محادثات البرنامج النووي في عُمان.. تجري وسط انعدام الثقة بين واشنطن وطهران

 ذكرت وكالة الأنباء الايرانبة "ارنا" بأن وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي يقود الوفد الايراني المفاوض الي سلطنة عُمان بينما يرأس ممثل الرئيس الأمريكي استيف ويتكوف وفد بلاده للمشاركة في هذه المفاوضات غير المباشرة.

أعلن إسماعيل بقائى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية امس انطلاق المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة فى العاصمة العُمانية مسقط.. مضيفا إن المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين يجتمعون في غرف منفصلة ويتبادلون الرسائل عبر وسطاء عُمانيين، وفق وكالة أنباء إرنا الإيرانية.

صرح مسؤولون إيرانيون بأنهم سيمنحون الدبلوماسية "فرصة حقيقية".. مؤكدين أن التوصل إلى اتفاق قد يكون فى متناول اليد إذا أظهر الجانب الأمريكى حسن النية.

وتهدف المفاوضات التي تصر طهران على أنها ستبقي غير مباشرة بسبب انتهاكات واشنطن السابقة لالتزاماتها إلى التوصل إلى اتفاق جديد يحل محل الاتفاق الذي تخلت عنه الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الأولي.

من جهتها ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن فرق تفاوض من إيران والولايات المتحدة بدأت في العاصمة العُمانية مسقط محادثات عالية المخاطر حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وانعدام ثقة هائل بين الجانبين.

أوضحت الصحيفة في تقرير إخباري إن اجتماع عُمان يعد أول لقاء جاد بين إيران والولايات المتحدة منذ عقد ولكن في حين أن المخاطر عالية فإن التوقعات منخفضة حيث يقول مسؤولون من كلا الجانبين إن التفاعل سيكون في الغالب بمثابة مؤشر علي جدوي المحادثات المستقبلية، بدلاً من تمهيد الطريق لتحقيق تقدم.

ونقلت عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله عقب وصوله إلي عُمان "نيتنا هي التوصل إلي اتفاق عادل ومشرف علي قدم المساواة إذا دخل الطرف الآخر بنفس النية فهناك فرصة للتوصل إلي اتفاق أولي لإيجاد مسار للمفاوضات".

ويرأس فريق التفاوض الأمريكي مبعوث ترامب إلي الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف حيث وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ويتكوف كان موجودًا أيضًا في عُمان وهو عضو موثوق به للغاية في الدائرة المقربة لترامب ويقود بالفعل مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا وجهود لتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدي حماس في غزة.

أشارت الصحيفة إلي أن المحادثات تُجري في ظل انعدام ثقة هائل بين الجانبين خاصة أن ترامب هو من انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والولايات المتحدة والذي فرض بعده عقوباتي معقدة علي إيران وخلال ولايته الأولي أيضًا أمر بشن غارة بطائرة مُسيرة عام 2020 والتي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني الجنرال الإيراني البارز.

واستشهد مسئولون إيرانيون سابقون بهذا الانعدام من الثقة عند توضيحهم لإصرار طهران علي أن تكون المحادثات الأولية مع الولايات المتحدة غير مباشرة.. وخوفا من أن يشير الاجتماع المباشر إلي تنازل إيراني مباشر.. أكَد المسئولون الإيرانيون أن عُمان ستلعب دور الوسيط بين الجانبين.

كما أشار كل من المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين إلي توقعات متواضعة بالنجاح قبل الاجتماع حيث من المرجح أن ينظر إلي استمرار المحادثات علي أنها خطوة موفقة بينما يتوقع أن يزيد انهيارالمفاوضات من احتمالية توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران وذلك بعدما ذكر مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل تخطط لضرب البرنامج النووي الإيراني هذا العام لردع طهران عن تطوير قنبلة نووية.

وليس من الواضح ما الذي تطلبه إدارة ترامب من إيران تحديدا لكبح برنامجها النووي فيما قال مسؤولون إيرانيون إنهم منفتحون علي شروط تدعو إلي مزيد من الشفافية وفرض قيود علي التخصيب.

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي انتهاء الجولة الأولي من المحادثات بين إيران وأمريكا والتي تعقد في مسقط عاصمة سلطنة عُمان.

كتب وزير الخارجية الإيرانى على تليجرام بان البلدين سيواصلان محادثاتهما الأسبوع المقبل قائلاُ إن الوفدين تقابلا لفترة وجيزة بعد الخروج من المحادثات التى جرت فى أجواء بناءة وإيجابية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل