"المفكرون التونسيون والتنوير" محور ندوة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب 2025

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"المفكرون التونسيون والتنوير" محور ندوة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب 2025, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 07:39 مساءً

"المفكرون التونسيون والتنوير" محور ندوة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب 2025

نشر في باب نات يوم 28 - 04 - 2025

307400
ضمن فعاليات الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب (25 أفريل - 4 ماي 2025)، احتضن جناح وزارة الشؤون الثقافية اليوم الاثنين ندوة فكرية بعنوان "المفكرون التونسيون والتنوير"، شارك فيها نخبة من الأساتذة والمفكرين التونسيين هم حفناوي عمايرية وفتحي التريكي وأحمد حيزم وأدارها محمد القاضي.
افتتح الندوة الأستاذ محمد القاضي مؤكدا أن تونس كانت إلى جانب مصر وبلاد الشام من أولى الدول العربية التي عرفت مبادرات تنويرية سواء على الصعيد الرسمي مع دستور 1861 أول دستور عربي أو على الصعيد الفكري من خلال كتابات رواد مثل ابن أبي الضياف وحمد حسن ومحمد السنوسي. وتساءل القاضي: "هل أنجز المشروع التنويري التونسي مهمته وانتهى أم أن السياقات الراهنة تستدعي تجديد هذا المشروع على المستوى الوطني والعربي؟"
في مداخلته، تناول الأستاذ حفناوي عمايرية مسألة التنوير من زاوية تاريخية، موضحا أن التنوير مفهوم فكري وسياسي ارتبط في السياق الأوروبي بتراجع هيمنة الدين على السياسة منذ عصر الأنوار. أما في السياق العربي الإسلامي فقد ظهرت نزعات تنويرية مبكرة خلال العصر العباسي مع المعتزلة الذين وظفوا العقل في قضايا حرية الإرادة وخلق القرآن.
وأكد عمايرية أن تونس رغم تبعيتها الاسمية للدولة العثمانية آنذاك، شهدت منذ عهد حمودة باشا الحسيني محاولات للإصلاح السياسي والديني حيث دعا هذا الأخير إلى فك الارتباط بين الدين والسياسة، بما مهد لاحقا لإصدار دستور 1861 الذي شكّل خطوة تأسيسية في مسار التحديث السياسي. وخلُص إلى أن تأسيس الجمهورية التونسية لاحقا كان قائما على هذه التقاليد التنويرية رغم التحديات المعاصرة التي تتمثل في تصاعد الشعبوية وتراجع النزعة العقلانية.
أما الأستاذ فتحي التريكي فقد ركز في مداخلته على خصوصية التنوير التونسي، ملاحظا أن الفكر التونسي التنويري اتخذ طابعا براغماتيا تطبيقيا أكثر منه تنظيريا. وأوضح أن التحديث في تونس ارتبط بالمفكرين ثم رافقته إصلاحات عملية مثل إنشاء المدارس الحديثة (على غرار المدرسة الصادقية) وإصدار الدستور.
وأشار التريكي إلى أن الإصلاحات في تونس سبقت في بعض وجوهها التحولات الفكرية، مقارنة بالشرق العربي حيث غلب التنظير على التطبيق. وبيّن أن هذا التوجه العملي أسس مبكرا للحريات الفردية في تونس ولا تزال هذه الديناميكية متواصلة إلى اليوم.
من جهته، تناول الأستاذ أحمد حيزم مسألة التنوير في الشعر التونسي، ملاحظا أن الحداثة الشعرية مرت بمرحلتين: حداثة أولى في العصر العباسي وحداثة ثانية مع ظهور "الجماعات الأدبية الحديثة". وأشار إلى أن الشعر التونسي الحديث، رغم تأثره بحركات التجديد المشرقية، تميز بوعي جديد بالزمان والمكان وانطلقت حداثته الشعرية مع أسماء مثل الباجي المسعودي، قبل أن تتبلور لاحقا مع قصيدة النثر في تونس التي يعتبرها الحيزم التعبير الأصدق عن الحداثة الحقيقية في الشعر التونسي.
وختمت الندوة بجملة من المداخلات والنقاشات التي أجمع أصحابها على ضرورة إعادة قراءة التجربة التنويرية التونسية والاستلهام منها لمواجهة التحديات الراهنة، سواء تلك المتعلقة بتصاعد النزعات الشعبوية والدينية أو تلك المتصلة بآفاق التحديث والديمقراطية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق