نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تنقذ الصحافة الاقتصاد في عصر الذكاء الاصطناعي؟, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 11:01 صباحاً
نشر بوساطة رانية القرعاوي في الوكاد يوم 28 - 04 - 2025
في وقت تتزايد فيه المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، ويكثر الحديث عن فقدان الوظائف بسبب توسّع استخدامات الذكاء الاصطناعي، يبرز تساؤل جوهري: هل الصحافة والصحفيون جاهزون لمواجهة تحديات هذا الاقتصاد المتحوّل؟ وما الذي ينتظرهم في عصر الذكاء الاصطناعي؟
يشير تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على نحو 40 % من الوظائف عالميًا، وقد يصل التأثير إلى 60 % في الاقتصادات المتقدمة. أما «تقرير مستقبل الوظائف»، فيكشف أن 45 % من الشركات السعودية تخطط لأتمتة وظائفها بحلول عام 2030، بينما لم تعد 38 % من هذه الشركات تشترط الشهادة الجامعية عند التوظيف. هذا يعني أن سوق العمل يعاد تشكيله بالكامل، والصحافة معنية اليوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تغرق معه.
ومع ذلك، لا تفتقر الصحافة إلى الفرص في هذا المشهد. فالذكاء الاصطناعي، المتوقع أن يستحدث 11 مليون وظيفة ويلغي 9 ملايين بحلول 2030، يمنح الصحف أدوات جديدة لتعزيز تحقيقاتها، وتحليل البيانات الاقتصادية، وتقديم محتوى ذكي ومخصص للجمهور، خصوصًا في ملفات معقدة مثل التضخم، وسوق الطاقة، والسياسات المالية.
وهذا ليس مجرد افتراض نظري. ففي أزمة النفط في السبعينات، أدّت الصحافة الاقتصادية العالمية - وعلى رأسها «وول ستريت جورنال»- دورًا محوريًا في شرح تداعيات الحظر النفطي على الاقتصاد الأمريكي، مما ساهم في تشكيل وعي عام ضاغط أفضى إلى سياسات أكثر توازنًا. كذلك ساهمت صحف مثل «فاينانشال تايمز» في فضح ممارسات البنوك قبيل أزمة 2008، مما عجّل بتدخلات رقابية.
وفي الثلاثينيات، خلال الكساد الكبير، لعبت الصحافة الأمريكية دورًا مفصليًا في الضغط على البنوك وكشف السياسات الفاشلة، مما مهّد ل»الصفقة الجديدة - New Deal». أسهمت الصحافة في شرح بنود تلك الصفقة وإقناع المواطنين بأن الحكومة تتحرك وأن التعافي ممكن.
بحسب «تقرير مستقبل الوظائف»، صُنفت السعودية ضمن الدول ذات اضطراب مهارات مرتفع بنسبة 40 %. وهو ما يضاعف مسؤولية الصحفي الاقتصادي، الذي بات مطالبًا بامتلاك أدوات تحليلية متقدمة، وقدرة على تقديم قصص صحفية مبنية على شرح واضح وتفسير بسيط يقرّب المفاهيم الاقتصادية من الناس، ويُمكّنهم من فهم التحولات وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على حياتهم المهنية.
نحن بحاجة إلى صحافة اقتصادية لا تكتفي برصد التغيرات، بل تسهم في صناعة الثقة، وتقدّم الحلول. ولعل الخطر الأكبر لا يكمن فقط في فقدان الوظائف، بل في فقدان البوصلة لفهم ما يجري. وهنا، يمكن للصحافة أن تعيد رسم الطريق- بشرط أن تواكب اللحظة وتمتلك المهارات اللازمة لاقتناصها.
** **
- باحثة في الإعلام الاستراتيجي، متخصصة في قضايا الطاقة وإدارة الاتصال في الأزمات
نقلالاعن الجزيرة
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :