تشكِّل متاحف دبي صروحاً ثقافية مميزة ومراكز تعليمية فاعلة تسهم في تعزيز التعلم وتشجيع الحوار البناء، إذ تسعى إلى التعريف بتاريخ الدولة وماضيها العريق وتراثها الثقافي الأصيل، والارتقاء بمنظومة البحث العلمي، ما يسهم في دعم المشهد الإبداعي المحلي.
واحتفالاً باليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق 18 مايو/آيار، ستنظم هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في متاحفها وأصولها التراثية والثقافية، سلسلة من ورش العمل التفاعلية الهادفة إلى إبراز مكانة المتاحف ودورها في رفع مستوى الوعي المعرفي لدى أفراد المجتمع والتعريف بمساهمتها في تعزيز الابتكار والإبداع عبر توظيف أحدث التقنيات في أجنحتها المختلفة، ما يمكنها من مواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وتدير «دبي للثقافة» خمسة متاحف، على رأسها متحف الاتحاد الذي يمتلك أرشيفاً غنياً بالمقتنيات والمخطوطات والمعروضات والصور الأرشيفية التاريخية وكلها تسرد قصة نشأة الاتحاد وتأسيس الدولة ويقدم المتحف عبر معارضه تسلسلاً زمنياً دقيقاً للأحداث التي رافقت فكرة الاتحاد منذ لحظة بروزها وحتى الإعلان عن قيام الدولة في 1971 وما شهدته الفترة الزمنية الواقعة بين 1968 و1974 من تحولات نوعية. وضمن جهودها الهادفة لتفعيل دور متحف الاتحاد في تشجيع البحث في كل المجالات الخاصة بالتراث الثقافي وتطور المجتمع، أطلقت الهيئة «منحة الأبحاث» بهدف دعم الدراسات المبتكرة المتعلقة باستكشاف التاريخ والثقافة والهوية الإماراتية وتحفيز المجتمع الإبداعي والأكاديمي على إنتاج وتطوير محتوى إبداعي جديد ويتماشى ذلك مع تطلعات الهيئة ومسؤولياتها الثقافية الرامية إلى ترسيخ مكانة متحف الاتحاد مركزاً لإنتاج ونقل المعرفة ومؤسسة حيوية للتعليم والبحث وصون التراث المحلي.
إضافة نوعية
يعتبر متحف «ساروق الحديد»، أحد أجنحة متحف الشندغة، إضافة نوعية إلى معالم دبي الثقافية، لما يتضمنه من قطع أثرية تعود إلى آلاف السنين اكتشفت في موقع ساروق الحديد الأثري وتتنوع ما بين قطع معدنية وأسلحة ولُقى حجرية وحلي وخرز، إضافة إلى مجموعة من الأختام المصنوعة من مواد مختلفة ويضم المتحف مقتنيات قديمة ونادرة، من أبرزها فأس يدوية ترجع إلى العصر الحجري القديم الأسفل ونموذج تاج من الذهب يعتبر واحداً من أندر الاكتشافات في جنوب الجزيرة العربية، إضافة إلى مجموعة من رؤوس الأسهم المصنوعة من حجر الصوان ترجع إلى العصر الحجري الحديث والسيوف الحديدية والبرونزية التي ترجع للعصر الحديدي.
ويعتبر متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات، محطة بارزة في مسيرة دبي، بفضل ما يقدمه من تجارب ثقافية ومسارات معرفية استثنائية تسهم في إتاحة الفرصة أمام أبناء المجتمع لاستكشاف ثراء التراث المحلي.
ويضم المتحف 22 جناحاً موزعة على أكثر من 80 بيتاً تاريخياً تحتضن تشكيلة واسعة من المقتنيات والمعروضات والمواد الأرشيفية التي توثق تاريخ دبي ونمط الحياة التقليدية التي كانت سائدة فيها منذ منتصف القرن الـ19 حتى سبعينات القرن الـ20.
وتُعد «دار آل مكتوم» التي شيدت في 1896، من أهم أجنحة متحف الشندغة، وتمثل صرحاً تاريخياً فريداً يضم بين جدرانه الإرث العريق للعائلة الحاكمة في دبي وأبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها الإمارة خلال العقود الماضية ويعرض البيت العديد من الوثائق التاريخية والرسمية والرسائل والاتفاقيات والمراسيم المتعلقة بإمارة دبي والأختام، إضافة إلى مجموعة مقتنيات خاصة بشيوخ آل مكتوم.
ويتميز متحف الشندغة بطرق عرض متطورة تعتمد على أحدث التقنيات والأدوات التعليمية الرقمية، التي تعزز دوره في ربط الأجيال بالتراث المحلي وتساعد في ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس أبناء المجتمع ويأتي ذلك في سياق التزام «دبي للثقافة» بتبني الحلول المبتكرة التي تساعد في حفظ وإبراز أهمية المقتنيات وتمكين الزوار من استكشاف تاريخ الإمارة بطرق تفاعلية وتمنحهم تجارب ثقافية متفردة ما يعكس التزام الهيئة بتعزيز مكانة دبي وريادتها مركزاً عالمياً للابتكار والإبداع.
مسكوكات
يحتضن حي الفهيدي التاريخي «متحف المسكوكات» الذي يمنح زواره فرصة التعرف إلى تاريخ المسكوكات والعملات في المنطقة ويتضمن العديد من نماذجها النادرة التي تعود إلى عصور مختلفة. ويتفرد المتحف بتقنياته وطرق العرض المتطورة التي تبرز أهمية القطع وتاريخها.
سيرة شاعر
يروي متحف «الشاعر العقيلي» سيرة الشاعر مبارك بن حمد بن مبارك آل مانع العقيلي ويقدم نظرة خاصة على شعره الفصيح والنبطي ومراسلاته وتفاصيل حياته الثقافية والاجتماعية ومخطوطاته ومؤلفاته ويتضمن المتحف أدوات الشاعر العقيلي الشخصية، إلى جانب قطع فريدة ترجع إلى الربع الأخير من القرن الـ19 وحتى النصف الأول من القرن الـ20.
أخبار متعلقة :