اليوم الجديد

الاستعداد العاطفي خطوة أولى لنجاح طفلك

مع بداية العام الدراسي الجديد، لا يواجه الأطفال وحدهم التحديات، بل تمتد الصعوبات أيضاً إلى الأهل الذين يجدون أنفسهم أمام مسؤولية تهيئة أبنائهم نفسياً وسلوكياً. العودة إلى النوم المبكر بعد عطلة طويلة، وصعوبة الاستيقاظ في الصباح، إضافة إلى الخوف من اليوم الأول ونوبات القلق أو الغضب، كلها تحديات يعيشها الطفل، في حين يواجه الأهل بدورهم ضغوطاً في التعامل مع هذه التغيرات وتنظيم الروتين العائلي من جديد.
في هذا السياق، تؤكد سمر زنانيري، مدربة معتمدة في الذكاء العاطفي وصانعة محتوى في مجال تطور الطفل والتدخل المبكر، على أهمية الاستعداد النفسي والعاطفي للطفل قبل دخوله المدرسة. وتشير إلى أن دور الأهل، خاصة الأم، أساسي في تعزيز هذا الجانب.
تقول سمر زنانيري: «على الأهل أن يتفهموا أن خوف الطفل في أول يوم دراسي أمر طبيعي، والأهم هو معرفة جذور مشاعر الخوف هذه ومحاولة منح الطفل الأمان والثقة، فالأهل هم مرآة أطفالهم، كلّما استطعنا ضبط مشاعرنا كأهل وعكس مشاعر إيجابية، فسينعكس ذلك تلقائياً على أطفالنا وسيشعرون براحة وثقة أكبر. يمكن البدء تدريجياً بتنظيم روتين النوم، وتعويد الطفل على الفصل الدراسي من خلال القصص أو الزيارات القصيرة للمدرسة، فذلك يخفف من القلق. كما أن على الأهل مراعاة التغيّر البيئي والنفسي على الطفل عند بدء المدرسة، والتحلّي بالصبر لأن مهارات الانضباط و إدارة الوقت تحتاج سنوات من الخبرة والممارسة لاكتسابها».
وتضيف: «بناء الثقة بالنفس عنصر جوهري، فالطفل الذي يشعر أن والديه يؤمنان بقدراته سيكون أكثر استعدادًا للتعامل مع التحديات، خصوصاً إذا استطاع الأهل التركيز على مراكز القوة الموجودة لدى الطفل وتعزيزها. كما أن الأم تحديدًا تلعب دورًا داعمًا عاطفيًا، حيث تعتبر مساحة أمان لطفلها، وذلك عبر الإصغاء لمشاعر الطفل، واحتضانه، والتشجيع بالكلمات الإيجابية، وعدم التصغير من هذه المشاعر».
ومع كل عام دراسي جديد، يبرز الدور المحوري للذكاء العاطفي في حياة الطفل، ليس فقط كمهارة شخصية، بل كجسر يسهّل الانتقال بين البيت والمدرسة. ومما لا شك فيه أن وعي الأهل بأهمية هذه المرحلة ينعكس إيجاباً على ثقة الطفل بنفسه ونجاحه الدراسي والاجتماعي.

أخبار متعلقة :