هل تصورت يوماً أن ارتفاع نسبة الكوليسترول لديك لا يعني بالضرورة أنه يجب عليك تجنب جميع الأطعمة الغنية به؟
كشفت أبحاث حديثة أن بعض الأطعمة الغنية بالكوليسترول قد تحسّن بالفعل مستوياته في دمك.
ووجدت تلك الأبحاث أن بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، مثل الحليب كامل الدسم، الزبادي، والجبن المعتّق، قد تُحسّن من مؤشرات الدهون في الدم، بحسب ما نشرته صحيفة «التليغراف».
ولكن عليك أولاً أن تفهم سبب ارتفاع نسبة الكوليسترول في دمك، كما يشرح الدكتور علي خفندي، استشاري أمراض القلب في مستشفى لندن.
فإذا كنت تعاني استعداداً وراثياً لارتفاع الكوليسترول في الدم، فإن تأثير النظام الغذائي سيكون محدوداً، لذا غالباً ما يُوصى وقتها بضبط الكوليسترول عبر الأدوية، بحسب خفندي. وأضاف أنه حتى بالنسبة لشخص عادي لديه ارتفاع بالكوليسترول ولكنه سليم من النواحي الأخرى، فإن تناول أطعمة منخفضة الكوليسترول قد لا يكون له تأثير كبير.
ولكن إذا كنت تعاني زيادة الوزن أو مقاومة الأنسولين أو حالات أخرى مرتبطة بها، بإمكانك وقتها التأثير في مستويات الكوليسترول لديك من خلال تغيير نظامك الغذائي، وفقاً لرأى خفندي.
وأكد أن مفتاح التحكم في الكوليسترول هو تبني نمط غذائي صحي بشكل عام وليس فقط تجنب بعض الأطعمة الغنية بالدهون.
الأطعمة الـ 5 الغنية بالكوليسترول وينصح بها في نظامك الغذائي
1- الجبن
قال خفندي إن الجميع يعتقد أن الجبن كارثة، ويسمع الناس يصرخون: الكوليسترول عندي مرتفع، لذلك يجب ألا آكل الجبن. لكنه أكد أن هناك بيانات جديدة تُظهر أن الجبن المعتّق مثل الشيدر القديم مفيد.
وعلى الرغم من أن الجبن يحتوي على كوليسترول، إلا أنه غني بالفيتامينات (A، K، B12)، والمعادن (الكالسيوم، الفوسفور، المغنيسيوم)، والبروبيوتيك المفيد للأمعاء.
وفي دراسة نُشرت في Journal of Clinical Investigation، وُجد أن المشاركين المصابين بمتلازمة ضعف الحرق الذين تناولوا 200 غرام من الجبن يومياً كجزء من نظام منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، قد تحسنت لديهم مؤشرات الدهون بعد أربعة أسابيع.
2- البيض
خبر سار لعشّاق البيض: لا حاجة لتناول بياض البيض فقط تجنباً لارتفاع الكوليسترول.
وفقا لمراجعة من Harvard Medical School وجدت أن تناول بيضة واحدة يومياً لا يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات أو أمراض القلب.
وأكد خفندي أنه إذا أكلت الكثير من البيض فقد يرتفع الكوليسترول الكلي، ولكن من غير المرجح أن يسبب ذلك مشاكل صحية لاحقاً إذا كنت بصحة جيدة.
3- اللحوم الحمراء
اللحوم الحمراء غنية بالدهون المشبعة التي ترتبط بزيادة الكوليسترول السيئ (LDL).
لكن الدكتور خفندي يرى أن هذه النظرة مغلوطة، موضحاً أن النموذج القديم يعتبر أن كل LDL ضار ويجب خفضه بأي وسيلة، لكننا نعلم الآن أن تغيير نمط الغذاء من نظام عالي السكريات إلى نظام غني بالأطعمة غير المعالجة أكثر فائدة.
وأضاف أن تناول شرائح لحم ذات جودة عالية يعزز تنظيم الشهية ويساعد على السيطرة على اضطرابات التمثيل الغذائي، تماماً كما تفعل أدوية مثل Ozempic.
4- المأكولات البحرية
كانت المأكولات البحرية في السابق من الأطعمة التي يُوصى بمراقبتها لاحتوائها على الكوليسترول، لكنها تختلف، لأنها منخفضة الدهون، ولكنها تحتوي على دهون أوميغا-3 المفيدة لصحة القلب. وقد غيّرت جمعية القلب الأمريكية نصيحتها، وأوصت بتناولها ضمن نظام غذائي نباتي أكثر، يشمل الحبوب الكاملة، الفواكه والخضروات الطازجة.
5- الكبد
رغم أن كثيرين لا يحبون تناول الكبد، إلا أنه غني بالبروتين والعناصر الغذائية مثل الفيتامينات (A، B12، D، E، K) والمعادن (الحديد والنحاس).
ثلاثة أطعمة يجب تجنبها تماماً إذا كنت تعاني الكوليسترول
1- السكر
الاستهلاك المفرط للسكر، خاصة في الأطعمة المصنعة، يُعتبر أحد المحفزات الرئيسية لأمراض مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع الكوليسترول.
2- الأطعمة فائقة المعالجة
التحول إلى منتجات منخفضة الدهون، بسبب نصائح الصحة العامة قد يدفع الناس لاستهلاك أطعمة فائقة المعالجة.
بحسب الخبراء أي منتج مكتوب عليه«لايت»أو«قليل الدسم» في السوبرماركت غالباً ما يكون كارثة صحية لأنه يحتوي على مستحلبات، نشويات وسكر وكلها ترفع مستوى الدهون.
3- الكحول
رغم أنه ليس من مجموعات الطعام، إلا أن شرب الكحول مرتبط بزيادة الدهون في الدم.
حتى التناول المعتدل يمكن أن يعيق عملية التمثيل الغذائي، ما يؤدي إلى تراكم الدهون وارتفاع ضغط الدم، وكلها عوامل تؤثر في وظائف القلب.
طرق أخرى لخفض الكوليسترول
•الإقلاع عن التدخين: يرفع الإقلاع من مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) ويخفض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50% خلال عام.
•ممارسة الرياضة: وجدت دراسة في 2024 أن النشاط البدني يُساعد العضلات على استخدام الدهون المشبعة كمصدر للطاقة، ما يقلل من الكوليسترول الضار.
•إدارة التوتر: كشفت دراسة إسبانية شملت 90 ألف عامل أن التوتر المهني مرتبط بارتفاع الكوليسترول الضار وانخفاض الجيد، ويمكن تقليل التوتر من خلال اليوغا وتمارين التنفس.
0 تعليق