نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحقيقة نور مبين, اليوم الأحد 11 مايو 2025 12:50 صباحاً
نشر بوساطة أحمد بن سعود العقيل في الرياض يوم 10 - 05 - 2025
من المعلوم أن الحقيقة في اللغة هي الثبات والاستقرار والقطع واليقين، ومن ثم فإن الحقيقة في لسان العرب بمعنى الحق والصدق والصحة واليقين وفي هذا الإطار ذكر ابن منظور في لسانه معنى بلغ حقيقة الأمر أي يقين شأنه والعرب
تقول فلان يسوق الوسيقة وينسل الوديقة ويحمي الحقيقة والحقيقة ما يحق عليه أن يحميه، وجمعها حقائق والحقيقة في الاصطلاح هي كل ماهو صادق وواقعي وثابت ويقيني، أو هي مطابقة الفكر للفكر، أو مطابقة الفكر للواقع أو كما تقول العرب الحقيقة هي مطابقة ما في الأذهان لما هو في الأعيان وبكل تأكيد فإن الحقيقة تتناقض مع الكذب والغلط والوهم والظن والشك والتخمين والرأي والاعتقاد الباطل، ويمكنني من خلال مقالتي هذه أن أستعرض لك عزيزي القارئ الكريم الحقيقة كمصطلح أعم وأشمل لأن الحقيقة هي النور المبين وهي قيمة أخلاقية بذاتها، بمعنى أن القول الصادق يكون لذاته، وليس لأغراض عملية نفعية أو اعتبارات مصلحية شخصية، فقول الحقيقة واجب أخلاقي مطلق يتعين النطق به والعمل به في جميع الظروف والأحوال باعتباره أساس وقاعدة لكل الواجبات.
إن من المسلمات أن البحث عن الحقيقة هي غاية الفلسفة، حيث أن الحقيقة هي هدف وتأمل فلسفي وهي الغاية التي ينشدها كل إنسان سواءً أكانت الحقيقة في علاقته الاجتماعية أم في حياته الشخصية، فالشمس والقمر والحقيقة أشياء لا يمكن إخفاؤها لفترة طويلة.
ولعلي أورد لك عزيزي القارئ الكريم في سياق أسطر مقالتي هذه حكاية لقصة تروى بين حقيقة وكذب وهذه القصة والتي أوردها في هذا السياق هي أنه في أحد الأيام وقف الكذب والحقيقة بجانب نهر حيث أدعى الكذب أنه يستطيع السباحة عبر النهر بشكل أسرع، فقفزت الحقيقة في النهر. ثم ارتدى الكذب بعد ذلك ثياب الحقيقة، وأخذ يجوب العالم وهكذا ظلت الحقيقة عارية فلم يصدقها أحد، ومغزى تلكم الحكاية هو أننا غالباً ما نرفض بوعي أو لاوعي حقائق معينة في حياتنا الشخصية أو في العالم من حولنا فنحن بذلك ندير ظهورنا عن الحقيقة.
إن قصة الحقيقة والكذب والنهر، تجيب على سؤال واحد فقط وهو هل يجب أن نقول الحقيقة؟ أقول نعم، والسبب في منتهى البساطة أن الصدق يجعل العالم من حولنا أفضل وحياتنا بالصدق أجمل وأكمل باعتبار أن الإنسان صادق لما هو حقيقي، وما عدى ذلك فيعد الكذب بالنسبة للفلاسفة ومنهم أفلاطون الذي يعتبره جريمة في حق الفلسفة لأن الصدق هو صديق المعرفة ومن المفترض أن يكون صديقاً للحقيقة لأنه مكمن كشف الأحجبة وإسقاط الأقنعة، لأن الكذب هو التعبير عن واقعة مضادة للحقيقة وإخفاءً لها، أي بمعنى كذب بالاستغفال وهنا لا ينبغي الخلط بينه وبين الحقيقة لذلك فإن الحقيقة من الناحية الأخلاقية هي الأساس في كل شيء وقول الحق شجاعة وهي تعد قوة داخلية تحتاج إلى توازن بين ما هو صحيح وما هو مرغوب اجتماعياً رغم التحديات التي قد يوجهها الفرد الصادق، إلا أن تلك الشجاعة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز معرفة الحقيقة حيث تعد الشجاعة في قول الحقيقة حجر الزاوية لبناء مجتمعات ناضجة وقادرة على التعامل بكل وضوح وشفافية ولعلاقات دائمة مستمدة من قول الصدق والعمل به.
وقفة: معرفة الحقيقة أفضل من الوهم الجميل.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :