نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قبعات التفكير الست.. نظام ذهني لإدارة الفوضى العقلية, اليوم الخميس 1 مايو 2025 04:18 صباحاً
نشر بوساطة الثقافي في الرياض يوم 01 - 05 - 2025
يقدّم المفكّر البريطاني إدوارد دي بونو في كتابه «قبعات التفكير الست» نموذجا فريدا لتنظيم التفكير الإنساني، من خلال تقسيمه إلى ستة أنماط عقلية متميزة، يرمز لكل منها بلون مختلف على شكل «قبعة» رمزية يرتديها المفكر أثناء معالجته لمشكلة أو اتخاذه لقرار.
الكتاب الذي قام بترجمته للعربية الدكتور شريف محسن لا يطرح أفكارا نظرية مجرّدة، بل يقدّم أداة ذهنية عملية يمكن استخدامها في الحياة اليومية، في الاجتماعات، في حلّ المشكلات، وفي التفكير الفردي والجماعي على حد سواء.
وينطلق الكاتب دي بونو من فرضية أن التفكير البشري غالبا ما يكون غير منظّم، إذ تميل العقول إلى خلط العاطفة بالمنطق، والتفاؤل بالحذر، والانطباع بالحقائق. وللخروج من هذا التشوّش، صاغ نظريته القائمة على ارتداء «قبعة» واحدة في كل لحظة، بحيث يركّز المفكر على نمط تفكير واحد فقط قبل الانتقال إلى غيره. ومن خلال هذا التنظيم، يصبح العقل أكثر قدرة على التقييم الموضوعي، واتخاذ قرارات متوازنة.
وتعبر القبعة البيضاء عن التفكير الحيادي القائم على المعلومات والحقائق، حيث يُمنع إدخال الآراء والانطباعات الشخصية. أما القبعة الحمراء فتمثّل التفكير العاطفي والحدسي، وتسمح بالتعبير عن المشاعر دون الحاجة إلى تفسير منطقي. القبعة السوداء تُستخدم عند التحليل النقدي والحذر من المخاطر، بينما القبعة الصفراء تركّز على الجوانب الإيجابية والفرص المتاحة. في المقابل، تتيح القبعة الخضراء التفكير الإبداعي والانفتاح على أفكار جديدة وخارجة عن المألوف، فيما تتولى القبعة الزرقاء إدارة التفكير، وتوجيه الانتقال بين الأنماط المختلفة، لتشكّل ما يشبه «عقل العقل.
وتكمن القيمة الحقيقية للكتاب في بساطته القابلة للتطبيق، وقدرته على تحويل التفكير من عملية فوضوية إلى منهج منضبط. فبدلا من أن تختلط المشاعر بالتحليل، أو النقد بالتفاؤل، يمنح النموذج القارئ فرصة النظر إلى كل موقف من زوايا متعددة، مع وعي تام بالدور الذي يؤديه كل نمط من أنماط التفكير. ولعل هذه القدرة على التنقّل المنظّم بين أنماط التفكير المختلفة هي ما جعلت النظرية تُعتمد في مجالات التعليم، والإدارة، وحل النزاعات، واتخاذ القرار في المؤسسات الكبرى حول العالم.
لقد نجح إدوارد دي بونو في تقديم أداة ذهنية غير معقّدة لكنها فعّالة، تتيح لكل شخص أن يُدرّب عقله على العمل بشكل أكثر تماسكًا ووضوحا. إن «قبعات التفكير الست» ليست مجرّد طريقة للتفكير، بل أسلوب للحياة، يعلّمنا أن نسأل أنفسنا باستمرار: أي قبعة نرتدي الآن؟ ومتى ينبغي أن نغيّرها؟.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :