العين: منى البدويتفوق إنجازاتها وإبداعاتها وطريقة تفكيرها عمرها الذي لا يتجاوز 11 سنة، إذ أطلقت الطفلة المواطنة الظبي المهيري، مجموعة من المبادرات المجتمعية التي تتماشى مع رؤية الدولة وتوجهات القيادة الرشيدة، وتواكب احتياجات الأطفال في المجتمع المحلي، وتستعد لإطلاق أول أكاديمية تعليمية مجانية متخصصة في الذكاء الاصطناعي للأطفال.تحقق الظبي المهيري الحاصلة على شهادة في الذكاء الاصطناعي معتمدة من «IBM» بعد اجتيازها 163 ساعة تدريبية، من خلال الأكاديمية إنجازاً عالمياً جديداً يُضاف إلى سجلات الطفل الإماراتي الذي بات ينافس في الميادين العالمية. وأوضحت الظبي المهيري لـ «الخليج» أن مبادرتها تحمل رسالة نابعة من طفلة إماراتية للعالم تكشف من خلالها أن التكنولوجيا يجب ألا تكون حكراً على الكبار فقط، وإنما يمكن للأطفال أن يتعلّموها ويُشكلوها، ويقودوا مستقبلها.وقالت: إن دعم المبادرات المجتمعية واجب وطني، خاصة أن تمكين الصغار من الاستخدام الصحيح والإيجابي والمستدام للتكنولوجيا بات أمراً ضرورياً في ظل ما يشهده العالم من تطور. وأشارت إلى أن الأكاديمية لا تسعى إلى أن يتحول كل طفل إلى مهندس ذكاء اصطناعي، بل أن يفهم التطور من حوله، وتأسيس الأكاديمية هو ثمرة لرحلة تعليمية خضتها ضمن برنامج مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، استطعت من خلالها تحويل المعرفة إلى تطبيق واقعي، ومن هنا تولدت فكرة إنشاء منصة مجانية أستطيع من خلالها أن أخدم وطني من خلال مساعدة الأجيال الناشئة، على مواكبة التكنولوجيا وإكسابهم طرق الاستفادة منها بما يخدم الوطن والمسيرة التعليمية، وتعزيز مستقبل التعليم التقني المستدام لديهم.وذكرت الظبي المهيري وهي عضوة في برنامج أهداف التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة، أن الأكاديمية تستهدف الأطفال من عمر 7 إلى 13 سنة، وتم تطويرها بالكامل لتكون منصة رقمية فريدة تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتُقدَّم من طفل إلى أطفال، كما أنها تعتبر تجسيداً فعلياً لأهداف التنمية المستدامة، وتسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ إنها تقدم مسارات مجانية ومشاريع تطبيقية ودعماً لبناء المهارات الرقمية وتعزيز التعلم مدى الحياة، وتحقق المساواة بين الجنسين من خلال التمثيل المتكافئ للفتيات في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى منح تعليمية ومناهج مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما تسهم أيضاً في العمل المناخي، وذلك من خلال إشراك الأطفال في مشاريع بيئية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وعقد الشراكات بالتعاون مع ناشرين ومؤسسات تعليمية ملتزمة بأهداف التنمية المستدامة.وأشارت إلى حرص الأكاديمية على احترام المعايير الأخلاقية المحلية والدولية في تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال والتي تمثلت بآليات التسجيل والامتثال لأخلاقيات التحقق من عمر الطفل وموافقة أولياء الأمور لضمان حماية خصوصية الطفل وامتثاله للأخلاقيات الرقمية وسياسات خصوصية شفافة يتم من خلالها الشرح بلغة مبسطة نوع البيانات المستخدمة وآلية حفظها، بما يتماشى مع توصيات «يونيسكو» والمبادئ الوطنية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات. 20 درساً لفتت الظبي المهيري إلى أن المحتوى التعليمي مبسط وعميق في نفس الوقت ويتضمن 20 درساً مسجلاً وأوراق عمل تطبيقية، ومشاريع عملية مبسطة، مبنية جميعها على نهج «التعلم المرح» والتجربة العملية، وتشمل مقدمة في الذكاء الاصطناعي ومفاهيمه الأساسية وتطبيقاته في الحياة اليومية، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي المتمثلة بالأمانة والخصوصية والحياد والتمييز بين الاستخدام المفيد والضار للتقنية، وأنشطة تفاعلية مثل تصنيف، تصميم مساعد ذكي، وتجارب برمجية بسيطة، ويحصل الأطفال على شهادات تقدير بعد كل مجموعة دروس، مع مراعاة الفروق الفردية واحتياجات أصحاب الهمم.وأضافت: وضعت في الاعتبار ألا تكون دروسي أكاديمية بحتة أو رسمية، وتحقق ذلك باستخدام شخصيات كرتونية تلامس الطفل وتشرح له الفكرة ببساطة وربط التقنية بالمهارات الحياتية، بجانب إدراج وحدات خاصة بريادة الأعمال، ليكون الطفل مستقبلاً قادراً على حل المشكلات باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحويل أفكاره إلى مشاريع صغيرة وفهم دورة العمل والإبداع من سن مبكرة.