نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«هيئة الفنون البصرية»: جهود لتعزيز الهوية الوطنية, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 02:55 صباحاً
نشر بوساطة حسان صبحي حسان في الرياض يوم 09 - 05 - 2025
منظومة لحراك متنامٍ مستدام وأدوار تنويرية
كانطلاقة جديدة وتعظيم محركات التحول الوطني نحو التنمية البشرية، سعيًا لتحسين جودة الحياة وبناء مجتمع حيوي، وفي خطى مسيرتها الإبداعية لتدشين مناخات مزدهرة وتخصيب بيئات داعمة لاحتضان ونمو الإبداع، تسعى المملكة في ظل خططها الاستراتيجية والتنموية المتصاعدة، وارتياد المدارات الإبداعية، لنحت حالة ذات خصوصية تؤهل للريادة في مجال الفنون، وتعزز الحراك الفني، الذي يحتفي بعملية التلاقي والتبادل الثقافي الإنساني، وإطلاق المناخات الفكرية المعضدة للطاقات المبشرة، والتي يتجاوز إبداعها حدود المحلية، لدفع ممارسات إبداعية نشطة فعالة ذات الإضافة في مجال الثقافة والفنون وترتقي لمستوى التمثيل العالمي.
ومع ما تفرضه متطلبات التوجه لطفرات ثقافية وتحولات معرفية، وضمن الاستراتيجية الشاملة لرؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولكون «الثقافة» مرتكز رئيس للتحول الوطني الطموح، انتهجت وزارة الثقافة برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان جهوداً متواصلة نحو تأصيل منظومة تثقيفية حيوية، وبسط أدوار الوزارة لتعزيز الهوية الوطنية وبناء قطاع ثقافي مستدام لتأطير المملكة العربية السعودية بمختلف ألوان الثقافة، وإثراء نمط حياة الفرد، عبر وضع الأطر التشريعية التي تكفل للمبدع السعودي طرح إبداعاته بصورة مستدامة، من خلال هيئات ثقافية مسؤولة عن إدارة القطاع الثقافي، مثل هيئة الفنون البصرية.
«هيئة الفنون البصرية»
وتعزيز دينامية المشهد الفني والثقافي:
تأسست الهيئة لتخصيب الأنظمة المرتبطة بصناعة الفنون البصرية، وتدشين مراكز حاضنة للإبداع، وتوفير منصات للمبدعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، ودعم عملية إنتاج وعرض الأعمال، وتمكين الممارس على مستوى عالمي بروح وطنية، وأهداف تؤكد على دور المملكة كمركز صيروري في مجال الفنون، وخلق صناعة ثقافية تعنى بالفن والمسرح والسينما، والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيس للتواصل بين الناس ورافد للاقتصاد، لتمكين الفن في المساحات العامة، وتعزيز التواصل بين الفنانين والمجتمع، من خلال عرض أعمال فنية تواكب التحولات الجمالية والفكرية المعاصرة، في بيئة تثري الحوار بين المشهد الفني المحلي والعالمي، والاحتفاء بإبداعات الفنانين السعوديين المعاصرين، وتوفير منصة لمشاركة الأفكار المتنوعة في الفن المعاصر، يتمازج فيها الفنانين السعوديين مع نظرائهم الدوليين بهدف إلهام حواراتٍ مؤثرة، وتشجيع الممارسات الفنية المبتكرة التي تُسهم في تعزيز التبادل الثقافي.
ولكي تكون المملكة رائده متفردة بفنونها، وعبر استراتيجيات ورؤية تنطلق من تشجيع المجتمع المحلي لتذوق الفن والاحتفاء به، تنطلق جهود الهيئة نحو اقتراح الاستراتيجيات الثقافية ذات الصلة وسياسات قطاع الفنون البصرية، وتشجيع التمويل والاستثمار في المجالات ذات العلاقة باختصاصات الهيئة، واقتراح المعايير والمقاييس الخاصة بقطاع الفنون البصرية في إطار السياسات الوطنية للثقافة، خلال مجتمعٍ فني ديناميكي، يعزز بيئة تعاونية تستمر فيها الفنون البصرية في الازدهار (تكريم الماضي والاحتفاء بالحاضر والاستثمار في المستقبل) بما يعمق لاتساع المشهد الفني السعودي، وتعزيز الدور الاستراتيجي للثقافة، وإثمار القطاع الإبداعي، والارتقاء بالمفاهيم الفنية المحلية.
ونحو تسطير خريطة للنشاط الثقافي عبر مجهر الريادة والتفرد وتسطير البصمة العالمية، وتشجيع إنتاج وتطوير المحتوى في قطاع الفنون البصرية، ترتكل إلى تنظيم وإقامة المؤتمرات والمعارض والفعاليات الثقافية في عموم مناطق المملكة والمسابقات المحلية والدولية والتي تستهدف شرائح المجتمع كافة، وإقامة الدورات التدريبية، توازياً مع تقديم المنح الدراسية للموهوبين وإقامة البرامج الموجهة للمواهب اليانعة، بغرض تنميتها وتوجيهها للطرق المتناسبة مع كل موهبة، كمبادرات من الهيئة لاستكشاف جوهر المشهد الثقافي المتطور في الرياض، وتعزيز حضورها على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، وتأسيس بيئة تشاركية مزدهرة للفنون البصرية، تجمع بين تكريم الماضي، والاحتفاء بالحاضر، والاستثمار في المستقبل، بما يعكس عمق واتساع المشهد الفني بالمملكة.
وأيضا تنظيم وإقامة المؤتمرات والفعاليات والمسابقات المحلية والدولية، والتي تهيئ التواصل مع الآخر، للارتقاء بالمفاهيم الفنية، واستعراض التجارب كمصادر تغذية، والتثاقف مع فنون الآخر العالمي لتكتسب الفنون السعودية مصادر تغذية جديدة. هذا إلى جانب تنظيم المعارض لنخبة فنانين صاعدين ورواد، لتقريب الفن وتعضيد الدور لدعم وإثمار القطاع الإبداعي، والارتقاء بالمفاهيم الفنية المحلية، وتعديد اللغات الفنية التي يتم الإفصاح بها، والمشاركة فيها في المجالات ذات العلاقة بقطاع الفنون البصرية، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وفق بناء إطار قوي وشامل يدعم الابتكار، والإبداع، والريادة الفكرية، عبر التزامٍ ثابت بالحفاظ على الثقافة وتعزيزها من خلال جمع عناصر متنوعة من قطاع الفنون السعودية، بهدف تمكين ورعاية الممارسين، وتعزيز رؤية مشتركة للنمو والفرص والإثراء الثقافي.
وإعمالاً لجهود نشر الثقافة والفنون السعودية في العالم، وتقديم المفكرين والمبدعين السعوديين للثقافات الأخرى، عكفت الهيئة في إطار تفعيل التواصل الثقافي والحضاري والصداقة بين المملكة وشعوب العالم، على تأسيس الشركات والمشاركة في تأسيسها وتمثيل المملكة في الهيئات والمنظمات والمحافل الإقليمية والدولية ذات العلاقة باختصاصات الهيئة، باعتبار ذلك أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030. فالشراكات الفاعلة ليست مجرد تعاون بسيط، بل هي علاقات استراتيجية تهدف لتحقيق أهداف مشتركة وإحداث تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة والاقتصاد، وتعزيز الموقع الريادي، للوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور وتوسيع نطاق تأثير التمايز المستدام كهدف حيوي بين الهيئات في عالم الشراكات الفاعلة والتعاون، وتعزيز القدرة على الابتكار والإبداع. فمن خلال تجميع الخبرات والموارد يمكن للشراكات الفاعلة توليد حلول ديناميكية ومبتكرة للتحديات.
*الأستاذ بقسم التصميمات البصرية والرقمية المساعد
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :