة، والتي تعد كلها مواد تجميلية وطبية سابقاً تتزين بها المرأة أو تستخدم للعلاج ما يعكس تعدد استعمالاتها عبر الحياة اليومية.
على الرغم من التطور الذي شهدته أدوات المطبخ، لا يزال «المنحاز» يُعد جزءاً من الحياة اليومية، خاصة في بعض المنازل التقليدية التي تحافظ على طقوسها المتوارثة. صوته أثناء الدق يُعد علامة على حسن الضيافة والكرم، كما أن تحضيره للهيل والقهوة كان ولا يزال تقليداً أصيلاً يُبشر بقدوم الضيوف، تُعرف هذه الأدوات بأسماء متعددة، لكنها تظل مرتبطة بذات الاستخدام الأساسي الذي يُبرز جانباً من الهوية الثقافية والخصوصية المحلية.
أخبار متعلقة :