نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“شجرة الجميز” الجازانية.. بين الظلال والحكايات, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 04:02 مساءً
المناطق_واس
في عمق القرى الجازانية وتحت شمس الجنوب، تقف “شجرة الجميز”، المعروفة محليًا باسم (الإبراية)، شامخةً بظلالها الوارفة وجذوعها العريضة، حافظةً لذاكرة المكان والناس، ومجالس الأهالي، ومظلةً للعابرين، وسجلًا مفتوحًا للحكايات والذكريات.
تنتمي شجرة الجميز، المعروفة علميًا باسم “Ficus sycomorus”، إلى عائلة التين، وتتميز بجذع ضخم متفرّع وأوراق عريضة تُضفي ظلًا كثيفًا، مما يجعلها من الأشجار المفضلة في البيئات الحارة، وتنتشر في منطقة جازان، لاسيما في السهول المحيطة بالقرى القديمة، حيث اعتاد الأجداد غرسها بجوار البيوت، والآبار، والمساجد.
ويحتفظ كبار السن في جازان بذكريات وحكايات عن (الإبراية) التي ظلت –ولا تزال– موئلًا لتجمع الرجال بعد صلاة العصر، وميدانًا للعب الأطفال وقت الظهيرة، ومنبرًا لقصص الأجداد في المساء، حيث يسبقها ظلّها في الحضور، فهي شجرة لا تُزرع للزينة فقط، بل للمعنى، والدفء، والانتماء.
وتنتج شجرة الجميز ثمارًا شبيهة بالتين، خضراء تميل إلى الاحمرار عند النضج، ذات طعم حلو يميل إلى الحموضة، كان الأطفال يقطفونها من الأغصان العالية ويتسابقون على تناولها، وهي وإن لم تكن من الثمار التجارية، إلا أنها تمثل جزءًا من الذائقة الشعبية القديمة.
وتوفر (الإبراية) نظامًا بيئيًا مصغرًا حولها؛ إذ تُعد موطنًا للطيور، ومصدر ظلّ للمزارعين، ومكان استراحة للمسافرين في القرى البعيدة، وتتميز بجذور قوية وقدرة على تحمّل الجفاف، مما يجعلها ملائمة لطبيعة جازان.
وشجرة الجميز، أو (الإبراية)، ليست مجرد عنصر طبيعي ضمن بيئة جازان، بل جزء من ذاكرة الإنسان، فظلها، وطعم ثمرها، وخشونة جذعها، تحكي قصص البساطة والكرم، في زمن كانت فيه الأشجار بيوتًا للروح، قبل أن تكون عنصرًا من عناصر البيئة الطبيعية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :