ينطوي العرض السعودي «تذكرة مغترب» التابع لفرقة جمعية الثقافة والفنون في الدمام على جهد دؤوب وبحث لا يمل عن حلول بصرية وحوارية.تناول العرض، الذي قُدم في مسرح القرية التراثية بجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح ضمن مهرجان الفجيرة للمونودراما، حالة الاغتراب النفسي للإنسان بأسلوب سيريالي مؤثر.وجسد الفنان معتز العبدالله خلال العرض حالة الاغتراب النفسي التي يعانيها الإنسان، سواء في صيغة سيريالية أو مونودراما، ذلك الانسان المهاجر حاله حال الكثير من المغتربين الذين قهرتهم الظروف القاسية في بلدانهم وأجبرتهم على الرحيل إلى دول مختلفة ظناً منهم أنهم سيجدون الأمان والاستقرار في تلك الدول.والعامل الأساسي في العرض، وهو من تأليف إبراهيم حامد الحارثي، وإخراج علي حسن الغراب، أن الحنين أصبح يصيب الإنسان المهاجر بالعودة الى أحضان الذاكرة التي زرعت في مخيلته صوراً مؤلمة لذلك السندباد الذي لا يعرف سوى الحدود والمطارات والأرصفة. وعلى العكس من ذلك، قادت الهجرة العامل إلى حال الهذيان في ذاكرة الحنين وكل المحطات التي مر بها طيلة حياته وحالة الانكسار والإحباط والحرمان الطويل، فوجد نفسه قاب قوسين أو أدنى من ضياع الحلم الذي هاجر من أجله. وفي النهاية، لم يجد نفسه فيما مضى لكنه في عالم مسرحي يفضي إليه ما في قريحته ليكون الممثل الواحد في مكان لا يشبهه أحد ليقدم عرضاً مسرحيا بثقة وألم.تضمن عرض «تذكرة مغترب» رؤية إخراجية تعتمد على كسر حدود الخشبة الإيطالية التقليدية، مع التركيز على الزمان والمكان لتقديم تجربة مسرحية متفردة.بذل الفنان معتز العبدالله في العمل جهداً كبيراً، وهو ما تقتضيه المونودراما بطبيعة الحال، واستخدم المخرج تقنيات فنية متعددة، مثل صناديق الذاكرة، لتصوير رحلة الشخصية الرئيسية في البحث عن الذات ومحاولة إثبات وجودها.