«خبيرة عقول المراهقين» تفك شِيفرة تفكيرهم خلال فعاليات «الشارقة القرائي للطفل»

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

بسؤالٍ استحوذ على اهتمام الآباء والحضور هو «ماذا لو أمكننا فك شِفرة عقول المراهقين وفهم ما يدور داخلها من تحولات وصراعات؟»، حلّت الكاتبة البريطانية الشهيرة نيكولا مورغان، الملقبة بـ«خبيرة عقول المراهقين» ضيفةً على ندوة فكرية بعنوان «إطلاق العنان لذهن المراهق»، ضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة عشرة.
شاركت نيكولا مورغان الحضور الكثير من المعلومات الثمينة التي يمكنها أن تمدّ جسور الثقة بين الآباء والمراهقين، بدل الاكتفاء بإلقاء الأوامر أو إصدار الأحكام.
في مستهل الندوة، تحدثت نيكولا مورغان بعمقٍ حول ضرورة فهم طبيعة الدماغ البشري؛ لأنها ترى أنه المفتاح الأهمّ لتحسين عمله والوقاية من مشكلاته، مؤكدةً أن أدمغة المراهقين ليست مختلفة كثيراً عنها لدى البالغين وعلى الرغم من ذلك أشارت إلى وجود اختلافات طبيعية ترتبط بـ«حالة الدماغ» البيولوجية و«مرحلة الحياة» الاجتماعية وهي اختلافات تبدأ بالظهور منذ سن العاشرة أو الحادية عشرة، حين ينطلق المراهقون في رحلة تدريجية من الاعتماد الكلي على الأهل نحو بناء استقلالهم الذاتي وفي هذا السياق قالت نيكولا مورغان: «مرحلة المراهقة تشبه رحلة من الاعتماد إلى الاستقلال وفيها يصبح المراهقون أكثر احتياجاً لبناء علاقات اجتماعية قوية مع أقرانهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للضغوط».

صراع


انتقلت نيكولا مورغان للحديث عن التغيرات البيولوجية في الدماغ والتي بإمكانها أن تفسر الكثير من سلوكيات المراهقين الاندفاعية، موضحة أن «قشرة الفص الجبهي لا تكون متطورة بشكل كافٍ لديهم» وهي المسؤولة عن التفكير المنطقي واتخاذ القرارات البعيدة المدى، في المقابل، يتمتع الجهاز الحوفي، الذي يدير المشاعر والرغبات الفورية، بنضج مبكر، مما يدفع المراهقين إلى الانجذاب للمتعة الفورية والمغامرة وأكدت نيكولا مورغان أن الجهاز الحوفي هو الذي يتحرك أولاً في كل موقف تقريباً، حتى عند البالغين ومن هنا يصبح جلياً أن مقاومة السلوكيات الطائشة لا تعتمد فقط على المعرفة العقلية، بل تخوض معركة حقيقية مع قوة الانفعالات الفطرية في الدماغ.

تحفيز


في ما يتعلق بتحفيز السلوك الإيجابي، تؤمن نيكولا مورغان بأن النجاح لا يتحقق بمجرد شرح المنافع المستقبلية، بل عبر تقديم مكافآت فورية تلامس شعور الإنسان اللحظي وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية يجب أن تعتمدها الحكومات والمدارس والأسر إذا أرادت تعزيز أنماط حياة صحية، مثل التغذية السليمة أو ممارسة الرياضة.
ورأت نيكولا مورغان أن فهم البيولوجيا العصبية للتوتر والقلق أمر أساسي للتعامل معه بفاعلية، خاصة عند المراهقين وأوضحت أن القلق والتوتر يستجيبان للتهديدات الجسدية، مشيرةً إلى أن الاستجابة للتوتر مفيدة، لكن المشكلة تكمن في أن مصادره أصبحت متكررة، مما يؤدي إلى تراكم الكورتيزول، مسبباً ضعف التركيز وقلة النوم وحتى تدهور المناعة.
وأشارت إلى أن المراهقين أكثر عرضة للقلق مقارنة بالبالغين؛ لأن قشرة الفص الجبهي لديهم وهي المسؤولة عن التفكير المنطقي والسيطرة على الانفعالات، لا تزال في طور النمو.
نصائح اختتمت نيكولا مورغان ندوتها بتقديم ثلاث نصائح للآباء الذين يتعاملون مع المراهقين، الأولى «فهم التوتر» لدى المراهق ولا بد أن يفهم الآباء هذه الاستجابة البيولوجية وأوقاتها لدى أبنائهم والثانية أن يكون الآباء أكثر وعياً بما يمر به المراهقون من تحديات، والثالثة بناء المرونة لديهم عن طريق توفير بيئة داعمة تشجعهم على التعامل مع التحديات بشكل إيجابي أما الأهم برأيها فهو الطمأنة والدعم العاطفي وتشجيع المراهق على التعبير عن مشاعره ومخاوفه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق