حكاية شارع.. صفية زغلول

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حكاية شارع.. صفية زغلول, اليوم الخميس 20 مارس 2025 02:56 مساءً

تميزت صفية بدخولها التاريخ من أوسع أبوابه، وذلك لما لها من دور كبير في المرحلة التي سبقت ولحقت ثورة 1919م.

تزوجت سعد زغلول 1919م، وحينما تزوجته لم يكن سوي قاضيًا مصريًا ولكن عندما دخل المعترك السياسي ساعدته ووفقت بجانبه في الشدائد ولقبت بصفية زغلول نسبة إلي زوجها سعد زغلول.

لقد كانت صفية زغلول مثالًا يقتدي به في إخلاصها ووفائها لزوجها ووقوفها بجانبه في جميع ظروفه التي مر بها، سواء في السراء وفي الضراء.

وكان الزعيم سعد زغلول يحرص علي أن تكون حرمه صفية علي مستوي المسئولية، وأن تكون إلي جواره في زيارة أقرانه، وفي بعض جولاته التفتيشية، وعاشت صفية زغلول في كنف زعيم يحرص علي تحرير الشعب بفئاته المختلفة، برجاله ونسائه. مسلمين وأقباط، واتضح ذلك في ثورة 1919م، الثورة الشاملة التي شارك فيها كافة طوائف الشعب.

تشكل الوفد المصري من الرجال عام 1918م، وفي عام 1919م تشكلت هيئة وفدية من النساء تأييدًا للمطالب القومية، وكان لهذه الهيئة نفوذ أدبي ومجهودات كبيرة وشجاعة أكسبتها ثقة الشعب واحترام البلاد، وكذلك علي المستوي الدولي.

وعندما ألقي القبض علي سعد باشا، أرادت صفية النزول معه ومصاحبته في المعتقل. إلا أن سعد هدأها وطلب منها البقاء، فبقيت بالغة التأثر قوية الجنان ثابتة الإرادة، وظلت صفية رابطة الجأش وعلي اتصال بالتحركات الثورية تشد من أزر المتظاهرين، وشاركت النساء في الثورة، حتي وصلن إلي بيت سعد. وهتفن بحياة سعد باشا وبالتحية لزوجته صفية.

وشاركت صفية زغلول في الخوض في الكثير من المواجهات التي حصل مع الإنجليز بجانب سعد زغلول. وكان لها أثر كبير في ظهور العديد من الشعارات والتنديدات. بالإضافة إلي قيام المصريين بتتويجها بأم المصريين. بعد رحيل سعد زغلول عن مصر. وبعد ذلك تم إصدار بيان قُرأ علي عدد كبير من المتظاهرين. والذي ينص علي: "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن علي أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن. وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".

وفي 13 ديسمبر 1919م اجتمع عدد كبير من نساء مصر يتباحثن. وعرف هذا الاجتماع باسم "اجتماع الكاتدرائية المرقسية". وخرجن من هذا الاحتجاج بتقديم احتجاجًا شديدًا علي ما يجري لمصر من قبل سلطات الاحتلال البريطاني.

وفي 16 يناير 1920 قامت السيدات بمظاهرة في القاهرة تأييدًا للوفد وقياداته. ومنادية بالاستقلال ومعادية للجنة "ملنر".

وفي 9 مارس 1920م في ذكري مرور عام علي الثورة. اجتمعت السيدات في منزل سعد زغلول. وألهبت السيدة صفية حماسة السيدات. وأكدن جيعًا المطالب القومية. ووقوفهن خلف قيادة سعد زغلول.

وقد أشاد بدور صفية زغلول صحيفة أمريكية. تسمي "جريس تومسون". وأصدرت كتابًا باسم "الزغلوليات"» ألقت فيه الأضواء علي صفية زغلول والدور العظيم الذي قامت به بين الرجال والنساء أثناء نفي زوجها سعد زغلول من مصر. والدور الذي قامت به الحركة النسائية أثناء وجود سعد باشا في البلاد. وأشادت الصحيفة بصفية زغلول. ووصفتها بأنها: "ذات شخصية قوية وذات كبرياء ووداعة".

كان سعد زغلول نفسه يؤيد قضية تحرير المرأة. وعندما أصدر "قاسم أمين" كتابه "تحرير المرأة". دافع عنه الزعيم سعد زغلول. وعن القضية ذاتها. ولا شك أن صفية زغلول كانت علي رأس مؤيدي دعوة تحرير المرأة.

فقد ساهمت بشكل فعال في تحرير المرأة المصرية إلي جانب هدي شعراوي، وفي 1921 خلعت الحجابَ لحظة وصولِها مع زوجها سعد زغلول إلي الإسكندرية، فكانت أول زوجة لزعيم سياسي عربي تظهر معه دون نقاب في المحافل العامة، وخرجت علي رأس مظاهرة نسائية في ثورة 1919 من أجل المطالبة بالاستقلال.

أعطت صفية الكثير من أجل القضية الوطنية. وحملت لواء الثورة عقب نفي زوجها الزعيم سعد زغلول إلي جزيرة سيشل، وأصدرت بيانًا قرأته سكرتيرتها علي الحشد المجتمع أمام بيت الأمة، وبعد أن ألقت السكرتيرة هذا البيان علي المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلاً: "تحيا أم المصريين"، ومن يومها اكتسبت السيدة صفية زغلول ذلك اللقب الوطني "أم المصريين".

والجدير بالذكر أن من الأسباب التي دعت إلي إطلاق لقب "أم المصريين" علي صفية زغلول، أنها لم تستطع الإنجاب من زوجها سعد زغلول، ونظرًا لحب الشعب المصري لصفية زغلول ولزوجها، تمنوا لهم أن تكتمل حياتهم بالأطفال، وكتعبير عن الحب أطلقوا عليها لقب "أم المصريين".

بعد رحيل سعد في 23 أغسطس عام 1927. عاشت صفية عشرين عامًا لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل صدقي" وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسي، إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطني وكأن شيئا لم يكن.

توفيت صفية زغلول في 12 يناير 1946، تاركة نموذجًا نسائيًا رفيعًا للمصريات.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق