الطوي.. ذاكرة الماء وسر الحياة للأجداد

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في زمنٍ كانت فيه الحياة أكثر بساطة وكانت الطبيعة هي المورد الأول والأساسي للإنسان، شكّل «الطوي» أو «البئر» أحد أهم عناصر البقاء في البيوت والمزارع، لم يكن مجرد حفرة في الأرض بل كان رمزاً للحياة وكنزاً ثميناً يُحافظ عليه بكل عناية.
في الماضي كان من النادر أن تجد بيتاً أو مزرعة في الإمارات لا تحتوي على طوي خاص بها ففي البيوت، كان يُستخدم للشرب والغسيل والطهي، أما في المزارع فكان يُعتبر المصدر الوحيد لري النخيل والأشجار وغالباً ما يُربط بحوض صغير تتجمع فيه المياه لتوزيعها على المزروعات.
يُعدّ الطوي جزءاً أصيلاً من التراث في الإمارات هو عبارة عن بئر تقليدية تُحفر يدوياً في باطن الأرض للوصول إلى المياه الجوفية وكانت موجودة في أغلب البيوت والمزارع بل وحتى في بعض الحواري والأحياء القديمة، نظراً لأهميتها في تلبية احتياجات الناس اليومية.
كان الطوي يحفر بعمق يختلف حسب طبيعة الأرض ومكان المياه الجوفية، دائري الشكل وتتفاوت أحجامه بين الضيق والعريض، وفق الغرض منه وكمية المياه المتوافرة وقد يستغرق أياماً في الحفر للوصول إلى المياه.
كان الطوي يُغطى في الغالب بأخشاب قوية أو سعف النخيل وذلك لحماية الناس والحيوانات من السقوط فيه خاصة الأطفال، كما كانت هذه الأغطية تساعد على الحفاظ على نظافة الماء ومنع دخول الأتربة أو الشوائب.
مع تطور الحياة ودخول شبكات المياه الحديثة، قلّ الاعتماد على الطوي وتغيرت أحجامه وأشكاله وأصبح أصغر حجماً وأصبح وجوده في البيوت نادراً، إلا أن بعض المزارع ما زالت تحتفظ به، سواء للاستخدام العملي أو للحفاظ على موروث الآباء والأجداد، لأهميته البارزة، حيث إلى الآن لا يزال الطوي حاضراً في المهرجانات التراثية والثقافية تبين أحد العناصر التراثية التي ولا زالت في الذاكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق