اليوم الجديد

شيطنة الرجل والمرأة.. نقد أم أزمة مجتمعية؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شيطنة الرجل والمرأة.. نقد أم أزمة مجتمعية؟, اليوم الأحد 6 أبريل 2025 01:59 مساءً

شيطنة الرجل والمرأة.. نقد أم أزمة مجتمعية؟

نشر بوساطة نايف الحربي في الرياض يوم 06 - 04 - 2025


في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية الراهنة، باتت عملية النقد والتحليل محور جدل واسع في الأوساط الفكرية والإعلامية. فقد ظهر نوعان من النقد يتجهان إلى "شيطنة" الرجل والمرأة على حد سواء، حيث يتم تسليط الضوء على السلبيات بطريقة تؤدي أحيانًا إلى تعميق الفجوات بدلاً من بناء جسور التفاهم.
وفي حديث خاص ل"الرياض"، أوضح أنس محمد الجعوان، المستشار التدريبي، أن الرجل يواجه اليوم موجة من النقد تستهدف أدواره التقليدية والرموز النمطية المرتبطة به. ويُتهم أحيانًا بعدم القدرة على التعبير عن مشاعره أو تحمل المسؤوليات بطريقة "حديثة"، مما يؤدي إلى تصويره كرمز للسلبيات أو القوة المفرطة التي تُستغل على حساب العلاقات الأسرية والمجتمعية. وأشار إلى أن هذا النوع من النقد، الذي يُفترض أنه يسعى إلى تحقيق مساواة حقيقية، يتحول في كثير من الأحيان إلى هجوم يفضي إلى استبعاد الرجل من الحوار البنّاء حول قضايا التوازن والعدالة.
وفي المقابل، تواجه المرأة نقدًا مماثلًا يهدف إلى إبراز سلبيتها أو قيودها في إطار الصورة النمطية التقليدية، سواء في مجالات العمل أو العلاقات الشخصية. وتُنتقد أحيانًا لتبنيها أساليب حديثة في التعبير عن نفسها، فيُساء فهم مبادئها أو تُصوّر مبادراتها كأعمال جذرية تفكك الروابط الاجتماعية. وقد يؤدي هذا النقد إلى تأطير المرأة ككائن متناقض بين التقليدي والحديث، مما يعرقل عملية بناء هوية متكاملة تمكّنها من المشاركة الفعالة في مختلف ميادين الحياة.
وعن جذور هذه الظاهرة، أشار الجعوان إلى أنها تعود إلى عدة عوامل، منها التغيرات السريعة في القيم والأدوار الاجتماعية التي شهدها المجتمع. ففي حين أن التطلعات نحو المساواة أدت إلى إعادة تعريف الأدوار التقليدية، يُفسر البعض هذه التحولات على أنها هجوم على الهوية التقليدية لكل من الرجل والمرأة، مما يخلق مناخًا متوترًا يسهم في تأجيج الانقسامات بدلاً من تعزيز الحوار والتعاون.
وأوضح أن لظاهرة "شيطنة" الرجل والمرأة آثارًا عميقة على الفرد والمجتمع، أبرزها:
* تأجيج الصراعات وزيادة الشعور بعدم الثقة بين الجنسين، مما يصعّب إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم.
* الإضرار بالهوية الشخصية، حيث يشعر كل طرف بأنه ممثل فقط في قالب سلبي، مما يؤثر سلبًا على تقدير الذات.
* تعطيل فيزيائي واجتماعي، إذ يُعيق النقد المتطرف بناء مؤسسات ومجتمعات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون.
وفي ختام حديثه، شدد الجعوان على أهمية تجاوز هذه الظاهرة من خلال العمل على إعادة قراءة نقدية مبنية على الحوار بدلاً من الهجوم. كما دعا إلى مشاركة الإعلاميين والمثقفين وصنّاع القرار في بناء صورة أكثر شمولية تُبرز إنجازات الرجل والمرأة على حد سواء، مع فهم تعقيدات كل منهما بعيدًا عن التصنيفات المطلقة. وأكد ضرورة تشجيع المبادرات التي تعمل على تعزيز الذكاء العاطفي والقدرة على التفاعل الإيجابي بين الجنسين.
وسلط الضوء على أن الانتقال من نقد مفصول ومتعصب إلى نقد بنّاء وحوار مفتوح هو السبيل لبناء مجتمع أكثر توازنًا وتماسكًا، حيث يمكن لكل فرد أن يُعبر عن ذاته دون أن يُختزل في قالب نمطي ضيق.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :