نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الجمهورية أون لاين" تفتح ملف تحقيق الاكتفاء الذاتى من لبن الأطفال فى مصر, اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 01:03 مساءً
"الجمهورية أون لاين" استطلعت آراء الخبراء الذين أكدوا ضرورة التوسع في مشروعات إنتاج ألبان الأطفال، وعقد شراكات مع القطاع الخاص خاصة في ظل دعم القيادة السياسية لمثل تلك المشروعات، وتوافر الإمكانيات والمعدات والخبرات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج، ولتصبح مصر أكبر مورد لصناعة الألبان في أفريقيا.
أشار الخبراء أن مصنع "لاكتو مصر" الذي قامت الدولة بتطويره يحقق إنتاجا للألبان الاطفال يزيد علي نصف نسب الاحتياج المحلي الفعلي، وبمواصفات الجودة العالمية المطلوبة.
تطوير "لاكتو مصر"
يقول د. علي عوف رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، إن حجم استهلاك لبن الأطفال في مصر يقدّر بنحو 50 مليون علبة سنويًا، بينما تنتج مصر فعليًا 30 مليون علبة لبن أطفال، أي أكثر من نصف حجم الاحتياج الفعلي وتتزايد معدلات هذا الاستهلاك باستمرار.
أوضح عوف أنه قبل عام 2017 كان يتم استيراد الاحتياجات الفعلية من ألبان الأطفال من الخارج، لكن بفضل التوجيهات الرئاسية تم ضخ استثمارات لإعادة هيكلة "مصنع لاكتو " الذي يعمل في مصر وينتج أكثر من نصف احتياج السوق المحلي ويتم توريد إنتاجه إلي وزارة الصحة.
أضاف إن هناك عدة أنواع من ألبان الاطفال يتم تصنيعها وتداولها الآن بين وزارة الصحة والصيدليات وتشمل ألبان أطفال من سن يوم إلي ستة أشهر، ونوع آخر من عمر 6 أشهر حتي سنتين، بالإضافة إلي تصنيع أنواع أخري علاجية وتشمل 4 أنواع، منها ألبان علاجية للأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية والاستفراغ "الترجيع".
أما عن مراحل إعادة هيكلة المصنع فقد تمت -بحسب د. عوف- علي عدة مراحل. تشمل المرحلة الأولي إنتاج الكمية التي تحتاجها وزارة الصحة، وهي في حدود 25 مليون علبة وبنفس كفاءة ومواصفات اللبن المستورد بجميع علاماته التجارية، وبالفعل نجح مصنع لاكتو مصر في توفير 100% من احتياجات وزارة الصحة وبدون انقطاع.
أشار إلي أنه رغم نقص العملة، والأزمات الاقتصادية العالمية وأزمة كورونا، والظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد، فقد استطاع المصنع أن يستمر في التصنيع والتوريد وبنفس الجودة العالمية.
ومنذ سنة 2019 والدولة تقوم بصرف هذا اللبن لكل طفل مستحق طبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية ووفقًا لشروط وزارة الصحة، فكل طفل تنطبق عليه المعايير يأخذ حصته كاملة، بسعر مدعم يبلغ 5 جنيهات فقط للعبوة، رغم أن الدولة تتكلف 150 جنيها في تصنيع العلبة الواحدة.
أكد د.عوف أنه بعد نجاح المرحلة الأولي تم تجهيز المصنع للمرحلة الثانية، وهي مرحلة التواجد في القطاع الخاص فتم ضخ استثمارات لزيادة الطاقة الانتاجية بنحو 10% لبدء طرحه في السوق المصري وبالفعل بدأ المصنع بطرح حصة بسيطة من لبن الاطفال رقم 1*8 بكميات بسيطة و تدريجيا منذ بداية هذا العام وبسعر تنافسي جدا وهو 190 جنيهًا للعلبة علما بأن أسعار لبن الأطفال المستورد تبدأ ب 300 جنيه إلي 500 جنيه للعلبة الواحدة تغطي احتياجات الطفل لثلاثة أيام فقط. ويبلغ حجم سوق القطاع الخاص من استهلاك الألبان المستوردة نحو 20 مليون عبوة.
أكد د. عوف ضرورة إنشاء مصانع ألبان جديدة لتغطية احتياجات السوق المحلي بصناعة وطنية بجودة عالمية، لكن بتكلفة قد تصل إلي النصف للمواطن المصري وهذا يستغرق وقتا طويلا في الإعداد والتجهيز، وتسعي الدولة حاليا لعقد شراكات مع القطاع الخاص تضمن التوسع وتطوير مصنع "لاكتو مصر".
الموجود حاليا وذلك لزيادة طاقته الانتاجية إلي 50 مليون عبوة وتغطية السوق المحلي بنسبة 90% وهذا ما تسعي الدولة لتحقيقه حاليًّا لتوفير ألبان الأطفال محليا بجودة ومعايير دولية، لتوفير استنزاف"العملة الصعبة و "بأسعار اقتصادية" تصل إلي نصف أسعار الألبان المستوردة خاصة أن لبن الأطفال أصبح من السلع الإستراتيجية التي يتحمل المواطن المصري عبئًا كبيرا لتوفيرها.
قال إن القيادة السياسية تحرص علي توجيه الحكومة بسرعة توفير ألبان الأطفال بجودة عالية وبأسعار أقل من نصف المستوردة.
أما المرحلة الرابعة وهي بدء توفير ألبان تخصصية "علاجية" لبعض الأطفال التي تعاني من أمراض أو حساسية من اللبن العادي فإن نسب استهلاك هذا النوع تحديدا تزيد، حيث تصل إلي مليون عبوة، وهو أكثر تكلفة، فسعر العبوة الواحدة تبدأ من 700 إلي 1000 جنيه يتم استهلاكها في ثلاثة أيام فقط!!.
وحول فكرة الاستثمار المالي بإنشاء مصانع ألبان أكد د.عوف أن إنشاء مصنع جديد سوف يحتاج إلي نحو مليار جنيه ويستغرق مدة لا تقل عن سنتين الي ثلاث سنوات وسوف يتبع هيئة سلامة الغذاء كجهة ترخيص ورقابة.
أكد عوف أنه لا جدوي من فتح مصنع جديد لألبان اطفال واحنا عندنا مصنع في خلال سنتين سوف يستطيع تغطية احتياج البلد بنسبة 100 % وبسعر أقل من النصف للمستورد.
أوضح أن مصنع الألبان يحتاج 50 إلي 100 عامل في كل التخصصات قد تزيد إلي 300 في حالة وجود منظومة بيع ودعاية، إضافة إلي ماكينات تعمل بنظام دورة مغلقة ومعقمة، كما يحتاج لأجهزة تحليل من أوروبا، وتتولي الشركات الموردة لتلك الأجهزة بتدريب العمالة لمدة شهر، لتتماشي مع المرجعية التي حددتها الدولة في الاستعانة ببعض الدول ذات الخبرة الكبيرة مثل دول أوروبا وكندا أستراليا في حين لا تعتمد مصر مرجعية بعض الدول في تصنيع الألبان مثل الصين والهند وبعض الدول العربية.
يقول د. إسلام عنان أستاذ الأمراض والأوبئة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، في ضوء تصريحات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حول ضرورة إنشاء مصنع محلي لإنتاج ألبان الأطفال، مع تكرار أزمات نقص الألبان وارتفاع أسعارها نتيجة الاعتماد الكبير علي الاستيراد، تبرز أهمية التصنيع المحلي من منظور السياسات الصحية والاقتصاد الصحي، مع التركيز علي دور الرضاعة الطبيعية كحل استراتيجي لتقليل الاعتماد علي الألبان الصناعية.
أشار د. عنان إلي ضرورة التصنيع المحلي لألبان الأطفال لتوفير تكلفة استيراد نحو 45 مليون عبوة لبن أطفال سنويًا، ما يُشكّل عبئًا ماليًا ضخمًا علي ميزان المدفوعات، خاصة في ظل الضغط علي العملة الأجنبية.
أما عن الجدوي الاقتصادية لإنشاء مصنع محلي فقد أكد د. عنان أن تكلفة إنشاء مصنع محلي تتراوح بين 800 مليون و1.2 مليار جنيه، حسب الحجم والتقنيات المستخدمة، ويُمكن استرداد تكلفة الاستثمار خلال 5 إلي 6 سنوات، مما يجعل المشروع مجديًا اقتصاديًا علي المدي المتوسط، إذ يوفر المصنع ما لا يقل عن 300-500 فرصة عمل مباشرة تشمل مهندسين، كيميائيين، فنيين، وإداريين.
يسهم في نقل المعرفة الفنية وتدريب الكوادر المصرية، خصوصاً إذا تم بالتعاون مع شركاء دوليين متخصصين في المجال.
أضاف إن إنشاء مصنع ألبان يتطلب استثمارات مبدئية لشراء المعدات، وإنشاء خطوط الإنتاج، التراخيص، والتأهيل الصحي والغذائي. ويجب الالتزام بمواصفات جودة صارمة مطابقة لمعايير WHO وFDA، كما يتطلب المشروع شراكات محتملة مع شركات عالمية لنقل التكنولوجيا، فضلاً علي تفعيل دور الجهات الرقابية مثل هيئة الدواء، وزارة الصحة، وهيئة سلامة الغذاء لضمان جودة وسلامة المنتج.
الرضاعة الطبيعية ..ضرورة
أضاف د. عنان أن الرضاعة الطبيعية ضرورة استراتيجية صحية واقتصادية، إذ تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل التهابات الأذن، الجهاز التنفسي، والإسهال، مما يؤدي إلي تقليل التكاليف الصحية، حيث أكدت دراسة في الولايات المتحدة أن زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية يمكن أن توفر 3.6 مليار دولار سنويًا من تكاليف الرعاية الصحية، وفي إسبانيا، أشارت دراسة إلي أن زيادة معدلات تلك الرضاعة يمكن أن تقلل من التكاليف الصحية المرتبطة بأمراض الطفولة الشائعة.
أوضح أن تلك مبادرة الألف يوم الذهبية تحرص علي تكريس التغذية السليمة خلال الألف يوم الأولي من حياة الطفل، بما في ذلك تشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولي وهو ما يسهم في تقليل الاعتماد علي الألبان الصناعية وتعزيز صحة الأطفال وتحسين الصحة العامة، وخفض الفاتورة الاستيرادية وتعزيز الأمن الغذائي، ويتطلب تحقيق هذه الأهداف تعاونًا وثيقًا بين الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني.
تجارب دولية ناجحة
أضاف د.عنان أن إنشاء مصنع محلي لإنتاج ألبان الأطفال يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الصحي والاقتصادي لمصر، مشيرًا إلي أن هناك دولًا مثل الهند وتركيا نجحت في تطوير صناعات وطنية قوية لألبان الأطفال، وتحولت من مستورد صافي إلي منتج ومصدر إقليمي، ويمكن لمصر الاستفادة من هذه التجارب لتطوير صناعة محلية قوية، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاقتصاد الوطني.
أما د. أماني الشريف عميد كلية الصيدلة بنات جامعة الأزهر فقالت إن توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تحسين سلالات الماشية وزيادة إنتاج الألبان تأتي في إطار رؤية متكاملة لتحقيق الأمن الغذائي وتخفيف الأعباء عن الدولة، خاصة في ظل أزمة العملة الصعبة.
أشارت إلي أنه من أبرز المجالات التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في هذا السياق هو التوسع في تصنيع ألبان الأطفال محليا، لما له من مردود اقتصادي استراتيجي كبير.
أضافت إن الإحصاءات تشير إلي أن مصر تستورد ألبان أطفال بما يتجاوز 2 مليار جنيه سنويًا، أي ما يعادل قرابة 100 مليون دولار تُستنزف من الاحتياطي النقدي لتوفير احتياجات السوق المحلي، ومن ثم فإن إنشاء مصنع وطني ألبان الأطفال سيسهم بشكل مباشر في تقليص هذا الرقم، وتوفير العملة الصعبة توجيهها لمجالات أكثر إلحاحا.
وعلي صعيد التشغيل، قالت د. الشريف إن المصنع الواحد يمكن أن يوفر ما لا يقل عن 500 فرصة عمل مباشرة تتوزع بين: مهندسين، وكيميائيين، وعمال وتقنيين وإداريين، كما أن سلاسل الإمداد المرتبطة بالمصنع "مثل مزارع الألبان، وخدمات النقل، والتغليف" ستخلق آلاف الفرص غير المباشرة إذا ما تحقق هذا الاستثمار، ومع التشغيل الكامل، يمكن للمصنع تغطية ما بين 30% إلي 50 % من احتياجات السوق المحلي، مما يقلل الاعتماد علي الخارج ويعزز من استقلالية القرار الغذائي المصري.
أشارت إلي أنه رغم وضوح الرؤية، فإن الطريق ليس مفروشا بالورود. فثمة عقبات وتحديات ومنها تعقيدات الإجراءات والتراخيص، وغياب خطوط إنتاج متخصصة، ومدي تقبل السوق المحلي للمنتج المصري، مما يتطلب جهودًا في بناء الثقة والتسويق، وتوحيد الجهود من قبل الوزارات لتذليل هذه العقبات.
أضافت د. الشريف أن هناك العديد من التجارب الناجحة علي المستوي الدول حيث تمكنت دول مثل الهند وتركيا من تحقيق اكتفاء شبه ذاتي في ألبان الأطفال خلال العقد الأخير، من خلال شراكات عالمية لنقل المعرفة والتكنولوجيا، توطين خطوط الإنتاج وتطوير سلالات الأبقار لزيادة جودة الحليب، واعتماد معايير جودة صارمة وفق توصيات WHO وFDA، ومثل هذه التجارب يمكن الاستفادة منها كخريطة طريق لتكرار النموذج في مصر.
أوضحت أنه لنجاح المبادرة، فلابد من تكاتف عدة أطراف، ومنها الحكومة لتسهيل الإجراءات، وتقديم حوافز استثمارية، والهيئات الرقابية مثل هيئة الدواء، وهيئة سلامة الغذاء، لضمان الجودة والامتثال للمعايير، والقطاع الخاص من خلال شراكات عالمية، والاستثمار في البحث والتطوير، أشارت د. الشريف إلي أن تصنيع ألبان الأطفال محليا ليس رفاهية، بل ضرورة وطنية واستراتيجية، وهو نموذج حي نحو كيف يمكن للتوجيهات الرئاسية.
أن تتحول إلي فرص استثمارية حقيقية تعزز من سيادة مصر الغذائية، وتدعم الاقتصاد، وتوفر آلاف فرص العمل للشباب المصري،
أضافت إنه حان الوقت لتضافر الجهود في ظل توفر الدعم من القيادة السياسية، ما يعني أن الفرصة باتت متاحة، والوقت مناسب، والتحدي يستحق.
يقول د خالد السويفي "خبير في الصناعات الدوائية" إن مصر تعاني نقص الإنتاجية في مجال لبن الأطفال، وهناك معاناة كبيرة علي المواطن المصري في هذا الجانب تحديدًا، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث ارتفع سعر علبة لبن الأطفال والألبان العلاجية إلي 700 جنيه وهو ما يفوق قدرات المواطن البسيط. كما أن أقل سعر لهذا المنتج 300-250 جنيه.
أضاف" السويفي " هناك عوامل نجاح لمثل هذه المشروعات مثل دعم الدولة بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن مصنع "لاكتو مصر" من أكبر مصانع الألبان في الشرق الأوسط، وهو فرصة خصبة للدولة أن تركز علي تطوير وتوسعة هذا المشروع، من جوانب عدة، ولكي تنجح الفكرة، ويتم إحياء وتنشيط الصناعة في هذا القطاع، لابد من تطوير وتوسعة المصنع، وتذليل العقبات التي قد تواجه ذلك، لزيادة الإنتاجية والمساهمة في حل المشكلة مع السعي الحثيث لسرعة إيجاد مستثمرين محليين وتيسير الإجراءات لهم ودعمهم لسرعة التنفيذ لتخفيف عبء الاستيراد عن المواطنين والدولة، فأحد الأنواع التي هي مقصد الغني والفقير الـ "هيرو بيبي إف آي إتش " يصل سعر علبة اللبن إلي 946جنيهًا مصريًّا ؟!
أوضح أن الأمر في غاية الحساسية والصعوبة، ومن ثم يتوجب علي الدولة سرعة التدخل، إذا نجحت فكرة التصنيع ستكون طوق النجاة للمواطن المستهلك ومن ناحية اخري للبلد من الناحية الاقتصادية.
0 تعليق