مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وبدء العد التنازلي لعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة صيفية طويلة، يشير المتخصصون إلى نصائح مهمة لتحقيق انطلاقة دراسية ناجحة تؤثر إيجابياً في مشوار الطلاب بقية العام.
يعد تعــــديل مــواعيد النــوم والاستيقاظ تدريجاً، أحد أبرز هذه النصائح، لإعادة ضبط الساعة البيولوجية، والتكيّف مع جدول المدرسة، إضافة إلى تهيئة بيئة تساعد على النوم الجيد وإبعاد الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، كما أكد المتخصصون لـ «الخليج» أن النوم ليس العامل الوحيد المؤثر في الاستعداد للمدرسة، إذ يلعب النظام الغذائي الصحي دوراً مهماً في تحسين الصحة الجسدية والنفسية.
ويساعد النوم المنتظم على إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم، والتي تتحكم فـــي دورات النوم والاستيقاظ، حيث يشير الدكتور يوسف الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع الريادة والمعرفة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، إلــى أن الانتقال المفاجئ من السهر إلى الاستيقاظ المبكر يربك الجسم ويؤثر في التركيز والتحصيل الدراسي، لذا فإن التغيير التدريجي هو أفضل طريقة للتكيف.
وينصح بتقديم موعد النوم والاستيقاظ بمعدل 15 إلى 30 دقيقة يومياً، حتى الوصول إلى التوقيت المناسب للمـــدرسة، مع الالتزام بالجدول حتى في عطلة نهاية الأسبوع، لضمان استقرار إيقاع النوم.
تهيئة البيئة
لكن لا يكفي تعديل وقت النوم، بل يجب أيضاً تهيئة بيئة تساعد على النوم الجيد، حيث يشير الأخصائيون النفسيون إلى أهمية إبعاد الأجهزة الإلكترونية عن أيدى الأبناء قبل النوم بساعة على الأقل، لأن الضوء الأزرق الصادر من الشاشات يؤخر إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النعاس، ونصحوا باستبدال وقت الشاشة بأنشطة هادئة مثل قراءة قصة أو الاستماع إلى موسيقى مريحة أو ممارسة تمارين التنفس، فهذه العادات تساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم.
فيما يشير التربويون إلى أن البدء المبكر في ضبط مواعيد النوم والنظام الغذائي يحقق عدة فوائد، تتمثل في زيادة القدرة على التركيز والانتباه منذ الحصة الأولى، والحد من الخمول والنعاس أثناء اليوم الدراسي، وتعزيز المزاج الإيجابي للطلاب، وتقليل القلق المرتبط بعودة الروتين المدرسي، مؤكدين على أن الطالب الذي يبدأ يومه بنشاط وصفاء ذهني يحقق نتائج أفضل أكاديمياً وسلوكياً من آخر يواجه صعوبة في الاستيقاظ ويعاني التعب.
وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 70% من الطلاب يغيرون نمط نومهم خلال الإجازة الصيفية، حيث ينامون في وقت متأخر ويستيقظون متأخراً، حيث تجعل هذه العادات العودة إلى المدرسة أمراً صعباً إذا لم يتم تعديلها مبكراً، كما أظهرت الأبحاث أن اضطراب النوم أو قلته يؤثر في التحصيل الأكاديمي، ويزيد من معدلات النسيان وضعف الانتباه، إضافة إلى تأثيره على المزاج والسلوك.
النظام الغذائي
النوم ليس العامل الوحيد المؤثر في استعداد الطفل للمدرسة، إذ يؤدي النظام الغذائي الصحي دوراً مهماً في تحسين صحته الجسدية والنفسية وتوضح أخصائية التغذية، رغد ناصر، ضرورة تجنب الأطفال الأطعمة الثقيلة والمشروبات الغنية بالكافيين في المساء، مثل الشوكولاتة والمشروبات الغازية، لأنها تؤثر في جودة النوم، بدلاً من ذلك يمكن تقديم وجبات خفيفة وصحية مثل الحليب الدافئ، أو الفواكه الطازجة، أو اللبن.
كما تشدد على ضرورة تناول وجبة الإفطار يومياً قبل الذهاب إلى المدرسة، حيث إن هذه الوجبات تمدّ الجسم بالطاقة وتحسن التركيز طوال اليوم الدراسي.
لكن تعـــديل مـــواعيد النــوم والاستيقاظ وتغيير نمط الحياة والانتقال من الإجازة إلى المدرسة، ليس بالأمر السهل على غالبية الطلاب، لذا ينصح المتخصّصون الأهالي باتباع عدة خطوات، أولها التدرّج في تعديل الوقت، وذلك بتقديم وقت النوم والاستيقاظ تدريجاً حتى موعد المدرسة، وثانياً وضع نظام ثابت قبل النوم يتمثل في القيام بأنشطة هادئة مثل القراءة، وثالثاً تهيئة غرفة نوم مريحة تتميز بتهوية جيدة وإضاءة خافتة ودرجة حرارة مناسبة، إضافة إلى ضرورة التغذية الصحية والابتعاد عن المنبّهات مساءً، وممارسة الرياضة للمساعدة على النوم المبكّر.
الدعم النفسي
يؤكد المتخصصون أهمية الدعم النفسي للأطفال قبل العودة للمدرسة إلى جانب التهيئة البدنية، إذ ينصحون بالتحدث معهم عن أهدافهم للعام الجديد وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة مدرسية محببة وربط العودة للمدرسة بأمور إيجابية مثل لقاء الأصدقاء أو تعلم مهارات جديدة.
ومع تبقي أيام قليلة على بدء الدراسة، تبقى أمام الأسر فرصة للاستعداد المبكّر، عبر ضبط مواعيد نوم أبنائهم وتحسين نظامهم الغذائي، ما يضمن بداية قوية لعام دراسي حافل بالنشاط والتحصيل الجيد، وكما يؤكد الخبراء «النوم المبكّر اليوم مفتاح النجاح غداً».
0 تعليق