القاهرة:«الخليج»
يعيد حادث تعرض أحد عمال السيرك فى مصر لهجوم عنيف من أسد مدرب أثناء أحد العروض خلال إجازة عيد الفطر المبارك، ذكريات مريرة لحوادث داهمية شهدها السيرك المصري على مدار العقود الأخيرة، دفع خلالها العاملون به أثماناً باهظة من حياتهم.
وتعد عروض الأسود إحدى أشهر الفقرات التي يقدمها السيرك المصري لجمهوره، منذ تأسيسه رسمياً بعد ثورة 23 يوليو/تموز 1952.
أنشئ السيرك القومي بمنطقة العجوزة بعد الاستعانة بخبرات عدد من الخبراء السوفييت، وافتتح رسمياً عام 1966، ولم تقتصر فقراته على ما تقدمه من متعة وإثارة، فإذا كانت المأساة توقفت بالنسبة لعامل سيرك الحلو بمدينة طنطا في محافظة الغربية بدلتا مصر عند حد بتر يده، بعد إصابته بجروح خطرة، أفضت مأساة مشابهة في سبعينيات القرن الماضي إلى مقتل مدرب الأسود الشهير محمد الحلو، على يد أسد هاجمه على حين غرة، بينما كان المدرب يحيي الجمهور، بعد انتهاء عرضه المثير. وتلقى الحلو عضة قوية، نقل على إثرها إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه دامت أيام، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقبلها أوصى بعدم التخلص من الأسد الذي سرعان ما لحق بصاحبه بعد أسابيع، بعدما امتنع عن تناول الطعام.
مع نهايات العام 1997، شهد السيرك القومي حادثة مروعة جديدة، عندما التهم أسد شاباً يبلغ من العمر 16 عاماً، يدعى أحمد محمد سليمان، كان يعمل في تقديم الطعام والماء للأسود. والتهمت الأسود الشاب كاملاً، فلم تترك منه سوى ملابسه، قبل أن يتسبب نمر هائج بعدها بسنوات قليلة في بتر قدم أحد العاملين بالسيرك، بعدما تعرض العامل ويدعي سليمان، لهجوم مباغت من النمر، أثناء سيره على ممشى مخصص للعمال فوق أقفاص الحيوانات. ويقول العاملون في السيرك إن النمر قفز علي سليمان فجأة والتهم ساقه، ما أدى إلى سقوطه أرضاً، قبل أن ينقض عليه مجدداً، وينجح العمال في تخليصه من بين أنيابه وينقلوه إلى المستشفى، حيث اضطر الأطباء إلى بتر الجزء المتبقي من الساق المصابة، ما تسبب له في عجز دائم.
وتعد الحادثة التي تعرض لها مدرب الأسود الشهير مدحت كوته في عام 2014، من أشهر حوادث السيرك المصري، عندما اندلعت مواجهة عنيفة بين أسد إفريقي وآخر روسي داخل القفص بسبب الغيرة.
وعندما حاول كوته التدخل لفض الاشتباك، باغته الأسد الإفريقي بهجوم مفاجئ، ليسقطه أرضاً، قبل أن تنقض عليه باقي الأسود بشكل جماعي، ولم ينقذه من الموت سوى اقتحام المدرب عصام الحلو للقفص وإطلاق النيران في الهواء، ما أجبر الأسود على التراجع. ونقل كوته إلى المستشفى، حيث خضع للعلاج لفترة طويلة حتى تعافى من إصاباته.
وتعرضت المدربة الشهيرة فاتن الحلو لهجوم خطير بعد الحادث بسنوات، عندما هاجمها أسد ضخم أثناء أحد العروض التي كانت تقدمها بسيرك الحلو في مدينة طنطا، وانقض عليها الأسد بشكل مفاجئ، وكاد أن يفتك بها، قبل إنقاذها في اللحظات الأخيرة بأعجوبة.