نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان شهر تغيير العادات, اليوم الأحد 9 مارس 2025 07:49 صباحاً
نشر بوساطة محمد فايع في الرياض يوم 09 - 03 - 2025
يُعد شهر رمضان فرصة ذهبية لإحداث تغييرات إيجابية في نمط الحياة والسلوكيات، حيث يُهيئ الإنسان نفسيًا وروحيًا للتخلص من العادات السلبية واكتساب عادات جديدة أكثر نفعًا، في علم النفس ما يؤكد أن أي تغيير في السلوك يحتاج إلى بيئة مساعدة ودوافع قوية، وهو ما يوفره شهر رمضان بامتياز. فتأثير رمضان على تغيير العادات، نجد أنه يتوافق مع ما ذكره علماء النفس إذ يؤكدون على أن الإنسان يحتاج إلى فترة تتراوح بين 21 إلى 66 يومًا لاكتساب عادة جديدة أو التخلص من عادة قديمة، وهذا وفقًا لدراسة أجرتها الباحثة (فيليبا لالي) من جامعة لندن. وبالتالي فرمضان الذي يمتد لشهر كامل نجده يوفر بيئة مثالية لتطبيق هذه القاعدة التي توصلت اليها الباحثة، إذ يُجبر الصيام الفرد على إعادة ترتيب أولوياته، وتعزيز قوة إرادته، مما يسهل عليه تغيير عاداته.
أولا: كسر العادات السيئة، فبعض العادات السلبية كالتدخين، أو تناول الوجبات غير الصحية، أو السهر لساعات متأخرة قد تصبح أكثر صعوبة خلال رمضان. لأن الصيام يعمل على إعادة ضبط الجهاز العصبي وتقليل الاعتماد على المحفزات الخارجية مثل الكافيين والسكريات، مما يسهل عملية التخلص من الإدمان السلوكي فالمدخنون يجدون أنفسهم مضطرين لترك التدخين لساعات طويلة، مما يساعدهم على تقليل الاعتماد عليه تدريجيًا، وقد أكدت دراسة نشرت في المجلة الدولية للطب السلوكي أن فترات الامتناع الطويلة عن التدخين قد تزيد من فرص الإقلاع عن التدخين.
ثانيا: تعزيز قوة الإرادة والانضباط الذاتي، إذ يربط عالم النفس (روي باومايستر) قوة الإرادة عندما تتوافر عند الشخص على التحكم في رغباته وتأجيل إشباع احتياجاته في رمضان، فيتعلم الإنسان تأجيل إشباع حاجاته الأساسية (كالأكل والشرب) مما يعزز تحكمه في العادات الأخرى، مثل ضبط النفس عند الغضب أو مقاومة التسويف فكثير من الناس يستخدمون رمضان كفرصة لتنظيم وقتهم، يعتادون النوم مبكرًا، ويقللون الوقت المهدور على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر إيجابيًا على إنتاجيتهم بعد الشهر الكريم. ثالثا: تعزيز العادات الإيجابية.. في علم النفس السلوكي، يُعرف «تعزيز العادة» بأنه ربط السلوك بمكافأة إيجابية، مما يجعل تكراره أكثر احتمالًا. في رمضان، فعندما تكافئ العادات الجيدة مثل قراءة القرآن أو الصدقة، أو صلة الرحم، بالإحساس بشعور روحي مميز يعزز استمرار هذه الأفعال حتى بعد الشهر الفضيل فمثلا من يبدأ ممارسة الرياضة بعد الإفطار بانتظام خلال رمضان، سيجد أنه اكتسب عادة جديدة يسهل عليه الحفاظ عليها بعد انقضاء الشهر.
على كل شهر رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة وبرنامج لتدريب النفس وتهذيب السلوك، حيث تتهيأ النفس البشرية للتغيير، مستندة إلى بيئة مشجعة على ضبط النفس وتعزيز العادات الإيجابية. ومن يستثمر رمضان كفرصة لإعادة تشكيل عاداته، سيجد نفسه بعد الشهر أكثر توازنًا وانضباطًا، ليس فقط في العبادات، بل في حياته اليومية عمومًا.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :