بسبب سرقة 5000 نملة حمراء.. عقوبة غير تقليدية لشابين من بلجيكا في كينيا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أصدرت محكمة كينية حكماً بالسجن لمدة عام واحد أو دفع غرامة قدرها 7,700 دولار بحق 4 رجال اثنين من بلجيكا، وفيتنامي، وكيني، لمحاولتهم تهريب آلاف من ملكات النمل الحية خارج البلاد.

وتُطبق كينيا قوانين صارمة بشأن تصدير الحياة البرية والموارد البيولوجية، وخاصة فيما يتعلق بالأنواع المحلية أو ذات الأهمية البيئية.

وتسلّط هذه القضية الضوء على الجهود المتزايدة التي تبذلها السلطات الكينية للتصدي لتهريب الموارد البيولوجية، خاصة الحشرات والنباتات المطلوبة من قبل هواة جمع النمل الأجانب.

الواقعة تعود لإبريل الماضي،

فقد تم اعتقال المجموعة الشهر الماضي وبحوزتهم النمل، والذي تعتقد السلطات أنه كان موجّهاً لهواة جمع الحشرات في أوروبا وآسيا، حيث تلقى الحشرات الغريبة طلباً مرتفعاً.

وقد أقرّ المتهمون بذنبهم، وقال البلجيكيان للمحكمة إنهما كانا يجمعان النمل كهواية، ولم يكونا على علم بأن ذلك مخالف للقانون بموجب قوانين حماية الحياة البرية في كينيا.

النمل الأحمر الحاصد.. الهدف الثمين

عند إصدار الحكم يوم الأربعاء، قالت القاضية إن النوع المحدد من النمل الذي تم جمعه يُعد ذا قيمة عالية، وإن المتهمين كانوا بحوزتهم آلاف من هذه الأنواع، وليس مجرد عدد قليل، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية.

ووفقاً للسلطات، فقد تم العثور مع البلجيكيين على 5 آلاف نملة ملكة، بينما تم العثور مع الآخرين على أكثر من 300 نملة في شققهم.

وكان النمل موضوعاً داخل أكثر من 2000 أنبوب اختبار مملوءة بالقطن، للمساعدة على بقائها على قيد الحياة لعدة أشهر.

وأوضحت السلطات أن الشابين البلجيكيين دخلا كينيا بتأشيرة سياحية وكانا يقيمان في مدينة نايفاشا، وهي مدينة سياحية شهيرة بمنتزهاتها الطبيعية وبحيراتها.

المتهمان يدعيان أنها هواية

في حين أن جمع عدد قليل من النمل قد يُعتبر هواية، فإن العثور على 5 آلاف ملكة نمل يتجاوز حدود الهواية، بحسب القاضية.

وأضافت: «لقد فقد العالم بالفعل العديد من الأنواع النادرة جزئياً بسبب الجشع، وقد حان الوقت لوقف هذا السلوك».

كما شددت على أن هذه المحكمة ستقوم بما في وسعها لحماية جميع الكائنات، كبيرة كانت أم صغيرة.

وقد شملت المضبوطات نمل الحصاد الإفريقي العملاق، والذي تقدر بعض الجهات البريطانية قيمته بما يصل إلى 220 دولاراً للنملة الواحدة.

وذكرت المحكمة أن أحد المتهمين ويدعى نغوين، البالغ من العمر 23 عاماً، كان يُعتبر بمنزلة ناقل، حيث أُرسل فقط لاستلام النمل، وقد تكفّل الشخص الذي أرسله بدفع ثمن تذكرته.

أما بشأن نغانغا، البالغ من العمر 26 عاماً، فقالت المحكمة إنه تصرّف بصفته وسيطاً بسبب معرفته بأنواع النمل التي توجد في منطقته الريفية.

وأثناء النطق بالحكم على نغوين ونغانغا، وصفت القاضية ثوكو مشاركتهما بأنها تجارة غير قانونية بالحياة البرية وربما قرصنة بيولوجية.

أما ديفيد، وهو شاب بلجيكي مولع بالنمل ويمتلك 10 مستعمرات نمل في منزله ببلجيكا، فقد كشفت المحكمة عن أنه عضو في مجموعة على فيسبوك تُدعى «Ant Gang» (عصابة النمل).

وأوضح ديفيد، الذي زار كينيا لأول مرة قبل 5 سنوات، أنه اشترى 2,500 ملكة نمل مقابل 200 دولار، وكان في طور البحث عن المزيد حين تم القبض عليه.

وخلال طلبه الرأفة، قال ديفيد إنه لم يكن يعلم أن أفعاله، التي أعرب عن ندمه عليها، تُعد غير قانونية.

أما لودويكز، فأكد بدوره أنه كان يعتزم فقط شراء النمل بدافع اهتمامه بعلم الحشرات، ولم يكن هدفه تهريبه أو الاتجار به.

حكم بأقصى العقوبة

أمرت المحكمة بترحيل الأجانب الثلاثة إلى بلدانهم الأصلية بعد دفع الغرامة أو إنهاء مدة السجن.

ولدى الرجال 14 يوماً لتقديم استئناف ضد الحكم.

وفي بيان لها، رحبت هيئة الحياة البرية الكينية (KWS) بالحكم، واعتبرته دليلاً على موقف كينيا الصارم تجاه تهريب الكائنات البرية النادرة.

كما سلطت الهيئة الضوء على الأهمية البيئية لنمل الحصاد الإفريقي العملاق، مشيرة إلى أن إزالته من النظام البيئي قد تؤدي إلى اضطراب في صحة التربة والتنوع البيولوجي.

وأكدت الهيئة أن هذه القضية تبعث برسالة واضحة مفادها بأن كينيا ستواصل ملاحقة ومقاضاة كل من يشارك في تجارة الحياة البرية غير المشروعة، بغض النظر عن نوع الكائنات المعنية.

وأضافت: «غالباً ما يستهين المهربون بالقيمة البيئية للأنواع الصغيرة، لكن دورها في أنظمتنا البيئية لا يمكن الاستغناء عنه».

وكانت الهيئة، التي تُعرف أكثر بحماية الكائنات الكبيرة مثل الأسود والفيلة، قد وصفت هذه القضية في وقت سابق بأنها قضية تاريخية، محذّرة من أن الطلب على أنواع الحشرات النادرة آخذ في التزايد.

وجدير بالذكر أن النمل في كينيا محمي بموجب معاهدات دولية تتعلق بالتنوع البيولوجي، كما أن تجارته تخضع لتنظيم صارم للغاية.

وقد صدر الحكم بالسجن أو الغرامة بحق كل من البلجيكيين لورنوي ديفيد وسب لودويكز، وكلاهما يبلغ من العمر 19 عاماً، والفيتنامي دو هونغ نغوين، والكيني دينيس نغانغا، بعد أن أخذت المحكمة بعين الاعتبار أقوالهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق