نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق :عاجل إلى وزارة التربية, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 12:01 صباحاً
نشر في الشروق يوم 11 - 05 - 2025
بالرغم من ضيق فرص التشغيل بالنسبة لخريجي الشعب الأدبية وتحولها إلى مسار تعليمي "لتفريخ" العاطلين عن العمل ، فإن الإقبال على كلياتها وعلى شعب الاقتصاد والتصرف بات مطلوبا في السنوات الأخيرة.
الإقبال على الشعب الأدبية هو حتما على حساب الشعب العلمية وخاصة شعبة الرياضيات وفق ما أكده مستشار الإعلام والتوجيه بوزارة التربية والتعليم منصف الخميري الذي تحدث عن تراجع ملحوظ في إقبال الطلبة على شعبة الرياضيات مقارنة بشعب الآداب والاقتصاد والتصرف ، فقد انخفضت وفق تعبيره نسبة التوجه إلى شعبة الرياضيات من 20 بالمائة إلى 7 بالمائة بعد ان كانت تقارب ال 20 بالمائة نحو 25 عاما.
الخميري قال كذلك أن عدد الناجحين في الباكالوريا من شعبة الرياضيات بلغ 7 آلاف تلميذ في حين بلغ عدد الناجحين من شعبة الاقتصاد والتصرف 30 الفا مفسرا ذلك بضعف مكتسبات التلاميذ الأساسية في المرحلة الابتدائية ، وهو ما تؤكده عديد الدراسات منها التقرير الذي قدّمته "اليونيسيف" سنة 2021 وأثبت أن 74 بالمائة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة يعانون من ضعف فادح في مادة الحساب و34 بالمائة يعانون من نقص فادح في القراءة والكتابة.
"الضعف الفادح في مادة الحساب " لا يمكن تفسيره إلا بالقفز بين العربية والفرنسية في تدريس هذه المادة ، فبعد أن يدرس تلميذ المرحلة الابتدائية باللغة العربية ، يدرس ذات التلميذ مادة الرياضيات بالمرحلة الإعدادية باللغة العربية والفرنسية في ذات الآن ، ثم يدرسها بالفرنسية في المرحلة النهائية من التعليم الثانوي .
هذه "المراوحة " التي لا يمكن فهمها بيداغوجيا ولا تعليميا ، لا تشجع التلميذ على شعبة الرياضيات التي باتت تتغير لغتها من مرحلة إلى أخرى مما يجعل الفهم والمتابعة والاستيعاب ليس بالأمر الهين وهو ما يدفع بالتلميذ إلى اختيار شعب أخرى لضمان نجاحه في الباكالوريا .
ثم أنه في المرحلة الإعدادية ضارب الشعب الأدبية ( الفرنسية و العربية ) مرتفع (4 ) في حين أن مادة الرياضيات ضاربها 3 فقط ، وهو ما لا يشجع التلميذ على الحرص على التميز في مادة الرياضيات باعتبار أن الشعب الأدبية كافية لوحدها للنجاح دون مجهودات إضافية في مادة الرياضيات الموجعة للرأس! .
هذا الجرد السريع لتفسير العزوف على الإقبال علة الشعب العلمية ، يحمل وزارة التربية المسؤولية بالكامل ، والمطلوب من وزارة الإشراف وهياكلها المعنية مراجعة كل هذه المعطيات والعمل بشكل جدي على إصلاح منظومة التعليم التي كثر الحديث عنها دون أي خطوة إلى الأمام .
ملاحظة أخرى لا بد من التوقف عندها في هذا الاستعراض السريع لأسباب عزوف التلاميذ على الشعب العلمية مفادها " هجرة طلبة العلوم " وخريجي الجامعات العلمية و الهندسية، مما يعني أن البلاد ستعاني لاحقا من أزمة قلة الكفاءات العلمية وهو ما يستوجب الإسراع في حل هذا الإشكال دون التوقف عند الإحصائيات رغم أهميتها ، فالدراسات والاحصائيات تنير السبيل لاستشراف المستقبل ووضع خطط لعلاج المشكلات ، لا استعراضها دون خطوات عملية لتجاوز الصعوبات..
راشد شعور
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :