«الخليج»- متابعات
يواجه العاملون في مجال الإطفاء خطراً متزايداً للإصابة بسرطان الدماغ، بسبب تعرضهم المستمر لبعض المواد الكيميائية، حسبما كشفت دراسة بريطانية حديثة نُشرت نتائجها في مجلة «كانسر» العلمية.
وشملت عينة الدراسة مجموعة مرضى يعانون أنواع الأورام الدماغية الخبيثة الأكثر شيوعاً، وكانت الطفرات الجينية المسببة للسرطان أكثر انتشاراً بين رجال الإطفاء مقارنة بالأفراد من مهن أخرى.
وكشفت الدراسة، أن تعرض رجال الإطفاء للمركبات الموجودة في مثبطات اللهب، طفايات الحريق، المبردات والمبيدات الحشرية، وتسمى «الهالو ألكانات» ارتبطت سابقاً بطفرة جينية معينة تسبب الأورام الدماغية، كما أشار الباحثون.
وقالت المؤلفة الرئيسية إليزابيث كلاوس، أستاذة في كلية الصحة العامة بجامعة «ييل»: «الأورام الدبقية هي أكثر الأورام الدماغية الخبيثة شيوعاً، وترتبط بمعدلات مرضية ووفيات كبيرة».
من خلال فحص تاريخ 35 مشاركاً في دراسة أورام الدماغ بجامعة كاليفورنيا، اكتشف العلماء، الذين ينتمون إلى عدة معاهد بحثية، أن 17 فرداً كان لديهم تاريخ مهني في مكافحة الحرائق.
عمل هؤلاء المشاركون كرجال إطفاء لمدة متوسطها 22 عاماً، وتلقوا تشخيصاتهم بعد نحو سبع سنوات من آخر تعرض مهني لهم، وفقاً للدراسة.
ووجد الباحثون أن رجال الإطفاء كانوا أكثر احتمالاً لوجود هذه الإصابات مقارنة ببقية المشاركين. كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن احتمالية الإصابة ظهرت بشكل أكبر في الأفراد الذين قد تكون مهنهم تعرضهم أيضاً لمركبات كيميائية، مثل الرسامين وفنيي السيارات.
وأوضحت كلاوس في بيان، أن نتائج الدراسة، كانت أولية فقط وأنه يجب وجود مجموعة بيانات أكبر من مجموعة واسعة من المهن لتأكيد هذه النتائج.
لكنها شددت على أن تحديد الروابط المحتملة للطفرات المرتبطة بالتعرض للسرطانات مهم للغاية، لأنها تساعد على توجيه التدخلات الصحية العامة. كما أضاف العلماء، أن هذه المعرفة قد تساعد الباحثين على تطوير استراتيجيات لمنع الطفرات الجينية المسببة للسرطان.
وفي حالة «الهالو ألكانات»، يمكن أن يساعد الوعي بالاتصال المحتمل أيضاً رجال الإطفاء على تجنب التعرض لها.
وقالت كلاوس: «تحديد التعرض لمثل هذه المركبات السامة مهم من أجل تطوير استراتيجيات التدخل الصحي العام وتحديد المخاطر المهنية التي قد تكون قابلة للتجنب».
أخبار متعلقة :