الأقمار الصناعية في مرمى الأسلحة السيبرانية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تُمثل الأقمار الصناعية اليوم أحد أبرز التحديات الأمنية قصيرة المدى، إذ يدور حول الأرض أكثر من 12000 قمر صناعي نشط، تلعب دوراً أساسياً في الاتصالات، والملاحة، والاستخبارات، والعمليات العسكرية، والتنبيه المبكر من الصواريخ. وهذا الاعتماد الكبير عليها يجعلها أهدافاً حساسة لأي هجوم إلكتروني أو عسكري.
ويسعى القراصنة عادة لاختراق أضعف نقاط البنية التقنية الداعمة لهذه الأقمار، مثل البرمجيات القديمة أو المعدات الأرضية غير المؤمنة.
شهد العالم مثالاً واضحاً على هذه الهجمات عندما استُهدفت شركة «فياسات» الأمريكية عام 2022، ما أدى إلى تعطيل خدمات الإنترنت في مناطق واسعة من أوروبا.
أكثر ما يثير القلق حالياً هو تطوير روسيا لسلاح نووي فضائي مصمم لتدمير أقمار المدار الأرضي المنخفض بالكامل، من خلال نبضة كهرومغناطيسية تُعطل أنظمة الإلكترونيات. وبحسب النائب الأمريكي مايك تيرنر، فإن نشر هذا السلاح قد يجعل الفضاء القريب غير صالح للاستخدام، ويشكل تهديداً حقيقياً للبنية التحتية العالمية. واعتبر تيرنر هذا السلاح بمثابة «أزمة صواريخ كوبا» جديدة في الفضاء، وقد يمثل نهاية لعصر الفضاء الحديث.
في موازاة المخاطر العسكرية، تتصاعد المنافسة على موارد القمر، وخاصة المعادن الثمينة مثل «الهيليوم-3»، الذي يُعتقد أنه قد يُستخدم مستقبلاً في توليد طاقة اندماجية كبيرة تستخدم بتوليد الطاقة. وتعتبر السيطرة على هذه الموارد أولوية استراتيجية قد تحدد القوى الكبرى في العقود المقبلة.
وأعلنت وكالة «ناسا» نيتها إرسال مفاعل نووي صغير إلى القمر، بينما تخطط الصين وروسيا لإنشاء محطات قمرية نووية أيضاً. ويرى خبراء أن هذا السباق التكنولوجي المدعوم بالذكاء الاصطناعي قد يُعيد تشكيل موازين القوى عالمياً.
في المقابل، تنفي الصين نواياها لعسكرة الفضاء، متهمةً الولايات المتحدة بأنها الجهة التي تدفع باتجاه تحويله إلى ساحة صراع، من خلال توسعها العسكري وتحالفاتها الفضائية.
ولمواجهة التهديدات، أنشأت الولايات المتحدة قوة الفضاء عام 2019، لحماية مصالحها في هذا المجال الحيوي. ورغم كونها أصغر من باقي فروع الجيش، فإنها تتوسع بسرعة، وتدير مركبات مثل X-37B التي تُستخدم في مهام سرية. وتعتبر واشنطن أن التفوق في الفضاء ضرورة أمنية وطنية.
مع احتدام المنافسة، يتضح أن السيطرة على الفضاء لم تعد رفاهية علمية، بل ضرورة جيوسياسية تمس الأمن القومي، والاقتصاد العالمي، ومستقبل الطاقة.
وقالت الحكومة الأمريكية في بيان سابق: «الفضاء هو مجال حربي، ومن واجب قوة الفضاء الأمريكية التنافس والسيطرة على بيئته لتحقيق أهداف الأمن القومي».

أخبار ذات صلة

0 تعليق