طور فريق من الباحثين الألمان بقيادة معهد ماكس بلانك للكيمياء القمر الصناعي البيئي «EnMAP» للكشف عن ملوثين رئيسيين للهواء، وهما ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين، في وقت واحد، مع دقة مكانية غير مسبوقة تصل إلى 30 متراً فقط.ويعد الغازين من أبرز ملوثات الهواء الناتجة عن الأنشطة البشرية، ولهما تأثيرات كبيرة في المناخ والصحة العامة وجودة الهواء. وفي السابق، كانت الأقمار الصناعية أداة مهمة لمراقبة الانبعاثات، لكن تقنياتها كانت تواجه العديد من القيود. على وجه الخصوص، كانت أجهزة الاستشعار المتاحة تتمتع بدقة مكانية ضعيفة، ما جعل من الصعب رصد مصادر الانبعاثات المعزولة، مثل محطات الطاقة بدقة.وتُعد العمليات الجوية المعقدة، مثل السحب أو التفاعلات الكيميائية لأكاسيد النيتروجين، من العوامل التي تجعل من الصعب تفسير البيانات بشكل دقيق. كما أن القيم المرتفعة لخلفية ثاني أكسيد الكربون غالباً ما تغطي الإشارات الضعيفة للانبعاثات. وعادةً ما تُستخدم قياسات ثاني أكسيد النيتروجين لتقدير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بناءً على نسب معروفة بين الغازات. ومع ذلك، لم تكن هناك أداة قادرة على رصد كلا الغازين بدقة عالية في وقت واحد.ولأول مرة، قاس الفريق البحثي الغازين في وقت واحد وبمستوى عالٍ من الدقة، مباشرة فوق مصادر الانبعاثات، مع تحديد النسب بينهما بدقة. وهذا يفتح المجال لرصد أكثر شفافية واستقلالية للانبعاثات باستخدام الأقمار الصناعية.وأظهرت الدراسة الجديدة أن من الممكن إجراء قياسات دقيقة للغازات باستخدام هذه الأداة، رغم أنها لم تكن مصممة خصيصاً لمراقبة الغلاف الجوي.