كشف علماء عن تهديد يقترب من الأرض حيث تصطدم مركبة فضائية، من الحقبة السوفييتية، بالأرض في مايو 2025، وسط غموض بشأن مصيرها، ما يثير مخاوف بشأن التأثير المحتمل لسقوطها.
وقال الأكاديمي ومراقب الأقمار الصناعية ماركو لانغبرويك من جامعة دلفت التقنية في هولندا، والذي كان يراقب المركبة الفضائية السوفييتية المعروفة باسم كوزموس 482 خلال السنوات الماضية، إنه من المبكر جداً تحديد مكان سقوط هذه الكتلة المعدنية التي تزن نصف طن، أو كم من أجزائها سيصمد عند دخول الغلاف الجوي.
توقع أن تعود المركبة التي وصفها بالفاشلة إلى الأرض في 10 مايو، ويقدّر أنها ستصطدم بالأرض بسرعة تصل إلى 150 ميلاً في الساعة (242 كم/س) إذا بقيت قطعة واحدة، بحسب ما نشرته صحيفة غارديان.
ومع اقتراب موعد السقوط، إليكم 5 أسئلة عن كوزموس 482، وما يجب أن تعرفه عن هذه المركبة.
ما هي كوزموس 482؟
المركبة، التي تُعرف باسم كوزموس 482، كانت جزءاً من برنامج فينيرا الذي كان يهدف إلى جمع معلومات عن كوكب الزهرة.
بعض المجسات الأخرى ضمن هذا البرنامج مثل فينيرا 9 التقطت صوراً نادرة لسطح كوكب الزهرة.
لكن كوزموس 482 لم تكن محظوظة مثلها.
كشفت تحليلات أن إعداد الإطلاق لكوزموس 482 كان مشابها لحافلة فينيرا 8 ومسبار الهبوط الخاص بها.
وقد تم إطلاق المركبة، في 31 مارس 1972، ووصلت بالفعل إلى مدار الأرض.
لكن، بحسب التقارير، حدث خلل مؤقت خلال المرحلة الثانية من المهمة، ما أفسد العملية، وبقيت المركبة تدور في مدار الأرض منذ ذلك الحين.
وقد انقسمت المركبة إلى أربعة أجزاء، ويُعتقد الآن أن الجسم الموجود في المدار هو وحدة الهبوط فقط.
ووفقاً لانغبرويك، أشارت النماذج إلى أن حجم الجسم يبلغ نحو 480 كيلوجراماً وبطول متر واحد تقريبا.
متى ستدخل الغلاف الجوي مرة أخرى؟
قضت كوزموس 482 حوالي 53 عاماً في الفضاء، لكن كل ما يصعد يجب أن يهبط، وتوقع لانغبرويك أن إعادة الدخول ستحدث في 10 مايو تقريبا، مع احتمال تقديم أو تأخير عدة أيام.
وكان علماء الفلك على علم منذ فترة بأن المركبة ستدخل الغلاف الجوي قريباً.
أين ستهبط؟
قال لانغبرويك إنه من الممكن أن تنجو وحدة الهبوط من عملية الدخول للغلاف الجوي، لأنها بُنيت لتحمُّل الهبوط في غلاف كوكب الزهرة الكثيف بثاني أكسيد الكربون.
لكن من المبكر جداً تحديد مكان هبوط المركبة أو ما إذا كانت ستحترق قبل الهبوط.
ويشكك الخبراء في أن نظام المظلات سيعمل بعد كل هذه السنوات، كما أن درع الحماية الحرارية قد يكون تعرض للتلف بعد فترة طويلة في المدار.
وقال جوناثان ماكدويل من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء: «من الأفضل أن يفشل الدرع الحراري، ما يؤدي إلى احتراق المركبة بالكامل أثناء هبوطها في الغلاف الجوي».
أما إذا صمد الدرع الحراري، فستدخل الغلاف الجوي سليمة، وسيسقط جسم معدني يزن نصف طن من السماء.
وبحسب لانغبرويك ستسقط المركبة في أي مكان بين 51.7 درجة شمالاً وجنوباً من أقصى شمال لندن وإدمونتون في كندا، وحتى أقصى جنوب رأس هورن في أمريكا الجنوبية.
لكن بما أن معظم كوكب الأرض مغطى بالمحيطات، فالاحتمال الأكبر أن تسقط في البحر.
الجدير بالذكر أنه ينتهي المطاف بالكثير من الحطام الفضائي في جزء ناءٍ من المحيط الهادئ يُعرف بـ «مقبرة المركبات الفضائية».
لكن في حالات العودة غير المتحكم بها، يمكن أن تهبط المركبات الفضائية في أي مكان.
في عام 2022، سقط حطام صاروخ صيني خارج عن السيطرة في المحيط الهندي.
كما عُثر على أجزاء من مركبة فضائية تابعة لسبيس إكس في جبال سنوي الأسترالية عام 2022، وسقط جزء آخر من صاروخ سبيس إكس في بولندا مطلع هذا العام.
هل يجب أن أقلق؟
أكد لانغبرويك: «رغم أن هناك بعض المخاطر، لا ينبغي أن نقلق».
الجسم صغير نسبياً، وحتى إذا لم يتحطم، فإن الخطر يماثل خطر سقوط نيزك عشوائي.
وأضاف أن احتمال ضرب المركبة لشخص أو شيء ما هو احتمال ضئيل، لكنه ليس مستبعداً.
ومن المتوقع تتبع الجسم حتى لحظة دخوله الغلاف الجوي.
0 تعليق