تأسست مدينة البندقية في إيطاليا 25 مارس عام 421 م وتقع شمال إيطاليا وعاصمة إقليم فينيتو وعاصمة مقاطعة البندقية. تُعد أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة. يقدر عدد سكانها 271 ألف نسمة تتكون المدينة من جزأين منفصلين وهما الوسط (الذي يحتوي على بحيرة تحمل نفس الاسم) وميستري والمنطقة اليابسة. ظلت المدينة لأكثر من ألف عام عاصمة «جمهورية فينيسيا» وكانت تعرف باسم ملكة البحر الأدرياتيكي. نظراً لتراثها الحضاري والفني ومنطقة البحيرات التي بها، تعد المدينة من أجمل مدن العالم التي ترعاها منظمة اليونسكو الأمر الذي جعلها ثاني مدينة إيطالية بعد روما من حيث ارتفاع نسبة التدفق السياحي من أنحاء مختلفة من الخارج.
المدينة عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور وتطل المدينة على البحر الأدرياتيكي، تعتبر المدينة من أهم المدن الإيطالية ومن أكثر المدن جمالاً في إيطاليا لما تتمتع به من مبانٍ تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا وقنواتها المائية المتعددة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم. المركز التاريخي للمدينة يقع على مساحة أربعة كيلومترات من اليابسة على 118 جزيرة من منطقة الفينيتو الشاطئية، المنظر الفريد من نوعه والكنوز الفنية الموجودة تجعل منها مدينة مميزة في العالم. تجتازها أكثر من 150 قناة.
تنقسم البندقية إلى 6 مقاطعات وهي بالليرينو وبادوا وروفيجو وفينيسيا وفيرونا وفيسنزا.
كانت البندقية تتمتع بحكم ذاتي أثناء العصور الوسطى وما بعد ذلك وكانت تسمى جمهورية البندقية وتعد من أهم مرافئ أوروبا تجارياً وتتمتع بقوة بحرية هائلة.
كان اسم فينيسيا يستخدم في بداية الأمر للإشارة إلى جميع أراضي الإقليم قبل فترة الحكم الروماني، يظهر ذلك في التقسيم الإدارى الأغسطسى بإيطاليا في القرن السابع بعد الميلاد حيث كانت تشكل هي وشبه جزيرة استريا جزءاً من إقليم ريجو، هذا وقد استمر استخدام الاسم تحت الحكم البيزنطي الذي كان يطلق عليها اسم «فينيتيكا» أو باللاتيني فينيتيا البحرية. وبعد ذلك أطلق الاسم على دوق البندقية وأخيراً تم إطلاق الاسم على عاصمتها. ومن الملاحظ أن المركز التاريخي وحد في فترة متأخرة سكان الجزر. هذا وتوجد خصوصية لذلك الاسم حيث إنه اسم جمع. ربما يرجع هذا لأن المدينة أسهمت في توحيد أكثر من جزيرة واندماجهم سوياً. ظهر اسم الإقليم في الوثائق القديمة بصيغة المفرد، لكن عند الإشارة إلى المدينة يلزم اسم الجمع وخلال فترات الحكم العربي أطلق عليها العرب اسم «البندقية» نسبة إلى لقب «بونودوتشيا» (الدوقية الجميلة).
موقع البندقية
تنقسم المدينة إدارياً إلى ست بلديات، يظهر هذا بشكل واضح في المركز التاريخي والجزر والجزء اليابس، يقع المركز التاريخي وسط بحيرة تحمل نفس الاسم بإجماليي 118 جزيرة متصلة بعضها بعضاً بأكوام من الخشب، سمحت هذه الجزر بوجود حياة حضرية في هذه المدينة، بعض هذه الجزر مرتبطة فيما بينها في حين أن البعض الآخر يبدو أكثر شتاتاً تبلغ مساحة المركز التاريخي نحو 797,96 هكتار، الأمر الذي يجعله أحد أكبر المراكز التاريخية في إيطاليا وأوروبا وعند حساب إجمالي مساحة المدينة والتي تشمل جزيرتي مورانوا وبورانو وبعد استبعاد المياة الداخلية تصل إجمالي المساحة إلى نحو 1688,91 هكتار.
ينقسم المركز التاريخي إلى ست مناطق: سان ماركو ووسان باولو وسانتا كروتشه ودورسودورو وكاستيلو وكانيراجو، تقع الأحياء القديمة الست على طول القناة العظمى والتي تُعد الطريق المائي الرئيسي حيث يتفرع منها ما يقرب من 158 قناة مائية صغيرة. توجد عدة جزر مُختلفة في المركز التاريخي في منطقة البحيرة (بعضها غير مأهول بالسكان)، نذكر من بينها جزيرتي مورانو وبورانو المشهورتين بصناعة الزجاج والتطريز وجزيرة تورشيللو وسانت أرازمو وجزيرة باللسترينا وجزيرة الليدو التي تتميز بطولها والتي تحتوي على مُنتجعات صيفية، يوجد في المنطقة اليابسة مركزان كبيران وهما مدينة ميستري وحي مرجيرا علاوة على جزر صغيرة جداً، حقق هذان المركزان تقدماً بعد الحرب العالمية الثانية واللذان يعدان متنفساً لزيادة رقعة المدينة التي ليس بها مساحة للبناء. تحوي المنطقة اليابسة على ثُلثي سُكان المدينة وفي ما يتعلق بالزلازل، تصنف فينيسيا بكونها في المنطقة 4 أي أن نسبة الزلازل تكون مُنخفضة بها.
المناخ
للبندقية مناخ رطب شبه مداري تبعاً لتصنيف كوبن للمناخ، ذو شتاء بارد وصيف دافئ للغاية ويشبه مناخ فينيسيا مناخ سهل بادانا، فنظراً لقرب المدينة من البحر فإنها تمتاز بمناخٍ لطيفٍ حيث تصل أدنى درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى (3 درجات مئوية) وأقصى درجة حرارة في فصل الصيف تصل إلى (24 درجة مئوية في المتوسط) ويمكن اعتبار المدينة منطقة ارتكاز بين المناخ القاري ومناخ البحر المتوسط، تصل الأمطار إلى ذروتها في فصلي الربيع والخريف، كما توجد عواصف صيفية متكررة، لا تهطل الثلوج في الشتاء على نحوٍ منتظم (عادةً ما تذوب بسرعة)، فدرجات الحرارة تصل للتجمد في أوقات الليل وكذلك الأماكن الداخلية في منطقة البحيرة، قد يسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في وجود ضباب في شهور الشتاء، واختناق في الشهور الحارة.
فرض ضريبة
وفي 24 مارس 2024، طبقت مدينة البندقية إجراء يشكل سابقة عالمية، سيتعين بموجبه على السياح الذين يزورونها لفترات نهارية قصيرة من دون المبيت فيها، دفع ضريبة قدرها 5 يوروهات وإبراز بطاقة دخول على شكل رمز استجابة سريعة في محاولة للحد من الأعداد الضخمة للسياح.
ورغم سعر البطاقة المنخفض وعدم تحديد عدد أقصى للزوار يومياً، تأمل البندقية في ثني عدد من السياح عن ارتياد أزقتها الضيقة وجسورها الممتدة فوق القنوات المائية، خلال الفترات التي تشهد أكبر إقبال.
ومع تطبيق هذا الإجراء، أصبحت البندقية أول مدينة سياحية في العالم تفرض رسوم دخول كتلك الخاصة بمدن الملاهي، في حين تتكاثر الحركات المناهضة للإفراط في السياحة.
تأسست في 25 مارس 421م.. «البندقية» سياحة وتاريخ

تأسست في 25 مارس 421م.. «البندقية» سياحة وتاريخ
0 تعليق