بعد انتهاء مرحلته الأولي.. مراوغات نتنياهو تهدد استكمال "اتفاق غزة"

علي مدي أشهر. ورغم إصرار نتنياهو علي رغبته في إعادة المحتجزين من غزة. قاوم التوقيع علي اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. ولم يتمكن الضغط المستمر من جانب الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين. من حمله علي الجلوس إلي طاولة التوقيع- بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

لكن الضغوط المشتركة التي مارسها الرئيسان الأمريكيان. السابق جو بايدن والحالي دونالد ترامب. نجحت في حمل نتنياهو علي الموافقة علي هدنة مدتها 42 يوماً لإطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل أكثر من 1700 سجين فلسطيني. فضلاً عن ضخ المساعدات إلي غزة.. وفي نهاية المطاف. تم إطلاق سراح 38 محتجزاً علي مدي 39 يوماً. وأمس السبت الأخير من الهدنة. وهو اليوم الثاني والأربعون.

ينص اتفاق وقف إطلاق النار علي أن الهدنة يمكن أن تستمر طالما أن المفاوضين يتحدثون. والمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار التي من المفترض أن تستمر لمدة 42 يوماً أخري. ستشهد الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وإطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء الذين يقدر عددهم بنحو 24 رجلاً. مقابل المزيد من الأسري الفلسطينيين.

المرحلة الثانية.. نهاية الحرب

تعني المرحلة الثانية من الاتفاق إعلان انتهاء الحرب. لكن شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله: هذا لن يحدث أبداً.. وسوف يحرصون علي إبقاء الأمر غامضاً قدر الإمكان.
لقد تجاوز نتنياهو الموعد النهائي المحدد في الثالث من فبراير لإرسال فريق تفاوضي للحديث عن المرحلة الثانية. واختار بدلاً من ذلك زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.. وفي اللحظة الأخيرة الخميس الماضي أعلن أنه سيرسل فريقاً إلي القاهرة. ولكن دون كبير المفاوضين وزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر حليفه السياسي المقرب.

حماس ترفض التمديد

رفضت حركة "حماس" أمس. تمديد المرحلة الأولي من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالصيغة التي تطرحها إسرائيل. وذلك في اليوم المقرر أن تنتهي فيه.
تحاول إسرائيل عبر وفدها خلال محادثات القاهرة. التوصل إلي اتفاق لتمديد المرحلة الأولي من الاتفاق في غزة 42 يوماً إضافياً.
قالت الحركة في تصريحات نقلتها عنها وكالة "رويترز" إنه لا توجد حالياً أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق. مضيفة أن الاحتلال يتحمل مسؤولية عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق حتي الآن.

أمريكا تأمل تمديد المرحلة الأولي

قال المبعوث الأمريكي إلي الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لـ "سي إن إن" إنه يأمل الحصول علي تمديد المرحلة الأولي من أجل التفاوض علي المرحلة الثانية.

مازال نتنياهو يرفض الإفصاح عن تصوراته لمستقبل غزة بعد الحرب. باستثناء قوله إنه يؤيد خطة ترامب بشأن تهجير جميع الفلسطينيين البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة من غزة. وأيضاً يرفض أن تتولي السلطة الفلسطينية حكم غزة.

تشير "سي إن إن" إلي أن تمديد المرحلة الأولي إلي أجل غير مسمي من شأنه أن يناسب رئيس الوزراء الإسرائيلي. الذي يريد حلفاؤه المتطرفون في الائتلاف الحكومي البدء في قصف غزة مرة أخري ثم إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية التي أجبرتها إسرائيل علي الخروج قبل 20 عاماً.

توضح الشبكة الأمريكية أن نتنياهو يسعي إلي إعادة المزيد من المحتجزين إلي ديارهم. مع الاستمرار في إبقاء جيش الاحتلال محشوداً علي حدود غزة علي أهبة الاستعداد.

نقلت الشبكة عن المفاوض الإسرائيلي السابق والناشط من أجل السلام جيرشون باسكين أن خطة نتنياهو لتمديد المرحلة الأولي من أجل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين دون الالتزام بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة سوف ترفضها حماس بشكل كامل.

قال باسكين إن من هم داخل غزة لن يترددوا في الانتقام من الرهائن إذا استؤنف القتال. مضيفا أن الحرب انتهت حتي لو لم يعترف نتنياهو بذلك.. والبديل لحماس سيكون نتيجة لقرارات سياسية وليس المزيد من الحرب.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل