اليوم الجديد

أطباق الجدات الفلسطينيات تقاوم الغياب

الشارقة: مها عادل

تتميز المائدة الفلسطينية بروح الأصالة، وتكتسي أطباقها بملامح التراث، إذ تتفنن السيدات بإعداد وجبة إفطار عامرة بأصناف شهية ومصنوعة وفق وصفات الجدات المتوارثة وطقوسهن أيضاً، ليستمتع الجميع بأكلات تحيي الذكريات وتشبع القلوب.
زيت الزيتون هو العنصر الأساسي والمشترك بكل الأكلات الرمضانية الشهيرة مثل، المفتول، المقلوبة، المسخّن، المجدرة، والكبة، وغيرها، وتتنوع المذاقات بأشهى أنواع التوابل التي تميز الطابع الفلسطيني.
وتحدثنا المذيعة بقناة «العربية» ميسون عزام عن ملامح المائدة الرمضانية الفلسطينية وتقول: أردت استعراض المطبخ الرمضاني الفلسطيني في منزلي، ما الذي تعلمناه وكيف توارثنا أكلاتنا، فوجدتني أتلمس كرم أجدادنا من خلال الأطباق الغنية بالنكهات وتنوع مكوناتها. فالمطبخ الفلسطيني هو مرآة تعكس جوانب مختلفة من حياة الفلسطينيين، من ارتباطهم بالأرض، إلى حبهم للتجمعات العائلية. فالمطبخ الفلسطيني بصورة عامة والمائدة الرمضانية بصورة خاصة، ليست مذاقات وأطباق لذيذة، بل عرض حي لخيرات أرضنا يزين مائدتنا على مدار العام وخاصة في الشهر الفضيل.
وتضيف: لاحظت أن الكثير من الأسر الفلسطينية، وإن لم يكن معظمها، حتى يومنا هذا تُحافظ على الوصفات التقليدية وطرق الطهي القديمة. ورغم التقارب بالوجبات، فإنه من الملاحظ أن لكل منطقة طابعاً خاصاً لأطباقها.
واشتهرت مدن وقرى الساحل، كقرية والدتي، السميرية قضاء عكا، بصنع المقلوبة من السمك الذي يصطادونه من خيرات البحر، في حين أنَّ سكَّان المناطق الجبلية، مثل حطين قرية والدي قضاء طبريا، اشتهروا بطبخ مقلوبة الدجاج أو اللحم لصعوبة الوصول إلى الأسماك الطازجة بشكل مستمر. بعض المدن تميزت عن غيرها في نكهة الأكل الحار، لوجود مساحات شاسعة من مزارع الفلفل ومواسم مخصصة لقطف وكبس الفلفل وتخزينه على مدار العام. بالمقابل هناك مدن أخرى اشتهرت بطبق لا تجده في مدن أخرى مثل العكوب في مدينة نابلس، وطبق السماقية الذي اشتهرت به مدينة غزة. وتتابع: أما العامل الاجتماعي فقد أدى إلى انتشار بعض الأطباق بين العائلات الغنية فقط، وكان لقدرة هذه العائلات المادية، الحصول على بعض الخضراوات أو المنكهات التي لا تتوفَّر إلا في مواسم بعينها، مما انعكس في التنوع الملموس في صنع الطبق.
ومن المعروف أن زيت الزيتون هو العامل المشترك بين معظم أكلاتنا، إذ يُعتبر أحد الأعمدة الأساسية في المطبخ الفلسطيني. فالنظام الغذائي لكثير من الأسر الفلسطينية في المناطق الريفية كان يدور حول زيت الزيتون، والمخبوزات.
وتختتم: من هذا الإرث، لم تعد المائدة الرمضانية مجرد وجبة، بل تجربة تجمع القلوب وتعمّق الروابط، فبينما تتبادل الأيدي اللقيمات، تلتقي العيون بابتسامة دافئة.

أخبار متعلقة :