الشارقة: هدى النقبي
برزت شجرة الزام كرمز بيئي فريد وهي من الفواكه الاستوائية اللذيذة والمغذية وتنتشر بشكل خاص في المناطق الصحراوية والسهول والجبال، نظرا لقدرتها العالية على التكيّف مع المناخ الجاف والحرارة العالية، وتعتبر شجرة الزام من تباشير قدوم الصيف في الامارات، وتزدهر شجرة الزّام في فصل الربيع، حيث تبدأ بإنتاج أزهارها الجميلة عادة في الفترة من مارس إلى مايو، ويختلف التوقيت قليلا حسب المنطقة ودرجة الحرارة.
يصل ارتفاع الشجرة إلى عشرة أمتار تقريباً، حيث تتكون من عناقيد خضراء قبل النضج ثم يتحول اللب إلى اللون البنفسجي الغامق وتمتاز بأوراقها الخضراء الداكنة، وجذعها يكون بلون بني يميل إلى الرمادي، أما أزهارها فهي غالبا ما تكون صفراء مائلة للبياض عطرية وتشبه ثمارها حبات الزيتون، تضفي عليها جمالا طبيعيا يجذب الناظرين.
ويقول راشد خميس بورشيد، مهندس زراعي بأن شجرة الزام التي تنتمي للعائلة الآسيوية ومنها الهند هي شجرة معمرة وضخمة تشبه شجرة الزيتون والكرز بحجمها وشكلها وهي شجرة جمالية، في السابق لم تكن تتواجد بكثرة في المزارع لدينا أما الآن فتنتشر بشكل كبير ولا تخلو أي مزرعة من وجودها لأن مذاقها لذيذ ولها قسوة لكن نكهتها حلوة قابضة وحمضية إلى حدٍ ما.
يضيف بورشيد أن فوائدها عديدة وتعتبر من الأشجار المنقية للجو، وبكثرة التشجير للمساحات الشاسعة بهذه الشجرة تستخدم كمصدات، كما أن ثمارها ذات قيمة غذائية. وتعد الشجرة متحملة بشكل كبير لارتفاع درجة الحرارة، وعلى الرغم من هذا فإنتاجها جيد من الثمار وتتلاءم مع الكثير من إمكانات وظروف النمو المختلفة.
وتعد من بين الأشجار الدائمة في خضرتها ومن الممكن زراعتها بالكثير من البيئات المختلفة وتحتاج إلى مستوى معتدل من الري ولها زهور جذابة وجميلة، ورائحتها عطرية مميزة وهذا النبات له العديد من الأغراض الطبية المميزة، حيث أنه معالج لبعض الأمراض.
شجرة الزّام ليست مجرد نبات بري، بل رمز من رموز الصبر والتحمّل في بيئة صحراوية قاسية، وهي تمثّل جزءا مهما من التراث الطبيعي في الإمارات ويُعد الحفاظ عليها وزراعتها خطوة مهمة نحو بيئة مستدامة تحفظ جمال الطبيعة للأجيال القادمة.
0 تعليق