تسعى منصة أُطلِقَت أخيراً إلى أن تشكّل «موطناً» لأفلام الفلسطينيين، وإلى أن تتيح «إسماع صوتهم»، على ما أفاد مؤسساها بعد إعلانهما عنها ضمن مهرجان كان السينمائي، فيما يلاحظ باحث أصدر كتاباً عن الفن السابع الفلسطيني أنه يواكب حقبات سياسية أساسية في النزاع مع إسرائيل.
وتجمع منصة «واترملون +» للبث التدفقي التي أطلقتها شركة «واترملون بكتشرز» في الولايات المتحدة نحو 60 فيلماً من بينها أعمال لأبرز المخرجين الفلسطينيين، بعضها نال جوائز وشارك في مهرجانات عالمية، وتدور أحداث الكثير منها في قطاع غزة.
ويقول الأمريكي من أصل فلسطيني حمزة علي الذي أسس المنصة مع شقيقه بديع: «نسعى إلى أن تشكل هذه المنصة موطناً للأفلام الفلسطينية وصانعيها».
أما شقيقه بديع فيرى، خلال وجوده في مهرجان كان، أن «شيئاً لن يتغير ما لم نُسمِع صوت الفلسطينيين».
ويؤكد حمزة علي أن هذه المنصة التي تضمّ أيضاً الأمريكية من أصل فلسطيني ألانا حديد، الأخت غير الشقيقة للعارضتين جيجي وبيلا حديد، «هي الوحيدة راهناً التي تُركّز على الأفلام الفلسطينية، بعدما خضعت هذه الأعمال «لتقييد شديد» على المنصات المعروفة.
واختيرت الأفلام الفلسطينية التي تعرضها المنصة بعناية فائقة بناء على قيمتها الفنية ونجاحها ومدى توافرها، وهي أعمال من العقود الأخيرة.
وفي كتاب «سيرة لسينما الفلسطينيين» الصادر عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية»، يحلل الكاتب والناقد السينمائي الفلسطيني سليم البيك خصائص سينما الفلسطينيين، من خلال أفلامهم الروائية الطويلة، من «عرس الجليل» (1987) لميشيل خليفي إلى «الأستاذ» لفرح النابلسي الذي أطلق قبل شهرين من اندلاع حرب غزة عام 2023، وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة الفلسطينية البريطانية التي سبق أن رُشحت للأوسكار عن شريطها القصير «الهدية».
وإذا كان فيلم «عرس الجليل» تمحوَر على الوضع الذي كان يعيشه الفلسطينيون خلال الانتفاضة الأولى بين عامي 1987 و1993، فإن سليم البيك يُدرج الأفلام التي أعقبته ضمن ما يصفه بـ «سينما أوسلو»، في إشارة إلى اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مطلع تسعينات القرن العشرين.
ويشير في حديث لوكالة فرانس برس إلى أن «الشخصيات في سينما أوسلو تتسم بالبؤس وتفتقر إلى الأمل وروح المقاومة والتغيير، وتسلّم بالأمر الواقع».
ويوضح سليم البيك أن هذه الأفلام، ومن بينها أعمال لميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وايليا سليمان، هي بمثابة ذاكرة حية لمرحلة في تاريخ الفلسطينيين المعاصر ومرجع لنفسية الفلسطينيين في تلك الحقبة.
«واترملون +» موطن للسينما الفلسطينية

«واترملون +» موطن للسينما الفلسطينية
0 تعليق