نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : صباح الأمل والنجاحات, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 03:18 صباحاً
نشر في الشروق يوم 01 - 06 - 2025
مع إشراقه شمس صباح هذا اليوم ، ومع أول نسمات شهر جوان الحارقة ، وفي كل مدينة وقرية وحي سكني ونهج ، يطالعنا مشهد يتكرر كل عام، لكنه لا يفقد أبدا وهجه وقدسيته في وجداننا التونسي :أبناؤنا وبناتنا، زهرة شبابنا، يتوجهون اليوم إلى مراكز الامتحان لباكالوريا 2025.
اليوم ليس أي يوم في رزنامة العام الدراسي، بل هو المحطة الأبرز والمفترق الأهم، والامتحان الذي يختزل فيه شبابنا كل آمالهم وطموحاتهم، وكل سهرهم ومثابرتهم. نعم، اليوم هو يوم الحقيقة، يوم يواجه فيه أبناؤنا وبناتنا حصاد ما زرعوه طيلة سنوات، وأمانة تضعها عائلاتهم في أيديهم الصغيرة، الكبيرة بآمالها وأحلامها...
اليوم ليس مجرد يوم دراسي عادي، هو يوم الحصاد، ويوم الفصل الذي سيكلل سنوات من المثابرة والاجتهاد ، فاليوم هو اللحظة التي يختزل فيها كل تلميذ وتلميذة ما بذله من جهد، وكل قطرة عرق سالت، وكل سهرة قضاها في مراجعة دروسهم.
لنتأمل المشهد قليلاً. ما يقارب ال152 ألف قلب شاب وشابة يخفق اليوم بين الخوف والرجاء، بين التوتر والأمل.. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية باردة، بل هو نبض تونس، هو جيل بأكمله يحمل بين جنبيه طموحات الأسر التي سهرت، ودعوات الأمهات الصادقة، وأحلام الآباء التي طالما راودتهم عن مستقبل أبنائهم. سترونهم اليوم يخطون بخطوات متفاوتة، منهم من يسرع وكأنه في سباق مع الزمن، ومنهم من يتمهل مستجمعا أنفاسه، لكن عيونهم جميعا شاخصة نحو ذلك الورق الأبيض، الذي سيحمل في طياته مستقبلهم القريب.
الباكالوريا ليست مجرد ورقة عبور دراسي ، بل هي جواز سفر يفتح الأبواب نحو الجامعة، نحو مسارات التكوين المهني المتخصص، نحو بناء الذات والمستقبل.. هي الخطوة الأولى نحو بناء نخب تونس الغد في كل المجالات، من الطب والهندسة إلى الآداب والفنون. ولهذا، كانت وما زالت، تحظى الباك باهتمام بالغ من العائلة التونسية والدولة.
وزارة التربية، وبتعبئة أكثر من 30 ألف إطار تربوي وإداري، ومئات المراكز، استنفرت كل طاقاتها لضمان شفافية ونزاهة هذه الامتحانات. هذا الجهد ليس ترفاً، بل هو إيمان عميق بأن تكافؤ الفرص هو أساس بناء العدالة الاجتماعية.
لكن في تقديرنا ، ومع متغيرات سوق الشغل ، اليوم مهم، لكن الأهم ، ما بعد الباكالوريا هذه الشهادة التي تفتح الأبواب أمام مجموعة واسعة من الفرص، سواء في التعليم العالي داخل تونس أو خارجها، أو في مسارات التكوين المهني المتخصصة التي تلبي احتياجات سوق العمل التي باتت اليوم متغيرة وبشكل عميق ...مهن صاعدة وأخرى مهددة ، وعلى الناجح في الباك أن يختار مدفوعا بأمل في بناء مستقبل واعد ، الاختصاص الذي يتناسب مع ميوله وقدراته، ومع التوجهات المستقبلية لسوق الشغل المتغيرة ..
هذه الفترة هي محطة للتفكير العميق في الأهداف، وفي السبل الكفيلة بتحقيق الطموحات التي عليها أن تراعي المتغير وطنيا ودوليا في سوق الشغل ، وعلى التوجيه الجامعي أن يضع كل هذه الحسابات في حساباته.
راشد شعور
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق