وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن تلقّي إسرائيل مقترحًا جديدًا بإطلاق سراح نحو ثمانية محتجزين لدي حماس، مقابل وقف إطلاق النار لمدة ما بين 40 إلي 70 يومًا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع علي تفاصيل الاقتراح: "سيكون من الصعب للغاية قبول الاقتراح كما هو الآن، بسبب المطالب المثيرة للجدل للغاية من حماس فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق والمناقشات حول إنهاء الحرب".

وفي سياق متصل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المقترح الجديد، يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة خمسين يومًا، وإطلاق سراح ثمانية محتجزين أحياء وثمانية جثامين، إلي جانب بند يتعلق بضمانات لإنهاء الحرب، وهو بند تعارضه إسرائيل بشدة.

ويتضمن المقترح وفق القناة "إعادة فتح محور نتساريم، وعودة سكان غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والنقاش حول المرحلة الثانية، مع ضمانات من الوسطاء".

وأشارت القناة إلي أن "الحديث يدور حول محاولة وساطة للتقريب بين موقف حماس، التي وافقت علي الإفراج عن 5 مختطفين، وبين المطلب الإسرائيلي بالإفراج عن 11 مختطفا.

لكن الحكومة الإسرائيلية لم تصدر موقفا رسميا حتي الآن بشأن المبادرة، وتواصل دعمها العلني لمقترح الوسيط الأمريكي، ستيف ويتكوف، الذي ينص علي إطلاق سراح 11 محتجزا حيا و16 جثمانا.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 علي قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودي بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتابعت القناة: "ترفض إسرائيل مناقشة المقترح الجديد بسبب البند الذي يتطلب مناقشة إنهاء الحرب، وهو الأمر الذي تعارضه إسرائيل بشدة، وحتي الآن تحظي إسرائيل بدعم أمريكي في معارضتها".

أعلنت أمس رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عقد اجتماعًا في المقر الرسمي لضيوف الرئيس الأمريكي في واشنطن، مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلي الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

كما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية تأكيدها تسلم المقترح الجديد، مشيرة إلي أنها "تتضمن عناصر إشكالية".

وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل "تتمسك في كل الأحوال بمقترح ويتكوف وتعمل بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة".

وقال مسئول إسرائيلي رفيع، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الاجتماع الذي عُقد قبل لقاء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت لاحق أمس، "تناول الجهود المبذولة للإفراج عن المحتجزين في غزة، إلي جانب محاولات الوسطاء دفع مقترح تسوية من شأنها التمهيد للتوصل إلي صفقة".

وأفادت الهيئة الإسرائيلية، بأن تل أبيب تطالب بأن يشمل المقترح الجديد إطلاق سراح عدد أكبر من المحتجزين الأحياء.

وانهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين في الأول من مارس، بعد انتهاء المرحلة الأولي التي شهدت الإفراج عن 33 محتجزًا، إذ سعت إسرائيل إلي إعادة التفاوض وخرقت اتفاق وقف إطلاق النار، لكن حماس أصرت علي تنفيذ الاتفاق الأصلي الذي ينص علي الإفراج عن 24 محتجزًا متبقيًا مقابل انسحاب إسرائيلي كامل وإنهاء الحرب.

وبعد رفض نتنياهو هذه الشروط. استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب الشاملة علي غزة في 18 مارس، مما أدي إلي تعقيد المفاوضات، وكشف مسؤول فلسطيني أن حماس مستعدة للإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة مقابل وقف إطلاق نار دائم، وهو ما رفضته إسرائيل.

في المقابل، قدمت إسرائيل مقترحًا جديدا للإفراج عن 11 محتجزًا دون ضمانات لوقف إطلاق النار، وهو ما رفضته حماس. ويبرر الاحتلال تصعيد العدوان علي غزة بالضغط علي حماس حتي توافق علي شروط نتنياهو لوقف إطلاق النار.

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن حصيلة الضحايا الذين وصلوا إلي مستشفيات القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغت 58 شهيداً و213 إصابة، جرّاء استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل علي مختلف مناطق قطاع غزة.

وأوضحت الوزارة أن إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 ارتفع إلي 50.810 شهيداً، فيما بلغ عدد المصابين 115.688 إصابة، في حصيلة مأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

كما أشارت الوزارة إلي أن حصيلة الشهداء منذ 18 مارس 2025 فقط، بلغت 1.449 شهيداً و3.647 إصابة، في ظل تصعيد غير مسبوق واستهداف مكثف للمناطق المدنية والمراكز الصحية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل