رأس الخيمة / وام
وجه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، كلمة بمناسبة الذكرى الـ 49 لتوحيد القوات المسلحة، فيما يلي نصها..
بسم الله الرحمن الرحيم.. «إخواني وأبنائي رجال قواتنا المسلحة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نحتفي معكم اليوم بذكرى عزيزة على قلوبنا، ومناسبة وطنية غالية من أيامنا الخالدة، ألا وهي الذكرى التاسعة والأربعون لتوحيد قواتنا المسلحة، والتي تترجم الرؤية الحكيمة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه القادة المؤسسين، طيب الله ثراهم، ليكون السادس من مايو عام 1976، أحد أهم القرارات التاريخية الحكيمة التي شكّلت نقلة نوعية في توحيد وتحديث وتعزيز كفاءة قواتنا المسلحة الإماراتية، تحت قيادة مركزية وكيان موحد يحمي أمن واستقرار الوطن، ويصون إنجازاته، ومقدراته، ويكون السند، والعون، للحق، والسلام، والنمو، والازدهار، في المنطقة، والعالم.
إن توحيد القوات المسلحة لم يكن مجرد قرار تنظيمي، بل كان تجسيداً لرؤية الآباء المؤسسين وقراراً مصيرياً شكّل حاضرنا، ورسم مستقبلنا، ومهّد لنا الطريق لننعم اليوم بالخير، والأمن، والازدهار، وموقفاً يعكس حكمتهم الرشيدة ورؤيتهم الاستشرافية لمستقبل الوطن، والتحديات القادمة التي وجب علينا الاستعداد لمواجهتها، لتتواصل مسيرتنا التنموية بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق ونمو مزدهر، جنباً إلى جنب مع قوة رادعة تحمي مكتسبات الوطن، وتزرع الثقة، والطمأنينة في نفوس شعبه والمقيمين على أرضه، وتُمكّن دولتنا من التفاعل مع القضايا الإقليمية، والدولية بما يخدم مصالحنا الوطنية، ويحقق السلام، والاستقرار، في المنطقة، والعالم.
لقد حظيت قواتنا المسلحة برعاية خاصة واهتمام كبير من قبل أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إيماناً من سموه بأن الأمن هو حجر الأساس لأي تنمية أو تطور، فالتقدم، والنمو، والرخاء الاقتصادي والاجتماعي لا يستمر دون مؤسسة عسكرية حديثة، ومنظومة دفاعية متكاملة، يقودها كوكبة من أبناء الوطن المخلصين لحفظ أمنه وسيادته.
وقد أسهم سموه في قيادة مسيرة التحديث الشاملة لقواتنا المسلحة، وحقّق قفزات نوعية وتطوراً ملحوظاً جعلها في مصاف الجيوش العالمية من حيث التقدم التقني، والتكنولوجي، والكفاءة القتالية، وكذلك على مستوى الجاهزية والاستعداد، لتصبح قوة ضاربة قادرة على الردع والدفاع عن تراب الوطن وإنجازاته.
أبنائي ضباط وأفراد القوات المسلحة الأوفياء،
إن ذكرى توحيد القوات المسلحة ليست مجرد تاريخٍ نحتفي به، بل هي تجسيدٌ لمعاني العزيمة، والتلاحم الوطني، والوعي الاستراتيجي الذي تحلّت به القيادة الحكيمة منذ البدايات الأولى لتأسيس الدولة. وما نحظى به اليوم من أمنٍ واستقرارٍ لم يأتِ من فراغ، بل جاء ثمرة جهودٍ عظيمة، وتضحياتٍ جسيمة، ويقظة مستمرة من أبناء قواتنا المسلحة.
لقد أثبتت القوات المسلحة الإماراتية جدارتها في ميادين الشرف والواجب، ولعبت دوراً ريادياً في مختلف الميادين، عبر مشاركاتها في مهام حفظ السلام، والإغاثة الإنسانية، والمبادرات التنموية، ما أكسبها احتراماً عالمياً.
كما أظهرت كفاءة عالية في عملياتها العسكرية، والإنسانية، جعل منها نموذجاً يُحتذى في التنظيم، والتطوير، والتكامل بين الجوانب التقنية، والبشرية، بفضل الكوادر الوطنية المؤهلة التي أظهرت الالتزام والانضباط والتفاني في خدمة الوطن.
وفي هذا اليوم الوطني المجيد، نعبّر عن فخرنا واعتزازنا بأبنائنا منتسبي القوات المسلحة من ضباط وأفراد، الذين أقسموا على حماية الوطن، فكانوا رجال الوطن وعنوان عزّته ومنعته، ودرعه الحصين وسياجه المنيع.
كما نستذكر بكل فخر وإجلال شهداء الإمارات الأبرار من أبناء القوات المسلحة، الذين ضحّوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل أن تبقى راية الوطن خفاقة، حيث ستظل تضحياتهم محفورة في ذاكرة الوطن، وستظل سيرتهم مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وبهذه المناسبة، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخواني أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأخي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وإلى ضباط وأفراد قواتنا المسلحة، وشعب دولة الإمارات، متمنياً لوطننا وشعبنا دوام الأمن، والاستقرار، والتقدّم، والازدهار.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
0 تعليق