وقد كان والدها رجلاً عصاميًا كافح حتي حصل علي لقب الباشوية.. بسبب كفاءته ونشاطه، وأصبح رئيس مجلس النواب في عهد الخديو توفيق، وأحد قادة الإصلاح في القرن التاسع عشر.

بدأت هدي شعراوي نشاطها العام في العشرين من عمرها عندما شاركت في الجهود الأهلية لمقاومة الوباء الأصفر الذي اجتاح البلاد. وفي سنة 1907 دعت لجمع تبرعات لإنشاء جمعية رعاية الطفل وتحمس الناس لها، لكن الحكومة أوقفت المشروع.

وفي سنة 1908 بدأت الدعوة لمحاضرات ثقافية للسيدات في قاعة من قاعات الجامعة الأهلية، ووافق الأمير أحمد فؤاد في عام 1909م علي تخصيص قاعة لمحاضرات السيدات يوم الجمعة من كل أسبوع.

عندما قامت ثورة 1919 اجتمعت سيدات من مصر في 16 مارس 1919 في الكنيسة المرقسية، وتم انتخاب اللجنة التنفيذية للنساء الوفديات برئاسة هدي شعراوي، ونظمت اللجنة التنفيذية لنساء الوفد مظاهرة ضد الاحتلال، وأعلنت هدي شعراوي شهيدات الثورة، وهن شفيقة محمد، فهيمة رياض، عائشة عمر، حميدة خليل، وغيرهن مجهولات.

واستمر نشاط هدي شعراوي إبان الثورة فعقدت اجتماعًا في 13 ديسمبر 1919 في كنيسة الأقباط الكبري، وقررن تأييد مقاطعة لجنة ملنر والإصرار علي التمسك باستقلال مصر التام.

وفي 16 يناير 1920 قامت بعض السيدات المصريات بمظاهرة في ميدان المحطة إلي لوكاندة شبرد، وهتفن للوفد المصري وللاستقلال التام.

ويذكر عبد الرحمن فهمي في تقرير للوفد في باريس بتاريخ 2 مارس 1920 أن لجنة السيدات التي ترأسها السيدة هدي شعراوي تحتج علي مشروعات ري السودان وغيرها.

أيدت هدي شعراوي مواقف سعد زغلول، وذلك لتأييد سعد لحركة المرأة المصرية. ولكنها كانت أكثر وضوحًا في معارضة مصطفي النحاس وخاصة بعد معاهدة 1936، ووجدت في انقسام أحمد ماهر والنقراشي عام 1937 فرصة لتبرير معارضتها للنحاس باشا، وتأييدها للهيئة السعدية، ومع بداية الأربعينيات أخذت هدي شعراوي تقترب أكثر من دوائر القصر، وأصبح موقفها شبيهًا بموقف نبوية موسي المؤيدة بصراحة للملك ولسياسة القصر.

اهتمت بالصحافة اهتمامًا واضحًا، وأسست مجلة المصرية باللغة الفرنسية عام 1925، ورأست تحريرها سيزا نبراوي، ثم أصدرتها بالعربية، واهتمت هذه المجلة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وقد تعدت شهرة هي شعراوي حدود مصر إلي البلاد العربية.

وفي سنة 1909م بدأت المحاضرات في القسم النسائي التابع للجامعة المصرية، واستمرت حتي عام 1912م، وقد جاء إنشاء هذا الفرع نتيجة لمطالب الجمعية الأدبية التي ترأستها هدي شعراوي.

وفي عام 1920 وجهت الدعوة إلي هدي شعراوي للمشاركة في المؤتمر النسائي الدولي كممثلة لمصر، فشكلت وفدًا من لجنة سيدات الوفد تحت رئاستها للسفر إلي المؤتمر، لكن أزواج عضوات الوفد منعوهن من السفر.

في 16 مارس 1923 أسست هدي شعراوي الاتحاد النسائي المصري في ذكري أول مظاهرة نسائية في ثورة 1919 وقد تولت رئاسة الاتحاد حتي وفاتها 12 ديسمبر 1947م.

أسست بمعاونة الأميرتين عين الحياة وأمينة حلمي جمعيتي الرقي الأدبي للسيدات والمرأة الجديدة، وقد توقفت هذه الجمعيات أثناء الحرب العالمية الأولي.

تولت هدي شعراوي رئاسة الاتحاد النسائي العربي الذي لعبت دورًا رئيسيًا في تأسيسه سنة 1944م، واستمرت تشغل منصب الرئاسة فيه حتي وفاتها، وشاركت طوال نضالها السياسي الممتد من مارس 1919 حتي ديسمبر 1947م في عديد من الأنشطة المصرية والعربية والدولية دفاعًا عن القضايا الوطنية والقومية، ودفاعًا عن حقوق المرأة، ونظمت أول مؤتمر للدفاع عن فلسطين عام 1938م.

لم يقتصر نشاط هدي شعراوي علي دورها في الحركة النسائية أو الحركة الوطنية العامة. بل لعبت كذلك دورًا بارزًا في الحياة الثقافية من خلال مشاركتها في أنشطة عدد من الجمعيات الفنية والثقافية في مصر ورعايتها للفنون الجميلة، فقد كانت عضوة بارزة في الجمعية المصرية للفنون ثم في جمعية محبي الفنون الجميلة، وأسست وترأست جمعية أصدقاء مختار عقب وفاة مثال مصر الأول محمود مختار في مارس 1934.

لقد كانت هدي شعراوي بحق علامة في تاريخ الحركة النسائية المصرية والعربية بل وفي مصر كلها.

توفيت هدي شعراوي في 28 من المحرم سنة 1367هـ- 13 من ديسمبر 1947.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل