الرشيدية: أهداف التأسيس وتاريخ النشأة وواقع التجربة

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرشيدية: أهداف التأسيس وتاريخ النشأة وواقع التجربة, اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 06:55 مساءً

الرشيدية: أهداف التأسيس وتاريخ النشأة وواقع التجربة

نشر في باب نات يوم 11 - 04 - 2025

306355
انتظمت اليوم الجمعة بمقر مركز الموسيقى العربية والمتوسطية، قصر النجمة الزهراء، ندوة علمية للاحتفال بتسعينية تأسيس الرشيدية من خلال الوقوف على تاريخها وظروف نشأتها والهدف من تأسيسها، فضلا عن تقديم قراءة موضوعية لهذه التجربة.
هذه الندوة التي تحمل عنوان " الرشيدية منارة الموسيقى التونسية بين الماضي العريق وآفاق المستقبل "، تنتظم ببادرة من مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بالشراكة مع جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية.
وفي افتتاح التظاهرة، عبر مدير المعهد الرشيدي أنيس الصغير عن امتنانه لتنظيم هذه الندوة التي تعد لمسة وفاء لجمعية المعهد الرشيدي، هذه الجمعية التي تعتبر جزءا من الهوية الوطنية خاصة وأن مؤسسيها ناضلوا من أجل الحفاظ على الهوية الموسيقية التونسية، مشيدا بدور الأجيال المتعاقبة على الرشيدية في تواصل هذا الصرح الفني الهام، كما دعا بالمُناسبة السلط إلى الأخذ بيد الرشيدية ودعمها من أجل التمكن من التواصل ولمواجهة ما أسماه ب "ترذيل المشهد الموسيقي" في تونس.
أشار مدير المعهد إلى أن هذه الندوة ليست سوى بداية الاحتفالات بتسعينية الرشيدية وأن الجمعية ستُنظم أسبوعا احتفاليا يضم عديد الفعاليات من بينها معرض قار للفنان صالح المهدي يقدم ارثه التوثيقي، أهدته عائلته لجمعية الرشيدية، بالإضافة إلى نشر كتاب حول الرشيدية والعلاج بالموسيقى أنجزه مصطفى النصراوي بصفته أحد أبناء الجمعية.
وفي تقديمها للتظاهرة قدمت سلوى بن حفيظ، المديرة العامة لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية، لمحة حول تاريخ تأسيس هذا الصرح وأهدافه وأهم الأعلام الفنية التي برزت من خلال الرشيدية، مشيرة إلى أن جمعية المحافظة على التراث الموسيقي التونسي، الإسم الاول الذي عرفت به جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية تأسست سنة 1934 وتزامن مؤتمر تأسيس الرشيدية مع مؤتمر قصر هلال الذي أفرز عن تأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد وهو ما يبين النزعة النضالية الكامنة وراء تأسيس الرشيدية إذ أن ذلك مرتبط بدفع المثقفين التونسيين نحو تأسيس هوية تونسية في معزل عن ما تسعى سلطة الاستعمار إلى فرضه من خصوصيات ثقافية.
وحول رهان دور الرشيدية في إحياء ذاكرة الموسيقى التونسية، أشارت بن حفيظ إلى أن أنه من المهم النهل من الذاكرة الموسيقية التونسية من أجل إعادة استقراء وتطوير المشهد الموسيقي التونسي، وذلك من خلال إعادة جمع المالوف والنظر في الموروث الغنائي التونسي من خلال دراسات يشارك فيها باحثون من اختصاصات مختلفة ومتعددة على غرار علم الاجتماع الموسيقي والانثروبولوجيا وغيرها.
وحول امكانية انفتاح الطبوع التونسية على الأنماط الموسيقية الجديدة عبرت بن حفيظ على أنه يمكن الجمع بين هذه الأنماط المختلفة ولكن شرط أن يقوم بهذا الجمع شخص متمكن من الموسيقى التونسية تمكنا جيدا حتى لا يقع تدجينها وطمسها.
وتطرق المشاركون في اللقاء إلى عديد الزوايا في مراوحة بين تاريخ تأسيس الرشيدية والتوثيق لهذه الفترة الهامة من تاريخ تونس والفن التونسي، فضلا عن الصعوبات التي واجهتها ومازالت تواجهها إلى اليوم.
ومن أهم ما ركز عليه المُتدخلون حول مرحلة النشأة، ارتباط الرشيدية بالنضال نحو ترسيخ هوية تونسية صرفة، حيث جاءت على أعقاب مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة والجدل الذي أثاره حول الهوية الموسيقية التونسية النابعة من البيئة التونسية والتي تعكس روح الشعب وفكره، بالإضافة إلى كونها تزامنت مع تصاعد العمل النضالي على مختلف الجبهات.
وجاء تأسيس الرشيدية للدفاع عن الهوية الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي وردا على المؤتمر "الافخارستي" الذي مثل سعيا لطمس الهوية العربية الإسلامية ضد ما وصفه المتدخلون بسعي السلطة الفرنسية لإلغاء هوية المجتمع والسعي نحو تغيير نمط عيشهم.
بالعودة على أهداف تأسيس الرشيدية فقد حددها الأساتذة المتدخلون في عدد من النقاط الأساسية، أولها الحفاظ على التراث الموسيقي وإثراءه ونشره ثانيها تكوين فرقة موسيقية لتنفيذ هذا التوجه و إنتاج مضامين موسيقية تونسية الأصل ون ضمن أهم الأسماء التي ساهمت في بروز هذه الفرقة، شيخ المالوف الراحل خميس ترنان، أما الهدف الثالث فقد كان ترسيخ التعليم الموسيقي مع الحرص على توجيهه نحو خصوصيات الموسيقى التونسية ويُعد هذا الهدف من الأهداف الرائدة للرشيدية، ومن أكثر الشخصيات التي حرصت على تطبيقه ذلك آنذاك، مصطفى الكعاك.
وتم خلال الندوة التطرق للعديد من الوثائق التاريخية من مخطوطات وأرشيف سمعي التي توثق مسار الرشيدية على غرار تسجيل 12 "نوبة" بطلب من الإذاعة والتلفزيون الفرنسي بإشراف خميس ترنان، بالإضافة إلى عدد من المخطوطات والكتب التي تركها علي الجندوبي والتي توثق مسارات العديد من الشخصيات الموسيقية التونسية منذ تاريخ الفتح الإسلامي.
كما عاد المتدخلون على تجربة لجنة جمع التراث بالرشيدية ومدى اسهامها في توثيق المالوف ووتيرة عملها والعراقيل التي واجهتها ومن أهم التجارب المرتبطة بذلك، تجربة جمال الدين بوسنينة الذي تطوع للتنقل في الجهات وجمع القطع الموسيقية التراثية من أجل إدراجها ضمن تعاليم الرشيدية.
ومن أيقونات الفن التونسي اللاتي برزن من خلال الرشيدية، حسيبة رشدي وصليحة ونعمة وعليا وغيرهن.
وحول عراقيل هذه التجربة وحدودها أشار الباحثون إلى أن الرشيدية بعد الاستقلال فقدت دورها التعليمي الريادي وأصبحت معهدا عاديا من جملة المعاهد الموجودة في مختلف أصقاع البلاد، بالإضافة إلى تراجع التنشيط الثقافي والعروض التي كانت تقام أسبوعيا.
كما أشار الحضور إلى تقلص الإنتاج الموسيقي للرشيدية وإلى بروز الأزمة المالية التي تعيشها مع التوصية بضرورة إحداث لجنة تفكير صلب الرشيدية تضم خبراء من اختصاصات متعددة للنظر في دور هذه المؤسسة العريقة في السياق الحالي والسعي إلى تنمية الموارد المالية حتى تعود الرشيدية إلى إشعاعها.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق