نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قوات الحرس الوطني والأمن العمومي تُخلي أكبر محتشد للمهاجرين غير النظاميين في معتمديتي العامرة وجبنيانة, اليوم الأحد 6 أبريل 2025 12:40 مساءً
نشر في باب نات يوم 06 - 04 - 2025
وات - ( تحرير هادي الحريزي)- أخلت ليلة السبت / الأحد قوات الحرس الوطني والأمن العمومي أكبر محتشد للمهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء، الذين تمركزوا في مخيمات عشوائية بمعتمديتي العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس.
وشاركت في حملة إخلاء المخيمات العشوائية التي انطلقت منذ الخميس الماضي مختلف الفرق الأمنية وكذلك الحماية المدنية ومنظمة الهلال الأحمر التونسي.
وأفضت هذه الحملة التي استهدفت تفكيك المخيمات العشوائية في الأراضي الفلاحية بمعتمديتي العامرة وجبنيانة إلى إبعاد المهاجرين غير النظاميين عن غابات الزياتين التي ظلت لعقود مورد قوت العشرات من فلاحي الجهة، لتتحول منذ سنوات ما بعد ثورة 17 ديسمبر 2010 / 14 جانفي 2011 إلى أكبر مناطق تمركز مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء.
وسط أحراش غابات الزياتين التي تمتد على مرمى البصر، تتناثر مخلفات الأكياس البلاستيكية وبقايا الفضلات، فيما تنتشر الحفر التي كشفت عن تغير بنية التربة، لتترك على ورق الزيتون أثرها الشاحب.
"هذه الزياتين كانت يانعة تثمر قوتنا قبل أن تتحول إلى ما صارت عليه الآن"، بهذه النبرة تحدث الفلاح أحمد بن حمادي، معتبرًا أن إخلاء عقاره الفلاحي الذي يمسح 4 هكتارات من المهاجرين غير النظاميين أعاد إليه أنفاس الأمل في إحياء أرضه.
صباح السبت ركب أحمد بن حمادي جراره ثم اتجه إلى أرضه المتواجدة في "هنشير 24" بقرية الكتاتنة التابعة لمعتمدية العامرة، وفق ما صرح به لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، مضيفًا أنه استمر في حرث أرضه بغية استصلاحها بعدما "عاث" فيها المهاجرون.
وقال المتحدث إنه لا يعلم دوافع اختيار مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء لأرضه وأراضي جيرانه لكي تكون مستقراً لمخيماتهم، مستدركا أن يكون قرب هذه المنطقة من السواحل، حيث لا يبعد المخيم إلا بضع كيلومترات عن البحر الذي يشكل عصب استقرار الوافدين من هؤلاء المهاجرين، باعتبار أن جزءًا مهمًا منهم يختار إتمام رحلته غير النظامية بركوب البحر من أجل الوصول إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط بأوروبا.
"وضعية هؤلاء المهاجرين غير النظاميين تثير الخشية من انتقال البؤر الوبائية والعدوى بالأمراض في ظل غياب أية معايير للسلامة وحفظ الصحة، كما أن جزءًا هامًا من هؤلاء المهاجرين لم يتلقوا التلاقيح ضد العديد من الأمراض"، وفق ما صرح به لوكالة تونس أفريقيا للأنباء رئيس المجلس المحلي بمدينة العامرة أيمن المعاوي.
وأشاد المعاوي بما وصفه ب"رصانة التدخل الأمني في نزع فتيل وضعية المهاجرين غير النظاميين بالجهة"، معتبرًا أن إخلاء المخيمات العشوائية يشكل خطوة كبيرة نحو انفراج أزمة الهجرة غير النظامية.
وأكد ضرورة اليقظة وتضافر الجهود بين الأهالي من جهة، والسلطات المحلية والجهوية في تجاوز أضرار المخيمات العشوائية التي ظلت لسنوات تقض مضاجع المتساكنين، ملاحظًا أن إخلاء المخيمات العشوائية يبعث الطمأنينة والأمل لأهالي الجهة في حماية وتأمين ممتلكاتهم الخاصة.
ويكشف الفلاح أحمد بن حمادي الوجه الأكثر بؤسًا لتضرر صغار الفلاحين من الأراضي التي انتزعها مهاجرو جنوب الصحراء وأقاموا فيها مخيمات عشوائية بمعتمديتي العامرة وجبنيانة، مؤكدًا تعرضه وجيرانه من الفلاحين للطرد عنوة من طرف هؤلاء المهاجرين.
أراضٍ كانت تزرع سنويًا بالبقول والغلال مظللة بشجر الزيتون، تحولت خلال بضع سنوات إلى أراضٍ جرداء نتيجة تواجد مكثف لآلاف من المهاجرين، بعضهم تعود على نهب قنوات الري ليستخدموها كأوتاد لخيامهم، يضيف المتحدث باسم الفلاحين.
وتابع قوله: "بعض أشجار الزيتون قطعت أغصانها، إذ يقوم مهاجرو جنوب الصحراء بإشعالها توقيًا من البرد، وكذلك يستخدمونها في الطبخ على نار الحطب"، مؤكدًا أن عملية إخلاء المخيمات العشوائية تفتح الأمل أمام إحياء الأراضي الفلاحية بمعتمديتي العامرة وجبنيانة.
وقال "نشكر الأمن والحرس الوطنيين الذين نفذوا حملة إخلاء عقاراتنا الفلاحية، ونأمل أن تتولى المصالح التابعة للبلدية مساعدتنا على رفع ما تبقى من نفايات حتى يتسنى لنا استصلاح أرضنا المستردة"
والجدير بالذكر أن الحماية المدنية ومنظمة الهلال الأحمر التونسي والسلط الجهوية والمحلية ووزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والفلاحة قد شاركت في تنفيذ حملة إخلاء المخيمات العشوائية.
وتأتي حملة إخلاء المخيمات العشوائية في معتمديتي العامرة وجبنيانة في خطوة تهدف إلى إبعاد المهاجرين غير النظاميين من جنوب الصحراء عن الأملاك الفلاحية الخاصة، وهي مرحلة تأتي تحضيرًا لترحيلهم في إطار العودة الطوعية ضمن برنامج سيقع تنفيذه بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق