مع اقتراب موعد الإفطار في الشهر المبارك يجتمع الصائمون حول موائدهم في أجواء أسرية دافئة، فيما يواصل آخرون أداء مهامهم الوظيفية لضمان راحة الجميع، ومن بينهم فريق مدفع الإفطار في شرطة دبي، الذين يضحّون بلحظات الإفطار مع أسرهم للحفاظ على هذا التقليد العريق، ومنهم المقدم عبدالله طارش العميمي، قائد الفريق من الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ.
وأكد العميمي أنه منذ عشر سنوات لم يتمكن من مشاركة أسرته الإفطار لانشغاله بهذه المهمة، إلا أن ارتباطه بمدفع الإفطار أصبح جزءاً من حياته، حيث يشعر بالفخر لكونه جزءاً من هذا الإرث الرمضاني الذي يترقبه الجميع عند الغروب.
وأوضح أن مدفع الإفطار بات من أبرز الطقوس الرمضانية في الإمارة، حيث يجتمع حوله السكان يومياً بصحبة أطفالهم لمشاهدة لحظة الإطلاق، إلى جانب آلاف المتابعين عبر شاشات التلفزيون، ما يعكس أهمية الحفاظ على هذا التقليد الذي يعود إلى خمسينات القرن الماضي.
وأشار إلى أن شرطة دبي خصصت ثمانية مدافع ثابتة في مواقع حيوية، إلى جانب مدفع «رحّال» يتنقل بين 17 منطقة مختلفة طوال الشهر، ما يتيح لسكان المناطق البعيدة فرصة مشاهدة الحدث من قرب.
وأضاف أن المدفع الرحّال يزور 13 موقعاً، حيث يقضي يومين في كل منطقة، وتشمل محطاته مسجد السطوة الكبير، وبرج خليفة، وندّ الشبا، ومجلس أم سقيم، وحديقة زعبيل، ودبي كريك هاربر، وحتا، ومجلس الخوانيج، وفيستيفال سيتي، ومركز دبي المالي.
وأعرب عن سعادته بتفاعل أفراد المجتمع مع عمله، حيث يتلقى رسائل مشجعة عبر مواقع التواصل، تعبيراً عن تثمينهم لجهوده، خاصة أنه يفطر يومياً بعيداً من أسرته. كما أشار إلى المواقف الطريفة التي مر بها خلال عمله، أبرزها ارتباطه بكلمة «ارمي»، التي يهتف بها الأطفال كلما رأوه، في إشارة إلى لحظة إطلاق المدفع.
وأكد أن شرطة دبي تحرص على الحفاظ على الطابع التقليدي لمدفع الإفطار، رغم اقتراحات تحديث آلية الإطلاق لتصبح ذاتية. موضحاً أن هذا السلاح الفريد يعكس قيم التسامح والفرح والسلام في المجتمع. كما أن الفرق المختصة استعدت لاستقبال عيد الفطر، حيث ستطلق المدافع طلقات احتفالية بعد صلاة العيد، وفق الإجراءات المتبعة.
وأشار إلى أن شرطة دبي تستخدم مدفعين فرنسيين قديمين، يخضعان للصيانة الدورية لضمان جاهزيتهما، حيث يطلق طلقتين في الليلة الأولى من رمضان عند ثبوت رؤية الهلال، وطلقة واحدة مع غروب الشمس خلال باقي أيام الشهر، وطلقات خاصة بمناسبة عيد الفطر المبارك.
بهذا يظل مدفع الإفطار في دبي تقليداً رمضانياً راسخاً، يعكس روح الشهر الكريم، ويضفي أجواء من البهجة والاحتفاء.
المقدم عبدالله طارش لم يتناول الإفطار مع أولاده منذ 10 سنوات

المقدم عبدالله طارش لم يتناول الإفطار مع أولاده منذ 10 سنوات
0 تعليق