نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيناريو الأسوأ في سوريا, اليوم الاثنين 10 مارس 2025 03:45 مساءً
ما يحدث الآن في سوريا ليس إلا مجرد حلقة في مسلسل تدمير دولة عربية جديدة واختطافها من دائرة الأمن القومي العربي، لكنه لن يقف عند حد ما حدث في العراق قبل نحو ٢٠ عاما، ولكنه سيتعدى إلى ما هو أكثر من ذلك، بما يمثل تسونامي سياسي في المنطقة ككل.
المرعب في الأمر هو أن كل أدوات هدم الدولة السورية وتفكيكها وتقسيمها متواجد على الأرض تماما، وأول أداة هي التركيبة السكانية ذات المذاهب المختلفة من سنة وشيعة وعلويين وأكراد، لن يمكنها التوافق والوحدة، لاسيما وأن الخلاف بينها ليس سياسيا فقط، ولكن له جذور طائفية وهي الورقة الرابحة في تحطيم أي دولة وتحويلها لدولة فاشلة.
الأداة الثانية هي غياب الدولة العميقة التي يمكنها امتصاص الصدمات، وظهر هذا واضحا في مرحلة ما بعد بشار الأسد، إذ تراجعت مؤسسات الدولة الرسمية تماما في ظل حالة فراغ سياسي وأمني كبيرين، وبالتالي فنحن أمام نظام جديد لا يزال يتشكل وسيكون بالطبع على رأسه الجولاني أو أحمد الشرع، لكن الأخير هو نفسه سيكون الأداة الثالثة في هدم الدولة السورية.
هنا يجب أن نفهم أن المشهد في سوريا سواء السياسي أو الأمني ليس مرتبطا بالجولاني بقدر ارتباطه بأطراف خارجية لا يمكن إخراج الكيان الصهيوني منها، بالنظر إلى تخاذله التام تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب السوري، لكن الرجل الذي أصبح يمثل سوريا يبدو أنه ليس منشغلا البتة بإسرائيل بقدر ما هو منشغل بتنفيذ مخطط الهدم وإشعال الحروب الأهلية والطائفية، في مرحلة تسبق نزع القرار السيادي السوري وإحالته لأطراف دولية وإقليمية، التي ستكون هي الحاكم الفعلي لسوريا وبالطبع سيكون على رأسها الولايات المتحدة التي ضمنت مكانا جديدا في المنطقة لتعزيز مخططها وبدء التحول نحو الشرق الأوسط الجديد. ولا عزاء لأصحاب نظرية تحرير سوريا.
أخبار متعلقة :