اليوم الجديد

التحدي

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحدي, اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 03:18 مساءً

التحدي

نشر في البلاد يوم 19 - 08 - 2025


على مسافة مائتي متر أو أقل، رأى السائق أحمد- رحمه الله- جندي المرور وهو يفتش على المخالفات؛ فسارع إلى ربط الحزام ووقف في طابور السيارات، ولما وصل إلى نقطة التفتيش سأله الجندي متى ربطت الحزام؟ فقال: قبل قليل. فقال الجندي أنا شفتك تربط الحزام، ولو كذبت علي لكنت سجلت عليك غرامة؛ لكني أعفيك لصدقك.. امش.
الصدق معجزة ليست في مقدور كل الناس، هل سمعتم على كثرة ما حدثت من حوادث، أن اعترف سائق واحد مع شدة إدمان الجوالات، أنه كان مشغولًا بالجوال عندما صار الحادث؟ لقد حدث لي حادث قبل شهور حين كشطت سيارتي فتاة مسرعة جدًا، وجاء أخوها مع مجيء شرطي المرور، وحاول الأخ أن يبرر موقف أخته، فقال له شرطي المرور محتجًا: ضربت سيارة الرجل (يقصدني)، ثم قفزت على الرصيف، وحطمت لوحة مرور حديدية، ثم قفزت على الرصيف المقابل، وكادت أن تربض في مشتل زراعي؛ لولا أنه مسور بالرخام، وتقول: إنها تسير بسرعة 60 أو 70 كيلو؟ هذي السيارة كانت سرعتها على الأقل 130 كيلو مترًا. هنا ندّت عبارة من لسان الأخ فقال: لعلها أرادت أن تمسك فرامل؛ فداست على دواسة البنزين. وندم عليها فلم يكررها.
وقد قرأت فيما قرأت أن عبد القادر الجيلاني سافر وهو فتى في قافلة؛ فهجم عليهم لصوص وأخذوا ما معهما. وبقي عبد القادر واقفًا؛ فجاء إليه أحد اللصوص، وقال له: وأنت يا فتى اصدقني ماذا معك؟ فقال: أربعون دينارًا. ولم يصدقه اللص وقاده إلى كبير اللصوص وقال له: إن هذا الغلام يزعم أن معه أربعين دينارًا. وكان ذلك مبلغًا كبيرًا في زمنهم. فقال له كبيرهم: هات النقود. فأخرج عبد القادر صرة وسلمه إياها، فلما فتحها وجد فيها أربعين دينارًا. فتعجب وسأله.. كيف تكشف أمر هذا المال، وأنت تعلم أننا سنأخذه منك؟ فقال: إن أمي أوصتني بقول الصدق على أي الأحوال. ويقال في تتمة القصة أن كبير اللصوص تأثر جدًا بهذا الموقف، وأعاد المال للفتى، وأنه تاب ومن معه عن اللصوصية.
وفي تراثنا المستشار مؤتمن. وقد حصل زميل لنا من إحدى الدول العربية على فرصة عمل دبلوماسي في الرياض قبل عشرين سنة، ولكن جاءه زميل آخر وقال له: ماذا تفعل في الرياض؟ فهي حارة جدًا صيفًا باردة جدًا شتاء، واقترح عليه أن يطلب النقل إلى البحرين أو الكويت، فاستجاب للنصيحة، وغير اختياره إلى البحرين، وما كان من المستشار إلا أن خطف الوظيفة لنفسه.
وعندما يلتقيان بعد سنة أو سنتين كيف سيبرر الناصح للمنصوح فعلته؟
إنّه لتحدّ حقيقي أن ينتصر المرء على نفسه.




أخبار متعلقة :