اليوم الجديد

عامر شريف: برؤية محمد بن راشد نمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل في دبي (فيديو)

أكد الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لـ«دبي الصحية»، ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن ما شهده القطاع الصحي في إمارة دبي من تطور ملموس في العديد من مؤشرات الأداء، جاء بفضل الرؤية السديدة ودعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مشيراً إلى أن «دبي الصحية» تمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل يواكب تطلعات دبي المستقبلية، ويرتقي بصحة الإنسان، بما يسهم في تحقيق أهداف أجندة دبي الاجتماعية 33، التي تهدف إلى بناء نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي موسُّع نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي بمقره ضمن سلسلة لقاءات «جلسة مع مسؤول»، بحضور منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمع من القيادات الإعلامية المحلية ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية، حيث استعرض الدكتور عامر شريف مراحل التحول والنمو التي شهدها القطاع الصحي في دبي، ضمن أول نظام صحي أكاديمي متكامل، بالإضافة إلى أبرز الإنجازات والتوجهات المستقبلية التي تجعل المريض محور اهتمامها، لضمان توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين.


وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور عامر شريف عن خالص شكره وتقديره للإعلاميين الحضور، مثمناً الدور الحيوي للإعلام في نشر الوعي المجتمعي، ودعم رسالة «دبي الصحية» الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة والارتقاء بصحة الإنسان.
واستعرض الدكتور عامر شريف مسيرة تطوّر منظومة الرعاية الصحية في دبي، بدءاً من مراحلها الأولى في أربعينات القرن الماضي، حين كانت الخدمات تركز على الرعاية الأولية، مروراً بمرحلة التوسّع النوعي، مع إنشاء أول مستشفى حكومي، وصولاً إلى المرحلة التي سبقت صدور القانون رقم (13)، لسنة 2021، الخاص بتأسيس «دبي الصحية» والذي شكّل محطة فارقة في إعادة هيكلة القطاع الصحي وترسيخ حوكمته.
كما أوضح الرؤية الاستراتيجية لـ«دبي الصحية» والبرامج المُصممة لتحقيق الأولويات الصحية للإمارة، من خلال توفير رعاية صحية عالية الجودة قائمة على الأدلة العلمية، وتعزيز التعليم الطبي، ودعم البحث العلمي، عبر شراكات محلية ودولية، بما يسهم في تطوير النظام الصحي ورفع جودة الخدمات.
وتطرّق إلى الهوية المؤسسية الجديدة لـ«دبي الصحية»، والتي تجسّد رؤية طموحة تتكامل فيها ركائز الرعاية والتعلم والاكتشاف والعطاء، وفق أعلى المعايير العالمية، بما يُرسّخ مكانة دبي كوجهة رائدة في قطاع الرعاية الصحية.

نموذج موحد للرعاية


وأشار إلى أن «دبي الصحية» اعتمدت نموذجاً موحداً لمعايير الرعاية الطبية في جميع مرافقها، بما يضمن حصول المرضى على مستوى متكافئ من الخدمات، بغض النظر عن موقع تقديمها. وأوضح أن هذا النموذج يُسهم في تعزيز سلامة المرضى، وتقليص زمن الحصول على الخدمة، فضلاً عن رفع كفاءة إدارة الرعاية السريرية، وذلك في إطار تطبيق منظومة متكاملة تستند إلى أفضل الممارسات العالمية المعتمدة.

مشاريع نوعية


وأكد الدكتور عامر شريف أن «دبي الصحية» نجحت في ترسيخ مكانتها كمحرّك رئيسي لتطور الرعاية الصحية في الإمارة، من خلال إطلاق مشاريع نوعية تتميز برؤية استشرافية ومعايير عالمية. حيث عملت على تطوير خمسة مراكز بحثية متقدمة، دخل ثلاثة منها حيز التشغيل، وتشمل: «مركز هندسة البروتينات»، و«مركز الابتكار والتكنولوجيا»، و«مركز علوم الميكروبات»، إلى جانب «مركز علم الجينوم التطبيقي والانتقالي»، و«مركز صحة الفضاء والطيران»، وذلك في إطار دعم جهود البحث العلمي وترسيخ نموذج للرعاية الصحية المستندة إلى الأدلة.
كما تشمل مشاريعها الاستراتيجية إنشاء «مستشفى حمدان بن راشد للسرطان»، الذي فاز تصميمه، بمشاركة المرضى، بالجائزة الذهبية عن فئة «المشاريع المستقبلية للرعاية الصحية» من World Architecture News، حيث أسهمت تجربة «أمينة»، إحدى ناجيات السرطان، بدور مؤثر في تصميم المستشفى، ما سيساعد في خلق بيئة علاجية أكثر إنسانية ودعماً للمرضى. بالإضافة إلى ذلك تعمل «دبي الصحية» على إنشاء مقر جديد لمركز السكري.

شراكة مجتمعية


وأكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية من خلال مبادرات نوعية تُعزز صوت المرضى وأفراد المجتمع في تطوير الخدمات الصحية لتحسين جودتها وضمان مواءمتها مع الاحتياجات الواقعية. وتُعد مبادرة «مجالس دبي الصحية: صوت المجتمع» محطة رئيسية في هذا الإطار، إلى جانب برنامج «بريس جيني»، المُعتمد لقياس تجربة المرضى بشكل منهجي.

توظيف الذكاء الاصطناعي


وتناول اللقاء جهود «دبي الصحية» في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة تماشياً مع استراتيجية دبي للذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة 2025-2028. وتهدف هذه الجهود إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما يتيح لهم التركيز بشكل أكبر على تقديم الرعاية، والبحث العلمي. 
وتشمل هذه الجهود تطوير رؤى طبية متقدمة، وتقديم التعلم الموجه حسب احتياجات الفرد، وتعزيز البحث الطبي، ودعم جهود العطاء وجمع التبرعات. كما تم إطلاق 37 مبادرة ذات أولوية لتحقيق أهداف استراتيجية محددة ضمن خمسة مجالات رئيسية، تشمل: تحسين تجربة المرضى، وتسهيل الوصول إلى الرعاية، وتعزيز دقة التشخيص، وتقديم علاج مخصص لكل مريض، إلى جانب مجالات أخرى تدعم كفاءة وجودة الرعاية الصحية.

التعليم الطبي


وخلال اللقاء استعرض الدكتور عامر أبرز الإنجازات الأكاديمية التي أسهمت في ترسيخ جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية مكانتها كمركز رائد للتعليم الطبي والبحث العلمي، لافتاً إلى حصولها على ثلاث منح بحثية ممولة ضمن مبادرة دعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار من «مؤسسة دبي للمستقبل». 
وأضاف: «نفخر أيضاً بوجود 10% من أعضاء الهيئة الأكاديمية في قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء الأكثر تأثيراً على مستوى العالم لعام 2024، وهو إنجاز يعكس جودة البيئة البحثية في الجامعة». كما أشار إلى أن عدد المنشورات العلمية الصادرة عن الجامعة بلغ 1,811 منشوراً، نُشر 84% منها في مجلات علمية مصنّفة ضمن الفئة الأولى والثانية (Q1/Q2)، ما يعكس جودة الأبحاث والتميز الأكاديمي للمؤسسة.
وأكد الدكتور عامر خلال لقائه القيادات الإعلامية أهمية منح الجوانب الأكاديمية والعلمية اهتماماً خاصاً في وسائل الإعلام، من خلال تخصيص مساحات مناسبة لتغطيتها، والتركيز على إبرازها بلغة دقيقة ومهنية.

شراكات استراتيجية


في إطار خططها للارتقاء بكفاءة المنظومة الصحية والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، أكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على بناء وتعزيز شراكاتها مع كبرى المؤسسات الأكاديمية والطبية العالمية. ففي عام 2024، أطلقت «دبي الصحية» بالتعاون مع جامعة أكسفورد «أكاديمية دبي الصحية للقيادة»، لتأهيل نخبة من القيادات في قطاع الرعاية الصحية. كما تمتد شراكتها مع مستشفى الأطفال الوطني في أمريكا لأكثر من ثمانية أعوام من خلال «مستشفى الجليلة للأطفال»، وتركز على مجالات التكنولوجيا والتدريب التخصصي في طب الأطفال، بما يسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة. 
وأشار إلى أن «دبي الصحية» وقعت أيضاً مذكرة تعاون مع مستشفى «رويال مارسدن» في المملكة المتحدة، أحد أبرز المراكز العالمية في علاج وبحوث السرطان، لتعزيز التعاون في تطوير نماذج الرعاية الصحية. كما وقّعت مذكرة تفاهم مع كلية الطب «يوماس تشان» التابعة لجامعة ماساتشوستس الأمريكية، بهدف تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتبادل الخبرات والطلبة، والمساهمة في تطوير وتعزيز الصحة العامة وفق أعلى المعايير العالمية.
وضمن جهود تبادل الخبرات في برنامج قيادة الأنظمة الصحية، وقعت «دبي الصحية» مذكرة تفاهم مع مجموعة الإمارات والتي تهدف إلى تعزيز تجربة المريض وترسيخ ثقافة التميز في مجالات الرعاية الصحية والضيافة، من خلال تبادل الخبرات بين الطرفين.

عطاء مستمر


وأوضح الدكتور عامر شريف أن مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية، سجلت أداءً استثنائياً خلال عام 2024، حيث جمعت 177.65 مليون درهم، ما يعكس تنامي الثقة المجتمعية في رسالتها الإنسانية.
وأضاف: «في جانب دعم التعليم، قدمت «مؤسسة الجليلة» 13 منحة دراسية للمرة الأولى خلال العام 2024، كما وسّعت نطاق شراكاتها الاستراتيجية بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع مؤسسات وجمعيات خيرية محلية، من بينها جمعية بيت الخير، وجمعية دار البر، ومؤسسة تراحم الخيرية، ومؤسسة عيسى صالح القرق، وجمعية دبي الخيرية، والهلال الأحمر الإماراتي، بما يدعم مشاريعها الحيوية ويعزز استدامة أثرها المجتمعي».

مركز العمليات الصحية


وتطرق الدكتور عامر شريف إلى جهود «دبي الصحية» في تحسين تجربة المرضى من خلال تأسيس «مركز العمليات الصحية»، الذي يشكّل حجر الأساس في إدارة شؤون المرضى وتتبع مسار رحلتهم العلاجية منذ اللحظة الأولى لدخولهم المنظومة الصحية وحتى اكتمال العلاج. ويجسّد المركز رؤية «المريض أولاً» من خلال توظيف خبرات متعددة لضمان تقديم رعاية شاملة تتمحور حول احتياجات المرضى، ويسهم كذلك في رصد مؤشرات الأداء وتحليل معدلات الإقبال على الخدمات المجتمعية والرقمية، حيث سجلت المؤشرات نمواً ملحوظاً بين 2022 و2024.
ولفت إلى دور المركز المحوري في «برنامج إعادة تصميم رحلة المريض» الذي تتبناه «دبي الصحية» لإنشاء مسارات علاجية متكاملة، حيث تم تحديد 45 رحلة علاجية رئيسية ضمن المنظومة الصحية، تمثل نحو 68% من إجمالي حجم المرضى، وتشمل رحلات الطوارئ، والرعاية التخصصية، والفحوصات الوقائية. كما يعزز البرنامج جاهزية المنظومة الصحية للمستقبل من خلال توظيف البيانات وتحليلها لدعم القرارات وتحسين الخدمات، وقد جاء هذا البرنامج استجابة لتطلعات أفراد المجتمع وملاحظاتهم حول تجاربهم الصحية.

نمو متزايد


سجلت «دبي الصحية» نمواً ملحوظاً في عدد من مؤشرات الأداء خلال عام 2024، حيث ارتفع عدد طلبات توصيل الأدوية إلى المنازل إلى نحو 109 آلاف طلب في عام 2024، مقارنة بـ 37 ألفاً و724 طلباً في عام 2022، مسجلاً نمواً بنسبة 189%.
وشهدت خدمة نقل المرضى، والتي تُعنى بتوفير وسيلة نقل مخصصة لنقل المرضى من منازلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية لمواعيدهم الطبية وتلقي العلاج، ثم إعادتهم بعد انتهاء الخدمة العلاجية، إقبالاً واسعاً من قبل المتعاملين، حيث بلغ عدد المستفيدين منها 5,365 مريضاً في عام 2024، مقارنة بـ 862 مريضاً في عام 2023.
وفيما يتعلق بخدمة الزيارات المنزلية، نفذت الفرق الطبية 90 ألفاً و816 زيارة خلال ثلاث سنوات، مسجلة بذلك معدل نمو بنسبة 68%، حيث ارتفعت من 23 ألفاً و277 زيارة في عام 2022، لتصل إلى 39 ألفاً و114 زيارة في عام 2024.
على صعيد الخدمات الرقمية، نجحت «دبي الصحية» في تقديم خدمة التطبيب عن بُعد لـ 256,350 مريضاً خلال ثلاث سنوات، مسجلةً نمواً بنسبة 17.7%، حيث بلغ عدد الاستشارات المقدمة في عام 2024 نحو 92,930 استشارة، مقارنة بـ 78,969 استشارة في عام 2022.
كما تعامل مركز الاتصال في «دبي الصحية» مع نحو 5 ملايين مكالمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تم الرد عليها بكفاءة واحترافية عالية. وبلغت نسبة رضا المتعاملين 93.1% وهو ما يمثل 8% زيادة مقارنة بعام 2022.

أخبار متعلقة :