نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"بحر البقر.. جريمة لا تُنسي", اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025 04:02 مساءً
نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافي تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.
أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار علي مستوي الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك علي النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون علي تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدي الحادث إلي تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.
المجزرة في الأرقام أسفرت الجريمة عن استشهاد 30 تلميذًا وتلميذة، وإصابة أكثر من 50 آخرين وتدمّر مبني المدرسة بالكامل.
روايات حية من قلب المأساة يوسف عبده، وكيل إدارة الحسينية التعليمية بالمعاش، وأحد شهود العيان، يقول: "كنت طالبًا في الصف الثاني الإعدادي، وفي طريقي إلي المدرسة سمعت انفجارًا ضخمًا، هرعت نحو قرية بحر البقر، وشاهدت سيارات الإسعاف تنقل أجسادًا متفحمة. وأشلاء أطفال، ودموع أمهات ينتزعن من قلوبهن صرخات الوجع، المشهد كان كارثيًا بكل المقاييس، والقرية تحولت إلي جنازة جماعية".
ويضيف: "قامت الحكومة لاحقًا بجمع ما تبقي من متعلقات الأطفال والشهداء، وتم إنشاء متحف شهداء بحر البقر داخل المدرسة الجديدة التي بُنيت علي مقربة من النصب التذكاري".
يقول "عبده" تحل الذكري الـ55 لجريمة العدو الصهيوني لأطفال مدرسة بحر البقر الإبتدائية وتأتي في ظل إستمرار جرائمة الخسيسة ضد أبناء أمتنا وإبادة شعب غزة ومحاولة تهجيره عنوة.. ولقد احتفت المحافظة وكل شرفاء الوطن بالذكري لتأكيد أننا لن ننسي ماحدث ومايحدث كل يوم وهذا يزيدنا إصرارآ وصمودآ في مواجهة المخططات الأمريكية والصهيونية ضد مصر وأمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني الشقيق لافتا الي انه شارك في إحياء الذكري الوطنية البطل أيمن حسن بطل ملحمة النقب الذي قتل 12 صهيونيآ والعديد من الرموز وأهلي الشهداء وأيضآ التلاميذ الناجين من الجريمة وهم السيد عبدالرحمن واحمد الدميري والسيد شرف.
الإعلامي علي سلامة كبير مذيعي الإذاعة والتلفزيون يسترجع ذكرياته قائلاً: "كنت في السابعة من عمري، ووقتها كنا نتلقي دروسنا في مدرسة بمدينة الحسينية، وفجأة دوّي انفجار أرعب الجميع، سرعان ما بدأت صفارات الإنذار وأصوات سيارات الإسعاف، ثم علمنا بالنبأ: مدرسة بحر البقر قُصفت، هرعت إلي المكان، رأيت أطفالاً تنقلهم الجرارات الزراعية، حيث لم تكن هناك سيارات إسعاف كافية، وبعضهم كان يصرخ من الألم، وآخرون بلا حراك، لم أتمالك دموعي، خاصةً حين شاركت في جنازات الضحايا رغم صغر سني".
زيارة أنور السادات.. ووعد بالانتصار
ويتابع سلامة: "زارنا نائب رئيس الجمهورية وقتها، أنور السادات، وتوجه إلي مسجد المحجوب، واعتلي المنبر قائلاً: العدو سيدفع الثمن.. والنصر قادم، وكان ذلك بالفعل إيذانًا بمرحلة جديدة من المقاومة".
محافظ الشرقية: المجزرة حفرت طريق الكرامة والنصر
قام المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية بوضع إكليل من الزهور علي النصب التذكاري لشهداء مدرسة بحر البقر الإبتدائية بمركز الحسينية وذلك إحياءاً للذكري الـ 55 للمجزرة التي إرتكبها العدو الصهيوني في صباح الثامن من أبريل عام 1970 ضد أطفال عزل عبر طائراته التي قصفت دور العلم المقدسة فقتلت رواد العلم الصغار واختلطت دماؤهم الطاهرة بكتبهم وأدواتهم وأثاث مدرستهم في جريمة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية أودت بحياة 30 طفلاً، وأصابت 50 آخرين بجروح وإصابات بالغة بالإضافة إلي تدمير المدرسة بالكامل.
أوضح المحافظ أن إحياء ذكري شهداء مذبحة بحر البقر يُعد عرفاناً بالجميل لما قدمه هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم سوي أنهم كانوا في مدرستهم ينالون قسطاً من العلم والمعرفة، ليسقطوا شهداء لمذبحة بشعة قام بها العدوان الصهيوني وتخليداً لذكراهم الطيبة.
وقال المحافظ إن الثامن من إبريل من كل عام يذكرنا بدماء الأطفال الذكية التي سالت علي أرض هذه القرية والتي كانت الدافع الرئيسي لعودة الكرامة المصرية والعربية وتحقيق إنتصار حرب أكتوبر المجيدة 1973 وعودة أرض سيناء الغالية.
زار المحافظ مدرسة شهداء بحر البقر للتعليم الأساسي ودون كلمة في سجل زيارات المدرسة قال فيها " رحم الله شهداءنا وحفظ مصر وأدام علينا الأمن والأمان في ظل القيادة السياسية والشعب العظيم والجيش القوي والقلوب المحبه للسلام... سلام العزه والكرامة مرفوعي الرأس ".
تفقد المحافظ متحف شهداء مدرسة بحر البقر الإبتدائية والمُقام بالمدرسة والذي يضم بقايا الأدوات المستخدمة في المدرسة من "سبورة - تخت مدرسية"، بالإضافة إلي متعلقات التلاميذ من "كراسات وكشاكيل وأقلام ومريلة مدرسية ملطخة بالدماء والتي تم وضعها داخل فاترينات عرض محكمة الغلق لتأمينها والحفاظ عليها من العوامل الجوية.
وأجري المحافظ اتصالاً هاتفيا بالمهندس أحمد مرسي مدير عام هيئة الابنية التعليمية بالشرقية موجهاً بالبدء فوراً في الوقوف علي احتياجات المدرسة علي الطبيعة ورفع كفاءتها وتزويدها بكافة الوسائل التعليمية المختلفة والتي من شأنها أن تساهم تطوير المنظومة التعليمية بالمدرسة وزيادة تحصيل طلابها.
شهدت زيارة المحافظ لمدرسة شهداء بحر البقر للتعليم الأساسي تفقد الفصول المدرسية وأدار مع تلاميذ المرحلة الإبتدائية حواراً هادئاً، وأجري لبعضهم إختباراً بسيطاً في مادتي اللغة الانجليزية والرياضيات وطالبهم بالجد والاجتهاد في تحصيل دروسهم وعدم تأجيل عمل اليوم إلي الغد ليكونوا نماذج مشرفة في المستقبل.
وقال المحافظ إن هذا الحادث البشع لن ينسينا ما قام به العدو الصهيوني من إجرام وعمل وحشي يتنافي مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية مهما مرت السنين.
وعلي هامش الزيارة قدم الطلاب عرضا فنياً وأغاني وطنية وأشعارا ً نالت استحسان وإعجاب الحضور.
التقي المحافظ عدداً من أهالي القرية واستمع لمشاكلهم موجهاً رئيس المركز بفحصها وحلها فوراً في ضوء الإمكانات المتاحة.
رافق المحافظ محمد نعمة كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة، ومحمد رمضان وكيل وزارة التربية والتعليم، والمهندس محمد العوضي رئيس مركز ومدينة الحسينية، وأيمن هيكل رئيس مدينة صان الحجر، وعاطف صالح رئيس مدينة منشأة أبو عمر.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :