الشارقة: هدى النقبي
في الإمارات مع كل صيف، تعود شجرة الهمبا (المانجو) ولها العديد من المسميات المحلية مثل المقير والحدال والهمبا الأخضر لتُعلن عن حضورها القوي في تفاصيل الحياة اليومية في الإمارات، فهذه الشجرة ليست مجرد مصدر لثمار موسمية، بل هي رمز من رموز البيئة المحلية وجزء لا يتجزأ من التراث الزراعي والاجتماعي.
تميز ثمار الهمبا بحجمها الكبير، حيث يصل وزنها إلى 3 كجم ولونها الأخضر الذي يتحول إلى الأصفر المائل، تكاد لا تخلو أي حديقة منزلية من شجرة همبا على الأقل، فهي تُزرع في الأفنية الخلفية وعلى أطراف المزارع وحتى في الزوايا الصغيرة من البيوت الشعبية ومنذ بداية الصيف، تبدأ الثمار الخضراء بالبروز، ويتحول لونها بالتدريج، وسط مراقبة وفرح من سكان المنازل ولأنَّ شجرة الهمبا تعتبر من الأشجار الشعبية ويستبشر بها الصغير والكبير.
وتعد ثمرة المانجو غنية بالسعرات الحرارية، تحتوي المانجو على مضادات للأكسدة تحمي الخلايا من التلف، تحتوي على فيتامين سي الذي يعزز صحة الشعر والجلد.
تتعدد استخدامات الهمبا، حيث تقوم العوائل بتقطيعه لشرائح ومع الليمون والملح وهو المحبوب لدى الصغار، ويصبح جزءاً من الطاولة اليومية وتبدأ النسوة في البيوت بإعداد أطباقه الشعبية، مثل شرائح الهمبا مع الملح والفلفل والصلصات الحارة التي تُحضّر يدوياً.
ومع تزايد الإقبال عليه، ومع بداية الموسم، تُعلن العديد من المقاهي لتواكب التراث الصيفي عن قوائم موسمية خاصة تحتوي على مشروبات وحلويات مستوحاة من نكهة الهمبا الطازجة، مثل «عصير الهمبا المثلج» و«همبا موهيتو» و«تشيز كيك المانغو الأخضر» وشرائح الهمبا الحار والآيسكريم بالهمبا، ما يُضفي لمسة تراثية على الأجواء العصرية.
ومن الناحية البيئية، تُعدّ شجرة الهمبا من الأشجار المتأقلمة مع المناخ الحار، ولا تحتاج لكثير من العناية، ما جعلها خياراً شائعاً منذ أجيال، كما أن وجودها يعكس مدى ارتباط الأهالي بالأرض وحرصهم على الحفاظ على هذا الجزء من هويتهم الزراعية.
ثمرة «الهمبا» علامة للصيف وبهجته

ثمرة «الهمبا» علامة للصيف وبهجته
0 تعليق