عندما تشتد الحرارة في الإمارات، فأنت على موعد مع موسم الرطب الذي يترقبه الإماراتيون بفارغ الصبر بعد أن أعدوا العدة وأنهوا موسم «التنبيت» الذي شهد تلقيح النخيل قبل أن يبدأ «النغال» بطرح أولى ثماره، وتتوالى بعد ذلك بقية الأصناف.
وتترقب أسواق الإمارات هذه الأيام وصول بشائر الرطب القادمة من سلطنة عُمان التي عادة ما تطرح ثمارها في مناطق معروفة منها في وقت مبكر وتصل إلى الدولة حيث تباع بأسعار مرتفعة لا تصنفها كفاكهة وإنما بشارة معنوية تستحق أن تشترى وتهدى بين الناس.
وبدأت تباشير الرطب في السلطنة في الظهور، ومن المتوقع أن تشهد نهاية الشهر الحالي ظهورها في الإمارات وسط طقوس احتفالية تتضمن تبادل الصور الأولى للثمار بين أفراد المجتمع.
ويعتبر النغال من أول أنواع الرطب نضوجاً في الإمارات؛ حيث كانت وما زالت النخلة جزءاً لا يتجزأ من هوية أبنائها تعكس بعطائها وجودها إرثهم التاريخي والحضاري.
ويعدّ تسجيل النخلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لـ «اليونسكو» إضافة نوعيّة للجهود التي تبذلها الإمارات لصون تراثها والترويج له على الصعيد العالمي بالتعاون مع المنظمة.
وتتعدد أصناف التمور على مستوى الإمارات؛ حيث تصل إلى 250 صنفاً، منها 135 تسمى «الخرايف» والبقية يطلق عليها «الساير». وغالباً ما يسمى الصنف تبعاً للون الثمرة كما في حالة أصناف «الأشهل»، و«دقلة بيض»، و«الحمري»، و«الخضري»، و«خضراوي»، إلا أن هناك عوامل أخرى تدخل في التسمية منها لون الثمرة والشكل الخارجي وموعد النضج أو أماكن وجودها.
ولكل صنف من هذه التمور طعم ومذاق، وقد تسمى على طعمها، فالأصناف ذات الحلاوة الزائدة منها «السكري»، و«الحلوة»، وغيرها. وتصنف التمور بحسب موعد نضج الثمرة، فمنها المبكر والمتوسط والمتأخر.
وانعكس ما شهدته الإمارات من تطور كبير في زراعة نخيل التمر، بفضل اهتمام القيادة الرشيدة وتوجيهاتها، على بروز مهرجانات متخصصة تحتفي بمواسم الرطب والتمور على مدار العام، الأمر الذي يُسهم في المحافظة على الموروثات الاجتماعية والثقافية لقيمة النخلة، ويعزز فرص تبادل الخبرات والمعرفة بمواردها الهائلة بين المزارعين والمستثمرين وجيل الشباب.
وتتيح هذه المهرجانات للشباب والمستثمرين والمزارعين تبادل الخبرات والمعرفة بموارد النخيل الهائلة، مما يشكل دافعاً لهم للاهتمام بالموارد المتكاملة للنخيل. واتجهت بعض المصانع في الإمارات منذ عقود لتصنيع منتجات ذات تصميمات حديثة ومبتكرة من الموارد الثانوية لأشجار النخيل ومنها الجريد والخوص فصنعت السلال و«الدواليب» و«المقاعد» وديكورات أسقف المنازل. وجميع هذه المنتجات صديقة للبيئة.
حباته الأولى «بشارة» لا تقدر بثمن.. الرطب ضيف تترقبه العيون

حباته الأولى «بشارة» لا تقدر بثمن.. الرطب ضيف تترقبه العيون
0 تعليق