الشارقة: «الخليج»
يعد برنامج «علماء الوطن» الذي دشنته جامعة الشارقة، إحدى أبرز مبادراتها لدعم الكفاءات الوطنية في المجال الأكاديمي والبحثي، حيث يهدف إلى زيادة نسبة أعضاء هيئة التدريس والباحثين الإماراتيين في الجامعة إلى 25% بحلول عام 2030، مع مستهدف لتخريج أكثر من 500 عالم إماراتي بحلول عام 2050، وذلك في إطار تنفيذ خطتها الاستراتيجية (2024-2030) الهادفة إلى تعزيز التوطين في القطاع الأكاديمي.
أعلنت الجامعة إطلاق البرنامج الذي يستهدف استقطاب نخبة من الطلبة والباحثين المتفوقين في المراحل الدراسية المختلفة، بالعديد من الامتيازات، منها: الإعفاء الكامل من الرسوم الدراسية طوال مدة الدراسة، وتوفير منحة مالية شهرية لدعم المسيرة الأكاديمية، وإتاحة فرص الالتحاق ببرامج «مساعد باحث» أو «مساعد تدريس» للانتقال إلى مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
الابتعاث
يتيح البرنامج إمكانية الابتعاث إلى إحدى أفضل 200 جامعة عالمية في حال عدم توفر التخصص المطلوب في جامعة الشارقة، والتعيين المباشر ضمن كادر الهيئة الأكاديمية بالجامعة أو إحدى جامعات الإمارة بعد الحصول على الدكتوراه.
في اللقاء الخاص بتوقيع عقود الانضمام للبرنامج، الذي جاء بتوجيهات وبدعم سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس الجامعة، رحّب الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، بالدفعة الأولى من الطلبة وأولياء أمورهم، وأكد أن البرنامج يُمثل خطوة نوعية في تأهيل الطلبة الإماراتيين ليصبحوا علماء وباحثين متميزين.
وأشار مدير الجامعة، إلى أن البحث العلمي والتعليم يجب أن يكونا مرتبطين باحتياجات المجتمع، بما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة لدولة الإمارات، ولفت إلى إشادة عدد كبير من أولياء الأمور خلال توقيعهم على العقود الخاصة بانضمام أبنائهم للبرنامج، واعتبروه الداعم للكوادر العلمية والبحثية الإماراتية، حيث سيتم توفير الرعاية للأعضاء حتى استكمال دراساتهم، ومن ثم التعيين ضمن أعضاء الهيئة التدريسية، والتدرج الوظيفي بها إلى درجة الأستاذية.
زيادة المشاركين
أوضحت الدكتورة خولة النجار، مديرة مكتب التوطين الأكاديمي في جامعة الشارقة، أن الدفعة الأولى من البرنامج تضم ثمانية طلاب، بينهم طالب دكتوراه، و6 طلاب في مرحلة الماجستير، وطالب في مرحلة البكالوريوس، مع خطة لزيادة العدد خلال الفصل الدراسي القادم بمعدل 10 طلاب في كل مرحلة.
فرصة ذهبية
أعربت نورة محمد العوضي، طالبة دكتوراه في هندسة الإلكترونيات والحاسوب، عن حماسها للانضمام إلى البرنامج، مؤكدةً أنه فرصة ذهبية لتعزيز تطورها الأكاديمي والبحثي، حيث تطمح لأن تصبح باحثة في مجال الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات، وتسهم في تطوير أبحاث علمية تخدم المجتمع.
فيما أكدت الهنوف راشد القايدي، الطالبة في مرحلة البكالوريوس بتخصص هندسة الأمن السيبراني، أن البرنامج سيساعدها على تطوير مهاراتها البحثية، مشيرةً إلى تطلعها للمساهمة في الابتكار العلمي وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية، لاسيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة.
التشخيص الطبي
الطالبة شما عيسى عبدالله أحمد، المتخصصة في علوم المختبرات الطبية، فعبّرت عن فخرها بالانضمام إلى البرنامج، مشيرةً إلى أنه سيمكنها من اكتساب خبرات بحثية متقدمة والعمل على تحسين دقة التشخيص الطبي، ما يسهم في تعزيز قطاع الرعاية الصحية في الإمارات.
حلم أن تصبح عالمة إماراتية
وفي السياق ذاته، أكدت الطالبة علياء محمد الجناحي، من تخصص علوم المختبرات الطبية، أن انضمامها إلى البرنامج هو خطوة محورية لتحقيق حلمها بأن تصبح عالمة إماراتية، مشددةً على دور البرنامج في صقل مهاراتها البحثية وتأهيلها للالتحاق بالهيئة الأكاديمية مستقبلاً.
خدمة المجتمع
وصف الباحث حسين إيبارا عبودي، طالب ماجستير في الهندسة البيئية، البرنامج بأنه فرصة استثنائية لخدمة الوطن من خلال البحث العلمي، معبراً عن تطلعه لإجراء أبحاث تسهم في تحليل الظواهر البيئية واكتشاف حلول مستدامة للمجتمع.
ويُعد برنامج «علماء الوطن» خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الأكاديمي وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز للابتكار العلمي والبحثي، حيث يهدف إلى تمكين العقول الإماراتية الشابة من قيادة المستقبل الأكاديمي والعلمي، ما يرسّخ موقع الدولة كمحور عالمي للبحث والتطوير.
جامعة الشارقة تستهدف التوطين الأكاديمي بـ «علماء الوطن»

جامعة الشارقة تستهدف التوطين الأكاديمي بـ «علماء الوطن»
0 تعليق